Tuesday 17 December 2013

Love quote by M. Benzadi




"It is true that in life, precious moments may simply fly. 
But deep in our hearts and souls, 
they will never die."


M. Benzadi

Love quote by M. Benzadi




"It is true that in life, precious moments may simply fly. 
But deep in our hearts and souls, 
they will never die."
M. Benzadi

Tuesday 26 November 2013

Mouloud Benzadi sur Radio Algérie internationale part 2

Mouloud Benzadi sur Radio Algérie internationale part 2

ال

أدب المهجري

مولود بن زادي - أقوال وحكم في الصداقة Mouloud Benzadi -quotes about frie...

Mouloud Benzadi مولود بن زادي...

Mouloud Benzadi with Charles Dickens gran gran daughter British Council ...

Mouloud Benzadi مولود بن زادي مقالة الأخطاء اللغوية والألفاظ العامية في...

ا

لأخْطَاءُ اللُّغَوِيَّةُ والألفاظُ العَامِّيَّةُ "لاَ تَلِيقُ بِكِ" في
 رِوَايَةِ "الأسْوَدُ يَلِيقُ بِكِ"
بقلم المترجم والكاتب مولود بن زادي – المملكة المتحدة

تعرَّضَ آنفاً كثيرٌ من النّقاد للتّوبيخ والشّتم والمُضايقة، لا لشيء سوى لأنَّهم سعوا في أداء واجبهم بتقديم قراءات نقدية منصفة تناولت أعمال الكاتبة أحلام مستغانمي، ومنها روايتها الأخيرة (الأسود يليق بك).
علينا جميعا أن نتحلَّى بالحِلم وأن نؤمن بالتَّسامح فنتقبل آراء غيرنا وإنْ خالفت أفكارنا ولنا بعد ذلك أن نردّ عليها إنْ شئنا، أو أن نجادل فيها بموضوعيَّة واحترام متبادل وبالتّي هي أحسن. كلّ أديبٍ خطَّاء وكلُّ كِتَابٍ فيه أخطاء. فقد صَدَق المُزنيُّ صاحب الشَّافعي حينما قال: “لَوْ عُرِضَ كِتَابٌ سَبْعِينَ مَرَّةً لَوَجَدْنَا فِيهِ خَطَأً وأبَى اللهُ أنْ يَكُونَ كِتَابٌ صَحِيحٌ غَيْرَ كِتَابِهِ”
لكن، إنْ كثرت الأخطاء في مُؤلَّفاتنا وزادت عن حدّها، أو استشرى وباؤها في كتاباتنا فتكرّرت وانتقلت من مؤلَّف إلى آخر وصارت جزءاً من ثقافتنا، فإنَّها عندئذ تثير تساؤلات حول قدراتنا اللٌّغَويَّة وكفاءاتنا الأدبيَّة.
أنُؤْثِرُ الكِتابة باللٌّغَة العَرَبِيَّة ونعدّ أنفسنا من المساهمين في إثراء أدبها، ومن رواد نهضتها ولا نراعي حتى أحكامها؟!.. أنملأ كتاباتنا بلهجاتنا العَامِّيَّة المعقّدة المتفشيَّة في بلادنا العَرَبِيَّة اليسِيرَة منها والعَسِيرَة ونعدّ ما نكتبه أدباَ عربيّاً؟ أمَا عَلِمَ المُثقّف العربيّ بَعْدُ أنَّ هذه اللٌّغَات العَامِّيَّة إنْ هي إلاّ لغاتٌ تفرّق ولا تجمع، وتحطّ ولا ترفع، وتضرّ ولا تنفع؟ لو نطقت الفصحى لتبرّأت منّا وممّا نسجِّله باسمها وما ننسبه إليها من أدبٍ مشوّهٍ بِعَاميَّة عَمياء فائدته لَعَمْرِي قليلة ولا يمتُّ للعَرَبِيَّة بِصِلة! لا أحد مكره على الكتابة باللٌّغَة العَرَبِيَّة إن لم يكن لها مجيدا، أو كان بيانُها عنه بعيدا. فإنْ شِئنَا الكتابة بها، فلابدّ أن نتقيّد بقواعدها وأن نصون حرمتها تماما كما يفعل الإنجليزي أو الفرنسي بلغته وما أهل الإنجليزيَّة والفرنسيَّة بأحذقَ مِنَّا وإن كانوا أشدّ حباً لسلامة لغاتهم منا. وإنْ أبينا فلنلجأ إلى لغةٍ سواها نُدَنِّسُها بأقلامنا ونُهينُها بكلامنا. سنرى آنئذِ إذا كان يكرمنا غيرنا ويلطف بنا وقد عبثنا بلسانه! فلو انتهك كاتب أوربي قواعد لغته لأثار ذلك سخط المجتمع برمته فالمساس بلغته مساس بمقوماته. يعتنون بلغاتهم ويذودون عنها حتى أنّهم أضحوا يمنعون استعارةَ المفردات والتَّعابير الأجنبيَّة وتداولها في لغاتهم إذا تيسّرت مقابلاتُها عندهم! ألاَ نستقي مِنْ ذلكَ عبرةً؟!    
وأنا أقرأ مؤخّراً رواية (الأسود يليق بك) للكاتبة أحلام مستغانمي، لفت انتباهي، على غرار رواياتها السابقة، تعدّد الأخطاء اللٌّغَويَّة وكثرة اللّجوء إلى العَامِّيَّة في رواية قد يصنّفها الإعلام أفضل كتاب في الوطن العربي وقد يباع منها ملايين النّسخ في العالم العربي بحكم شهرة الكاتبة وتأثير الضَّجة الإعلاميَّة الواسعة المحيطة بها وفضول القراء أكثر من أيّ اعتبار آخر.. ملايين النّسخ المحشوة بكل ألوان الغلط والخطأ واللّغط قد تقع بين أيدي قراء غير متمكِّنين من اللٌّغَة فتلعقها أسماعهم وتردّدها أقلامهم وألسنتهم وتتشدّق بها أفواههم!
سأكتفي بذكر بعض الأخطاء التّي وقعت فيها الكاتبة أحلام مستغانمي. أركِّز فقط على بعض الأخطاء الموجودة في الجزء الأول من الرّواية وهو ما يعادل ثلث الكتاب لا أكثر. الأخطاء تستمر إلى آخر الرّواية. فسيطول المقال إذا حاولنا الإحاطة بها كلّها:
1. الأخطاء تبدأ في أوّل صفحة للرواية!: (لشدة رغبته بها، قرر قتلها-ص11): لا يُقال أبداً (رغبته بالشّيء) بل في الشّيء. ولا يقال نحن نرغب في فلان. جاء في تعريف "الصحاح في اللٌّغَة": رَغِبَ فيه: أراده، أي رغب في الشّيء لا في الشّخص!

