مآساة النشر في الوطن العربي!
عندما تقبض دور النشر العربية 1000 إلى 4000 دولار أمريكي لنشر رواية لا ينال منها الكاتب إلا نسخ قليلة!!
الكاتب حبيب سايح يكشف القضية!
حال الابتذال والفساد والتردي في المشهد الأدبي !
يوجد اليوم، كما بات يعلم الجميع في المشهد الأدبي، " كتاب " (في الجزائر خاصة)، لنشر " رواياتهم ومجموعاتهم القصصية والشعرية وكتبهم الأخرى" يدفعون من جيوبهم ما بين 50 ألف دينار و 100 ألف دينار جزائري لدور نشر جزائرية أو جزائرية عربية؛
وما بين ألف (1000) وأربعة آلاف (4000) دولار أمريكي لدور نشر عربية؛
وذلك من دون عقد نشر ولا ضمان حقوق؛
وكل ما يأخذه أولئك "الكتاب" بعد صدور " أعمالهم" هو عدد من النسخ يتراوح ما بين الخمس والخمسين نسخة.
(لن أنسى ملامح أحدهم المنكسرة إذ أخبرني في أحد معارض الجزائر الدولي للكتاب أن الناشر الجزائري العربي سلمه خمس (05) نسخ وقال له إنه إن شاء مزيدا فليشتر !)
ففي مثل هذه الحالات يغدو من الشجاعة ومن الأخلاق أن يتم تثبيت عبارة "طبع على حساب المؤلف" (وهذا تقليد معمول به في العالم عند بعض دور النشر التي تحترم أخلاق مهنتها)،
كما يغدو من النزاهة عند مثل هؤلاء "الكتاب" أن يفرضوا على الناشر ذلك؛
(وإلا فما الفرق بين "كاتب" وبين مغنية في كابريه غير مصنف؟).
ولكن الأمر، مع حمى عدوى الجوائز، يبدو ضربا من المستحيل؛
فإن بعضهم صار اليوم، للحصول على الترقيم الدولي من أجل المشاركة في جائزة ما، يتفق مع ناشر لطبع حوالي عشر نسخ؛ في انتظار نتائج الجائزة !
وبرغم هذا الوضع المحزن، لا تتحرك الصحافة لكشف دور النشر التي تمارس الابتزاز وتعيين "الكتاب" المتسترين على الطبع على حسابهم !
إنها حال من الابتذال والفساد والتردي، لم يشهد الأدب العربي مثيلا لها في مساره كله، تستشري بالتواطؤ على الصمت حيالها. الحبيب السائح
No comments:
Post a Comment