قراءات نقدية وجيزة \
روايات أمين الزاوي /سمير قسيمي / السعيد بوطاجين /بن جبار وآخرين..
بقلم Mohamed Boumaaraf
هذه قراءتي لبعض روايات معرض الكتاب الأخير:
. رواية أعوذ بالله للسعيد بوطاجين\
رواية ببعد فلسفي أراد فيها الكاتب أن ينتصر للصحراء كأصل و رمز للنقاء على عكس الشمال "الخبيث" و "المليء بالنذالات" ، الرواية أيضا بحث عن الذات و الهوية و ميلاد جديد ربما ، هي أيضا هروب من الشمال حيث الروح صحراء قاحلة و القلب على هامش المادة ، الكاتب وجدها فسحة أيضا لنقد لاذع للسياسة و التاريخ بأسلوب ساخر ، اللغة تتخللها بعض الشعرية لكن خيط الحكاية غير واضح مما يضعف التشويق في السرد و يجعل الرواية مشاهد و لوحات متفرقة تحتاج جهدا لجمعها .
رواية الحركي لمحمد بن جبار \
ميزة الرواية ربما هي موضوعها الجديد حيث يكتب أحد الحركى مذكراته و يحكي أيام خدمته في إحدى مناطق غليزان ، الرواية جاءت على طريقة كرونولوجيا أحداث للشهور الأخيرة للإحتلال ، اللغة حكائية عفوية غير متكلفة رغم بعض الإنشائية ، الرواية ينقصها جرعة من الصراع الدرامي و بعض التشويق في طريقة السرد ، في الخاتمة الجملة الأخيرة زائدة و متكلفة و كان أفضل لو توقف عند عبارة " قال لها بعد نوبة ضحك هل للقنافذ شرف ؟" تحسن ملحوظ للاسلوب مقارنة بروايته الأولى "أربع مائة متر فوق مستوى الوعي".
. رواية الساق فوق الساق لأمين الزاوي\
مواضيع أمين الزاوي لا تختلف إلا لتتشابه على الأقل في أسلوب التناول ، لم اشعر أني اقرا رواية جديدة ، صراع الهوية الوطنية و الدينية و الجنس بنفس الطريقة المكررة و نفس الأثاث السردي رغم بعض التحسن في اللغة لكنه مازال يحتاج الخروج إلى فضاءات حكائية أوسع و بمواضيع بعمق إنساني أكبر و أقل ايديولوجية مبطنة .
. رواية الرايس لهاجر قويدري\
الرواية سرد تاريخي لمرحلة من تاريخ الجزائر العثماني بطلها الرايس حميدو الذي لا يظهر سوى طيف خلال تناوب مجموعة شخوص على سرد أحداث سمتها الكاتبة أحاديث ، اللغة حسنة و سلسة و التفاصيل منوعة لكن تعدد الأصوات جاء على حساب العقدة و الصراع الدرامي لوحدة حكائية متكاملة لذا مع الوقت يظهر الأمر جريا وراء التفاصيل في عمل أشبه بالمجموعة القصصية، العمل غني بمعلومات و مصطلحات عن تلك المرحلة التاريخية.
. رواية لعبة السعادة لبشير مفتي\
الرواية تحكي عن صراع السلطة و المال ، الشرعية الثورية و الطموح و الجنس لكن دون عمق كبير ، بنية حكائية ضعيفة و لغة تبدو متسرعة و غير مقنعة .
. رواية عازب حي المرجان لربيعة جلطي\
الرواية كما يخبر عنوانها تحكي عن حياة شخص عازب يعيش عالمه الخاص لكن الكاتبة لم تحسن صناعة ذلك العالم فجاءت الرواية عبارة عن كم من الثرثرة و الحشو و التفاصيل المملة دون هندسة أو بناء ، اللغة يتخللها من حين لحين عبارة شعرية تذكرنا بآثار ربيعة جلطي الشاعرة التي تؤكد كل مرة أن دخولها الرواية كان انتحارا أدبيا.
. رواية كتاب الماشاء لسمير قسيمي\
الرواية عبارة عن تحقيق تاريخي بوليسي تقوم به مؤرخة فرنسية على آثار شخصية غامضة هي نفسها شخصية رواية سابقة للكاتب (هلابيل) و اعتبرها نسخة أخيرة منها ، البعد الفلسفي يمتزج بالغموض و الغرائبية و المراوغة ، الحد الأدنى من التشويق موجود و الرواية فيها شيء من الإقتباس من رواية عزازيل ليوسف زيدان و شفرة دافنشي لدان براون .
___
تعليق الكاتب مولود بن زادي
أنا ربما سبقتكم إلى "قرع ناقوس الخطر" صديقي العزيز Mohamed Boumaaraf هههههه
الفرق الوحيد ربما هو اني تطرقت إلى الموضوع بشكل عام.. ومثال على ذلك تقييمي للمشهد الأدبي والنقدي في الجزائر مؤخرا من خلال تقرير صحيفة الديوان (على الصورة) حيث أشرت إلى أن الرواية الجزائرية تعاني شكلا ولغة ومضمونا وأوضحت أن اللوم في ذلك يتقاسمه كل من:
. الروائي الجزائري لأنه:
1. وقع في فخ النرجسية ولا يتقبل اي نقد ويعتقد أنه الأفضل في الوطن العربي والأجدر بالفوز بالجوائز العربية بأعمال بسيطة وضعيفة من حيث اللغة والفكرة.
2. لأن الروائي يتسابق على نشر رواية كل سنة يكرر بها نفسه وأخطاءه وهو لا يعلم.
طبعا ثمة استثناءات مثل أحلام مستغانمي التي لا نراها تركض لنشر رواية كل سنة وتستحق كل الاحترام والتقدير.
. الناقد الأكاديمي الذي أساء إلى رسالة النقد الطاهرة وصار يختار الأعمال الروائية خدمة لمصالحه الشخصية ومصالح الأصدقاء.. النتيجة أعمال فئة قليلة تحظى بنقد مكثف على أساس المحاباة والمجاملة في حين تبقى أعمال المبتدئين في الظل لا تجد من يدرسها وهو ما يخلق اختلال في التوازن بين الأجيال وانعدام تكافؤ الفرص. وبطبيعة الحال، لا يخدم هذا النقد القائم على المجاملة والكذب والنفاق اي روائي لأنه لا يكشف له مواطن القبح والضعف!
واليوم أتساءل كيف يشعر هؤلاء النقاد الأكاديميون من أمثال محمد لمين وهم يقرؤون مثل هذا النقد للرواية الجزائرية التي من المفروض يساعدونها على التطور والرقي وقد فشلوا في ذلك! ونراهم بدلا من ذلك يتهمون الأدباء الجدد بالخربشة وهم لم يقرؤا لهم شيئا! ونسيوا خربشة الأولين بل اختاروا تجاهلها عند دراستهم المكثفة لهذه الأعمال ضمن هذا النفاق!
لن يتغير هذا الواقع حتى يراجع الروائي الجزائري نفسه وينزل من هذه القصور التي شيدها في الهواء إلى الواقع ويتقبل النقد ويعترف انه ليس الوحيد في المشهد الأدبي وأنه سيستفيد إن تقرب من الآخرين وتعاون معهم بما يخدم الأدب ويشرفه..
اما "الناقد الأكاديمي" فعليه أن يراجع نفسه.. لابد له أن يدرك أنه يسيء إلى رسالة النقد ويساهم في تحطيم الروائي من خلال المجاملة التي نشاهدها في كل دراسة!
اخلص التحيات
No comments:
Post a Comment