2. (لفرط انخطافه بها، ما سمع...-ص14): كلمة انخطاف لا أساس لها في اللٌّغَة العَرَبِيَّة.. لا توجد في أي قاموس فمن أين أتت بها كاتبتنا؟!

3. (توجَّه مقدّم البرنامج إليها سائلاً -ص34): تَوَجَّهَ إلَى، كما يشير إلى ذلك "المعجم الوسيط"، تعني ذهب أو أقبل أو انطلق إلى. فهذه الكلمة تعني أساسا الحركة والانتقال من موضع إلى آخر. هذا تعبير لا يليق بكاتبة في هذا المستوى. فاللٌّغَة العَرَبِيَّة لا تخلو من الألفاظ والعبارات التّي تحلّ محلها. أين هي أفعال الشّروع في هذه الرّواية؟ فعلى سبيل المثال، يمكن استبدال ذلك التّعبير ب: "طفق مقدم البرنامج يسألها" أو "راح يسألها"، أو مضى، قام، أخذ، أنشأ، جعل، هبّ، أثر... كما تشاء. والمتمكن من اللٌّغَة لن يجد صعوبة في إيجاد غيرها وانتقاء ما يليق بها بين كنوز اللٌّغَة العَرَبِيَّة الثّريَّة بألفاظها وعباراتها.

4. (تردَّدتْ في طلبه مساء-ص47): الصواب هو (تردّدت في الاتّصال به مساء) أو (تردّدت في مهاتفته مساء) وغيرها ذلك... ففعل (طلب) كما جاء في تعريف "المنجد في اللٌّغَة والأعلام": طلب الشّيء: حاول وجوده وأخذه . وطلب فلانة: خطبها. وطلبه إلى المبارزة:  دعاه إليها.
نلاحظ إفراط الكاتبة في استعمال (طلب) بمعنى (اتّصل). مثال آخر على ذلك: (طلبتْ أمّها تطمئنها-ص67) هذا وضع للفعل في غير موضعه. والحكمةُ وضع الشّيء موضعَه. فلمَ نستعمل كلمة محرّفة المعنى إذا كانت البدائل الصّحيحة موجودة  في اللٌّغَة وأذكر منها: اِتّصل، هاتف، نادى،  دعى؟! الكاتبة تبدو متأثرة باللَّهجات المشرقيَّة حيث تُستعمل كلمة (طلب) بمعنى (اتّصل هاتفيا) 

5. (طلبها من رقم أرضي-ص51) لا أدري لم استعملت كاتبتنا (رقم أرضي) فالصواب هو (ناداها بمِهتف البيت أو بمهتاف عمومي حسب السّياق، تمييزاً له عن المهتف المحمول. سألت أستاذاً راسخ القدم في الفصحى هل يجوز استعمال تعبير (رقم أرضي) فضجَّ ضاحكاً وردّ مازحاً: قد يجوز في مستقبل أيامنا إذا ما حلّ الإنسان بالكواكب والمجرات أن تقول وأنت تتجوّل في كوكب زحل مثلاً: ناداني منادٍ من رقم أرضي (تمييزا له عن أرقام سائر الكواكب التّي حلّ بها الإنسان)!

6. (أعطاها الإحساس أنه في اجتماع-ص51) هذه ترجمة حرفيَّة لعبارة معروفة باللٌّغَة الفرنسيَّة وهي كما يلي:

Il lui a donné l’impression qu’il était dans une réunion
لم نستعمل (أعطاني فلان إحساساً أو شعوراً) واللٌّغَة العَرَبِيَّة تملك كلمة واحدة تغني عن ذلك خلافاً للٌّغَات الأجنبيَّة التّي تحتاج أحياناً للفظتين أو أكثر للتعَّبير عن شيء. فلقد قالت العرب (أشعرني، وأوهمني، وألقى في روعي وفي بالي وفي خاطري وفي وهمي...)! فالصواب هناك هو (أشعرني أنه في اجتماع) أو (وأوهمني أنه في اجتماع) وهلم جرّ... استعمال (أعطى إحساساً) لا يليق برواية المليون نسخة ويدلّ على أنّ الكاتبة تفكّر باللٌّغَة الفرنسيَّة – التّي تحسنها – ثم تترجم الفكرة إلى العَرَبِيَّة. وهذا خطأ بديع وضعف فظيع.. إذا كتبنا بلغة فلابد أن نفكِّرَ بها لا بغيرها من اللٌّغَات، وإلا بدا النّصّ مستنكرَ المباني غريب المعاني، كما هي الحال في هذا التّعبير الذي شدّدنا عليه النّكير.

7. (كان ثمّة في كلّ حيّ شبكات تجنيد، كما شبكات لاختطاف الأطباء والتّقنيين-ص69) كلمة (كما) هنا حالّة في غير محلّها. والصواب أن نقول: "كان في كلّ حيّ شبكات تجنيد، وشبكات لاختطاف الأطباء..." أو: "كان في كل حيّ شبكات تجنيد، كما كانت هناك شبكات لاختطاف..."

8. (أعتقدت أنه ينادي على أحد): (ينادي على أحد) خطأ والصواب هو ينادي أحدا. مثلما جاء في تعريف “المعجم الوسيط”: نادى فلانا: دعاه وصاح برفع الأصوات. وفي التّنزيل العزيز: (الحجرات-4) "إنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ" ولله المثل الأعلى. فالفعل نادى يتعدّى بنفسه، لا بالحرف "على" الذي عدّته به الكاتبة. ولعل هذا الخطأ أيضاً يدلّ على تأثير اللّهجة العاميَّة على الكاتبة وعدم إتقانها بعض المفردات.

9. (فرَّ نصف أعضائها للخارج-ص74): (فرّ فلان للخارج) خطأ والصواب هو (فرّ إلى الخارج). فالحرف (إلى) يعني اِنْتِهاءَ الغايَةِ الْمَكانِيَّةِ أما اللام فتعني التّعليل والتّملك والتّعجب وغيرها. واستعمال (اللام) بدلاً من (إلى) في هذا سياق بلا ريب يدلّ على مدى تأثّر الكاتبة بالعَامِّيَّة وابتعادها عن الفصحى.

10. (ابلغت دموعا لا تريد أن تحتسيها في حضرة أحد-ص86): جاء في تعريف "المنجد في اللٌّغَة والأعلام" احتسى المرق: شربه شيئا بعد شيء.  فمن يبكي لا يحتسي الدموع إنَّما يذرّف الدموع أو تَسَاتَلَتْ دموعه أو سَتَلَت عبراته... وما أكثر هذه المترادفات التّي تدلّ على البكاء والدموع في لغتنا العَرَبِيَّة.

11. (وذلك العشق المتطرف رغبة في استحواذه بالحبيب حد فقدانه في نهاية المطاف-ص91): (استحوذ ب) خطأ والصواب هو (استحوذ على) كما جاء في تعريف "المنجد في اللٌّغَة والأعلام": استحوذ عليه غلبه واستولى عليه. وخير شاهد القرآن الكريم: "اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ" (المجادلة-19)

12. (عساه يعرف بوجودها في بيروت): لا يُقال (عرف بالشّيء) بل (عرفه). ويُقال: (عرف بالذنب) ومعناه أقرّه. وخير شاهد القرآن الكريم: "الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" (البقرة-146)

13. تطغى العَامِّيَّة على أدب أحلام مستغانمي كأنّه لا محيص لها عنها، مع أنّ اللُّغَة العربيَّة ثريَّة بمفرداتها وعبراتها وتجمع شمل العالم العربي برمّته من مشرقه إلى مغربه.
ففي هذه الرّواية، تكثر الحوارات العَامِّيَّة وتمتزج اللَّهجات العَرَبِيَّة من لهجات شَاميّة وخليجيَّة وجَزَائِرِيَّة.. بل ونشاهد حتى الألفاظ والعبارات الأجنبيَّة لا سيما باللُّغَة الفرنسيَّة والتّي بطبيعة الحال لن يفهمها القارئ الذي لا يحسن اللٌّغَات الأجنبيَّة. قد لا يفقه القَارِىء العربيّ اللٌّغَات الأجنبيَّة وما في ذلك عيب، إنَّما العيب في فرض الكاتبة على القراء ألفاظ وعبارات أعجميَّة غريبة لا حاجة لهم بها! هذه الحوارات العَامِّيَّة، من غير شك، تنقص من جمالية الرّواية وتربك القارئ الذي هو في غنى عنها. فهو لَعَمْري لا ينفكّ عن أن يكون مُلتمساً لِمُتعةٍ تَسُرّه أو عِبرةٍ تُرْشِده أو فَائدةٍ تُبصّره بعيداً عن أيّ متاهاتٍ لُغويَّةٍ إقليميَّة لا يستسِيغُها السَّمع ولا يأتِي مِنها نفع. 

14. تسهب الكاتبة في استعمال اللَّهجة الجَزَائِرِيَّة وبالتّحديد العاصميَّة فتذكر عبارات مثل (أنا مانيش متاع هذا الشّي.. ص74) أو (خاطيني الكراتي-ص 74) و(الدوفيز- ص92) التّي يستعصي على قُرَائِها المَشارقة فهمها.


15. وتستعمل اللَّهجات المشرقيَّة التّي بطبيعة الحال لن يفهمها كل القراء الجزائريين عدا ربما المتتبعين للمسلسلات العَرَبِيَّة (وهيدا الأخوت تبع الورد.. كيف طلع؟ إن شا الله حلو؟-ص67) 
16. ونراها تستعمل حتى الإنجليزيَّة وبالأحرف اللاتنيَّة
(I love you)
 

17. ونراها أيضاً تستعمل الفرنسيَّة 
(la planeteص 92

هل أخلط رواد الأدب العربي، من قبل، اللٌّغَة العَرَبِيَّة بلغات أجنبيَّة فيما ورثناه عنهم من أدب مهذّب رفيع؟! هل فعل ذلك عميد الأدب العربي طه حسين والتّاريخ شاهد على مدى تأثّره بالثّقافة الفرنسيَّة وهو من درس في الجامعات الفرنسيَّة وتحصل على شهادة الدراسات العليا في القانون الرّوماني ونجح فيه بدرجة اللإمتياز، وهو أيضاً من تزوّج سوزان بريسو الفرنسيَّة التّي أعانته على الاطلاع على الثّقافات الفرنسيَّة واللاتينيَّة. وهو من عرّب قصّة زديج الشّهيرة للكاتب الفرنسي الكبير فولتير فصاغها بعربيَّة فصيحة لا تشوبها شائبة.

18. الحوارات العَامِّيَّة تشغل أحياناً حيّزاً واسِعاً في هذه الرِّوايَة. فنجدها على سبيل المثال تمتدّ في 3 صفحات كاملة متتالية 92 و93 و94 بمفردات وتعابير قد يعسر على الجزائري نفسه فهمها، فضلاً عن القَارِىء العربي في بلدان المشرق العربي! فمع أنِّي جزائري، أجْبِرتُ على التَّأنِّي والاجتهاد لقراءة بعض هذه الحوارات نظراً للاختلاف الواسع بين العَامِّيَّة والعَرَبِيَّة. وهل تناست أحلام مستغانمي أنّه ثمّة فروق في اللَّهجات العَامِّيَّة في الجزائر؟! هي في هذه الرّواية توخَّتْ لهجة وسط الجزائر العاصمة دون غيرها من اللَّهَجات المحليَّةِ الكثيرة.. فقد لا يفهمها قراء المناطق الجَزَائِرِيَّة الأخرى ممّن لم تطرق سمعهم مثل هذه الكلمات من قبل، فما ظنّك بالمشارقة؟! هل تتوقّع حقّا أن يفقه قُرَّاءُ المشرق العربي عبارات مثل (بزاف) أو (مضروبة عليها)؟ ألم يذكر بطل السينما المصريَّة عادل إمام أنّه حاول مشاهدة الأفلام الجَزَائِرِيَّة غير أنّه عجز عن فهمها؟!


يتهافت القراء على بعض الكتب تأثّراً بشهرة الكُتَّاب والضَّجة الإعلاميَّة الواسعة المسخّرة لخدمتهم وليس بالضَّرورة لقوة أسلوبهم ومتانة ألفاظهم وسعة معانيهم. وإذا بيع مليون كتاب لكاتب من الكُتّاب، لا يعني ذلك بالضَّرورة أن المشتري معجب بالكتاب مقرّ بنجاحه. قد نشتري كتبا إرضاء لفضولنا لأنّنا سمعنا عنها ولا نقرؤها !! وقد نتصفّحها فنقرأ جزءاً بسيطاً منها ونسأمها فنتركها.. وقد نقرأ الكتاب كاملاً ثم نخرج برأي مخالف لِمَا كنّا نتوقّعه!.. بعبارة أخرى، قد ندفع ثمناً لمشاهدة فيلم في السينما أثير حوله كلام كثير ثم نخرج خائبي الأمل.. وقد نبرح السينما قبل أن ينتهي الفيلم لأنّه عكس ما كنّا نتصوّر والأفلام الأمريكيَّة التّي يُروَّج لها كثيراً وتُسَخَّر لها أموال طائلة في العادة تثير انتباه المشاهدين فيتوافدون لمشاهدتها عند صدورها تأثّراً بالإشهار وإرضاء للفضول لا غير! وبعدها بمدّة لا يفكّر فيها أحد!! يَسْلوها المُشَاهد وشيكاً ولا تعلق بذاكرته إلاَّ الأعمال الرّائدة المؤثِّرة أو التي يستقي منها عبرة! تنطفئ شمعتها وينتهي صيتها حال انتهاء الضَّجة الإعلاميَّة المحيطة بها. 


وخلاصة القول أنّ الأدب لن يكون أدباً إلاَّ إذا بقي حياً وثبت واجتاز امتحان الزمن.. أجل، الزمان وحده كفيل بالحكم على ما نقدمه من مؤلفات وتحديد ما إذا كانت خليقة بالبقاء أم النّسيان.. ثمة كتب من أمثال "البؤساء" لفيكتور هيجو أو "العبرات" للمنفلوطي ظلّت حيَّة بعد زوال أصحابها بعيداً عن أيَّة ضجّة إعلاميَّة... لا شك أن أحلام مستغانمي بلغت ذروة الشّهرة والمجد منحتها رخصة تُسَوِّقُ بها ما تكتبه بيسر. تستطيع أن تكتب أي شيء كان فتبيع منه مليون نسخة ويشتريها القارئ  ما دام يحمل توقيعها.. يشتريها من هو شغوف بالقراءة وحتى من لم يقرأ شيئاً من قبل. صدق أحد الصحافيين لما قرأ إحدى الرّوايات الواقعيَّة الحديثة فتأثّر بها فقال لمؤلفها: بصراحة، يستحق أن يبلغ هذا الكتاب القمة. لكن ذلك غير ممكن لأنّك غير معروف فلو وُضِع اسم "أحلام مستغانمي" على كتابك لبيع منه أكثر من مليون نسخة!!
وأنا أصوغ هذا الكلام في الاتّجاه المعاكس فأقول: لو نُشِرَت رواية (الأسود يليق بك) باسم كاتب غير معروف لَمَا لقيت كل هذا الاهتمام. وإنْ كانت الكاتبة لا تشاطرني الرّأي، فإنِّي أدعوها لنشر روايتها المقبلة بحول الله باسم غير معروف وسنشاهد ردّ القراء..
على كل حال، ستحكم الأجيال المقبلة على قيمة هذه المؤلفات هل تخدم الأدب العربي واللٌّغَة العَرَبِيَّة أم غير ذلك بعيدا عن تأثير الضَّجة الإعلامية والإشهار. مع كامل الاحترام للكاتبة أحلام مستغانمي

Monday 25 November 2013

Mouloud Benzadi - Jazannews مولود بن زادي جزان نيوز السعودية...


إليكم أصدقائي الكرام حوار نشرته صحيفة (جزان نيوز) السعودية وفيه حديث عن اللغة والأدب. أتقدم بخالص الشكر للصحيفة الغراء ورئيس تحريرها الفاضل محمد المنصور الحازمي. لقراءة المقالة يرجى الضغط على الرابط التالي وشكرا.
بن زادي - بريطانيا
http://www.jazannews.org/news.php?action=show&id=29279
وهذا مقطع من المقالة عن الأدب واللغة:
1. بداية مولود بن زادي هل كان تكوينك فرنكفوني أم كيف؟ لماذا اخترت اللغة العربية لأن تكون العالم السعيد الذي تتقاسمه مع القراء ؟
-يغوص بي سؤالك هذا بعيدا في أغوار الماضي فيعيدني إلى طفولتي في أرض بلاي الحبيبة الجزائر. لقد نشأت في محيط متأثر باللغة العربية. كان والدي رحمه الله مولعا بالاستماع إلى المحطات الإذاعية العربية وكان شغوفا بقراءة جريدة الشعب التي كان يشتريها يوميا، وكان يخاطبني بلغة تغلب عليها الألفاظ العربية، وكانت لي شقيقتان تعملان في حقل التدريس باللغة العربية. وإضافة إلى تأثيرات المحيط، فقد كنت دائما شغوفا بمطالعة الكتب العربية. بينما كان زملائي يصرفون أوقات الفراغ في اللعب واللهو، كنت أصرف وقتي في القراءة فكنت أطالع ما خلّفه لنا رواد الأدب العربي من العصر الجاهلي إلى عصرنا هذا. قرأت شعر شعر البكاء على الأطلال فأسال ذلك دمعي، وأثارت مقامات بديع الزمان الهمذاني ونهاية ابن الأثير إلهامي، وأثّرت عبرات المنفلوطي وأيام طه حسين في نفسي وأثارت مشاعري.
للجزائر كتاب خلفوا بصماتهم في سجل الرواية باللغة الفرنسية وما أكثرهم، ونحن إن شاء الله سنساهم في إثراء الأدب المكتوب باللغة العربية حتى يكون لبلادنا نصيب في اللغتين معا فهما جزء من تاريخنا وثقافتنا، وإن اختلفت اللغة التي نفكر بها ونكتب بها فإننا بلا ريب نشترك في حبّ الوطن والرغبة في خدمته والمساهمة في إثراء أدبه وتشريفه.

وهذا مقطع آخر:

5. هل هناك دعم إعلامي بالدول العربية لأدب المهجر؟
-للأسف لا أرى أيّ دعم يذكر، فنحن مشتتون ولا نلقى دعما من أحد، حتى عندما نراسل الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون في الأقطار العربية فإنها لا تردّ علينا ولو بكلمة اعتذار. هنا في بريطانيا إذا راسلت صحيفة أو محطة تلفزيون فإنّك ستلقى منها ردا سواء كان بالإيجاب أو بالسلب وهذ دليل على أنّها تقدّرك وتعاملك بعدل، لكن ثقافة البلاد العربية للأسف تختلف، لا تهتم الصحف العربية التي نراسلها بالرد على رسائلنا، فلا مجال إذا للحديث عن الدعم الإعلامي لأنه لا أثر له ولا حياة لمن تنادي. تعرّفت على شخص من المشرق العربي له من النفوذ ما يسمح له بنشر ما شاء في الصحف الخليجية وللأسف فقدته لأنه ثار عليّ بعدما كتبت مقالة نقدية أبرزت فيها بعض الأخطاء اللغوية التي وقعت فيها الكاتبة أحلام مستغانمي في مؤلفها الأخير دون المساس بشخصها فتساءلت أين هي حرية التعبير عند هؤلاء. يستاء هؤلاء من مجرد مقالة نقدية موضوعية وهم قوم مثقفون!
إنّي أحتاج للوصول إلى وسائل الإعلام بالمشرق العربي ولا أعرف السبيل إلى ذلك لأنها كما ذكرت لا تردّ على الرسائل ولا تنشر لمن هو غير معروف، وكيف يعرفنا القارئ في هذه الأقطار إن كانت أبواب الإعلام موصدة في وجوهنا ومفتوحة لغيرنا ينشر من خلالها ما يشاء وأين العدل في ذلك، فأرجو أن تساعدنا الهيئات الثقافية في هذه البلدان على نشر ما نكتبه وإيصاله إلى القارئ العربي في هذه البلدان. فنحن نشعر أننا نستطيع أن نقدم الكثير إن حصلنا على دعم معنوي ودعم وسلائل الإعلام. لقد تمكّن أدباء المهجر في القارتين الأمريكيتين في نهاية القرن ال19 وبداية القرن ال20 من التألق بفضل الروابط الأدبية والصحف التي كان يملكها هؤلاء أما نحن فلا نملك شيئا عدا ربما الإرادة والرغبة في الحياة رغم نقص التغطية الإعلامية التي يتمتع بها بعض الأدباء في البلاد العربية.
أشكر جزيل الشكر بعض الصحف التي تجاوبت معنا إلى حد الساعة وهي قليلة وأذكر منها صحيفة البلاد وصحيفة صدى الشرق الجزائريتين وصحيفة جزان نيوز السعودية وعلى رأسها الأستاذ الفاضل محمد المنصور وتلفزيون المغاربية بلندن وتلفزيون الجزائرية والإذاعة الوطنية على مساعدتها لي."

الرجاء مواصلة تسجيل الإعجاب في صفحتي على الرابط التالي تشجيعا لنا:
https://www.facebook.com/MouloudBenzadi?ref=hl

Saturday 23 November 2013

Mouloud Benzadi - Facebook مولود بن زادي الفايسبوك...

https://www.facebook.com/MouloudBenzadi?ref=hl

Mouloud Benzadi - English Phrasal Verbs in Arabic مولود بن زادي - قاموس ...

Mouloud Benzadi - English Phrasal Verbs in Arabic مولود بن زادي - قاموس الأفعال المركبة الإنجليزية بالعربية
تواصلوا معنا من خلال الفايسبوك على الرابط التالي
https://www.facebook.com/MouloudBenzadi?ref=hl

مولود بن زادي - كتب Mouloud Benzadi - livres

https://www.facebook.com/MouloudBenzadi?ref=hl

مولود بن زادي : الأدَبُ العَرَبِيُّ والأخْطَاءُ اللُّغَوِيَّةُ أخطاء طه ...

المقالة كما نشرتها صحيفة صدى الشرق:

الأدَبُ العَرَبِيُّ والأخْطَاءُ اللُّغَوِيَّةُ:
مِنْ أخْطَاءِ أحْلام مُسْتغَانْمِي والمُحْدَثِين إلى أخْطَاءِ عَمِيدِ الأدَبِ العَرَبِيِّ طَه حسين
الرجاء قراءة المقالة على الرابط التالي وإني أدعوكم لمتابعتنا على الفايسبوك وتويتر على الرابط أدناه

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=515059738581123&set=a.351524414934657.87692.349634621790303&type=1&theater
الرجاء تسجيل الإعجاب بصفحتي المتواضعة بالفايسبوك تشجيعا لي على الرابط التالي وشكرا مسبقا
https://www.facebook.com/MouloudBenzadi?ref=hl

Monday 4 November 2013

معجم الزاد المترادفات والمتجانسات العربية

http://www.youtube.com/v/aeqJ9u6h940?version=3&autohide=1&showinfo=1&feature=share&autohide=1&autoplay=1&attribution_tag=cOsookYmL2c_jMvZaw0dgw

Mouloud Benzadi مولود بن زادي: العَمَلِيَّةُ النَّقْدِيَّةٌ والرِّوَايَةُ الجَزَا...

Mouloud Benzadi مولود بن زادي: العَمَلِيَّةُ النَّقْدِيَّةٌ والرِّوَايَةُ الجَزَا...: العَمَلِيَّةُ النَّقْدِيَّةٌ والرِّوَايَةُ الجَزَائِرِيَّةُ بقلم المترجم والكاتب الجزائري المهجري مولود بن زادي النَّقْدُ، بتعر...

Mouloud Benzadi مولود بن زادي: أقوال وحكم في الصداقة

 مولود بن زادي: أقوال وحكم في الصداقة: صَدِيقُكَ وَفِيٌّ إنْ عَاشَرْتَ   لَطِيفٌ إن حَاوَرْتَ  حَلِيمٌ إنْ نَاظَرْتَ   نَصِيحٌ إنْ شَاوَرْتَ   أسْيَانٌ إنْ  هَاجَرْتَ مولود بن زادي...

Al-zad Dictionary of Arabic Synonyms by Mouloud Benzadi معجم الزاد للمترادفات والمتجانسات العربية... مولود بن زادي

Mouloud Benzadi مولود بن زادي: Al-zad Dictionary of Arabic Synonyms معجم الزاد لل...

Al-zad Dictionary of Arabic Synonyms معجم الزاد للمترادفات والمتجانسات العربية

Friday 25 October 2013

Alzad Dictionary of Arabic Synonyms معجم الزاد للمترادفات والمتجانسات العربية

معجم الزاد للمترادفات والمتجانسات العربية
تأليف المترجم والكاتب مولود بن زادي
31/10/ 2013
Dictionnaire des synonymes arabes
Mouloud Benzadi


Wednesday 1 May 2013

أقوال وحكم في الصداقة

صَدِيقُكَ وَفِيٌّ إنْ عَاشَرْتَ
 لَطِيفٌ إن حَاوَرْتَ 
حَلِيمٌ إنْ نَاظَرْتَ 
نَصِيحٌ إنْ شَاوَرْتَ 
أسْيَانٌ إنْ هَاجَرْتَ

مولود بن زادي



الرجاء تسجيل الاعجاب على صفحتي بالفايسبوك على الرابط التالي: 
https://www.facebook.com/MouloudBenzadi?ref=hl




https://www.facebook.com/photo.php?fbid=412434732176958&set=a.351524414934657.87692.349634621790303&type=1&theater

Tuesday 30 April 2013

العَمَلِيَّةُ النَّقْدِيَّةٌ والرِّوَايَةُ الجَزَائِرِيَّةُ



بقلم المترجم والكاتب الجزائري المهجري مولود بن زادي

النَّقْدُ، بتعريفه اللّغويّ، مشتقّ من كلمة (نَقَدَ) التي تعني أساسا مَيَّزَ. فكما جاء في المُنْجِد في اللُّغَة والأعْلام، نَقَدَ الدَّراهم وغيرها: ميَّزها ونظرها ليعرف جيِّدها من رديئها. وهذا، بلا ريب، المعنى الأول الذي حملته هذه اللَّفظة قبل تطوّرها واتساع مفهومها. فقيل: (نَقَدَ الكَلامَ) ومعناه أظهر ما به من العيوب والمحاسن. ومنه نشأ مفهوم النقد الأدبي بمعناه المعروف حاليا. فالنقد، بتعريفه الأدبي، هو فن تفسير الأعمال الأدبية ومحاولة التَّمييز بين أساليبها وكشف محاسنها ومساوئها.

العملية النقدية تمرّ عادة بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: وتدعى "مرحلة التفسير" وتتمثل في كشف المعنى العام الذي أراد الأديب أن يعبر عنه.
المرحلة الثانية: وتدعى "مرحلة التَّحليل" وتشمل شرح الأسلوب الذي سلكه الأديب للتعبير عن أفكاره وعواطفه ورؤاه.
المرحلة الثالثة: وتدعى "مرحلة التقويم" وتتمثَّل في الحكم على العمل الأدبي وإبراز مدى تفوّق الأديب أو فشله في التعبير عن المضمون بالشكل المناسب.
وإن أجمع النقاد على ضرورة مرور العملية النقدية بالمرحلتين الأولى والثانية فإن فئة منهم اختلفت معهم في الرأي بشأن المرحلة الثالثة فأكدت أن مهمة النقد ينبغي أن تقتصر على الكشف عن مضمون النص الأدبي وشكله دون الحكم عليه وترك ذلك الحكم، في آخر المطاف، للقارئ. وأنا أمِيل إلى هذا الرأي، فالقارئ، في نظري، أحقّ بالحُكم على ما يقدِّمه الكاتب من أعمال أدبية، فالمُؤلَّفات موجّهة، في الأخير، إلى القارئ يستمد منها متعة ومنفعة وعبرة، رغم خضوعها الحتمي، في وقت من الأوقات، لعمليات النقد.
والنقد، بلا ريب، لازَمَ الأدب منذ نشأته. ولا جرم الناقد الأول للعمل الأدبي هو الأديب عينه. فالمؤلّف بطبيعته ناقد لنفسه مقوّم لعمله قبل صدوره والتفات الناس إليه. فقد ينفق الأديب زمنا معتبرا في تنقيح العمل قبل نشره ووضعه بين يدي القارئ وإلقائه بين أمواج النقد الخارجي المتلاطمة التي تسوقه بعد ذلك في أي اتجاه شاءت.. فقد ترى فيه عَيْنُ الناقد حُسْناً فتُغْرقه مَدحا أو ترى فيه قبحاً فتُغرقه قَدحا. يواظب الأديب على قراءة عمله قبل نشره مفتشا عمّا لزقت به من شوائب أو مثالب أو نقائص أو مَعَايب، فيصحِّح ما يستطيع تصحيحه ويصلح ما يمكنه إصلاحه. وقد لا يفلح في ذلك كلية حتى وإن أنفق في ذلك وقتا مديداً وبذل فيه جهداً جهيداً. فما الكمال، في نهاية الأمر، إلا لله عزَّ وجلَّ. فقد صَدقَ العماد الأصفهاني عندما قال: “إنِّي رأيتُ أنّهُ لا يَكْتُبُ أحَدٌ كتابا في يومِه إلاّ قال في غَده: لو غــُيِّرَ هذا لكانَ أحسن، ولو زيدَ هذا لكان يُسْتَحْسَن، ولو قُدِّمَ هذا لكان أفضَل، ولو تُرِكَ هذا لكان أجمل. وهذا من أعْظَم العِبَر، وهو دَليل على اسْتيلاء النَّقْص على جملة البَشر.”

لقد تطوّر النقد على مدى العصور وتعدّدت مناهجه، غير أن غايته بقيت، بشكل عام، واحدة مشتركة منذ أيام الفيلسوف الشهير أرسطو وإلى عصرنا هذا وتتمثل في اهتمام الناقد بطرح جملة من الأسئلة عن مضمون النصّ والشكل الذي سلكه الأديب للتعبير عن أفكاره.
لكن، لا يمكن، بأي حال من الأحوال، إجراء نقد صحيح ومنصف لعمل من الأعمال بمجرد النظر إلى مضمون النصّ وشكله من غير النظر في السيرة الذاتية للمؤلف والعوامل النفسية والعاطفية وتأثيرات التيارات الفكرية والأدبية والبيئة الاجتماعية والظروف السياسية والاقتصادية والثقافية المختلفة المحيطة بالأديب. فهي كلُّها تساهم بشكل أو بآخر وبنسب متفاوتة في تحديد مضامين الأعمال الأدبية ورسم مناهجها واتجاهاتها. فلا شك أنّ جهود الناقد ستؤول إلى الفشل إن سارع إلى إعداد قراءة نقدية لعمل من الأعمال الأدبية بشكل آلي بلا رويّة دون تأمل كل العوامل والخلفيات المؤثرة. ولتأكيد مدى تأثير هذه الظروف على الأديب وإسهاماته الأدبية، نأخذ ربما بعض الأمثلة من واقع الرواية الجزائرية. فمن يتأمل مراحل تطوّر الأدب الجزائري، يلاحظ، بلا ريب، نزعة الروائي الواقعي منذ القديم إلى وصف الجانب الاجتماعي لعصره وتصوير كل ما يميّز الواقع المعاش من قضايا وتناقضات وصراعات وغيرها. فهو ثمة شاهد عليها يصوّر مشاهدها ويعلل أسبابها ويعدّد آثارها. فهذا الأديب رضا حوحو، رائد الرواية الواقعية الجزائرية في القرن الماضي، يعالج مسألة الحجاب الشّائكة لأول مرّة في المجتمع في رواية 'غادة أم القرى' الشهيرة سنة 1947. وفي وقت لاحق وبالتحديد مع بداية السبعينات، نشهد نزعة الكثير من الروائيين إلى الاتجاه الإيديولوجي الاشتراكي انعكاسا للواقع المعاش في تلك الحقبة. فهذا، على سبيل المثال، الأديب عبد الحميد بن هدوقة قد نشأ في الأوساط الريفية وهو ما أكسبه معرفة واسعة عن نفسية الفلاح وحياته، وهذا ما انعكس تماما على مؤلفاته ونرى ذلك جلياً في روايته الشهيرة 'ريح الجنوب' سنة 1970 التي حوّلت فيما بعد إلى إنتاج تلفزيوني. وأيضاً الأديب حسان جيلاني يبدو متعصبا للثورة الزراعية في روايته 'لقاء في الريف' 1980.
 ولقد عرفت الجزائر، منذ نشأة الرواية فيها مع صدور أول نصّ روائي "حكاية العشاق في الحبّ والاشتياق" للمؤلف محمد بن إبراهيم سنة 1847، ثمّ رواية 'غادة أم القرى' للأديب رضا حوحو بعد قرن من ذلك سنة 1947، عدَّةَ تيارات أدبية أبرزها التيار الكلاسيكي الواقعي الذي توخَّى أسلوبا تقليديا سهلا معتمدا على السرد المنظم في وصف الأحداث مراعيا التسلسل الزمني والحبكة مهتما كثيرا بالمضمون. وقد تزعَّم هذا التيارَ روادُ الرواية الجزائرية المكتوبة باللُّغَة الفرنسية. فهذا الأديب مولود فرعود يصدر رواية "ابن الفقير" سنة 1950، ومولود معمري ينشر رواية "الربوة المنسية" سنة 1952، ويطلق محمد ديب ثلاثيته الشهيرة المتمثلة في رواية "البيت الكبير" سنة 1952 والتي نشرتها "لوسوي" الفرنسية، ونفدت طبعتها الأولى بعد شهر واحد فقط وهذا دليل على مدى نجاح هذه الرواية وهذا الصنف الروائي، ورواية "الحريق" سنة 1954 التي تنبأ فيها بالثورة الجزائرية فاندلع بركانها بعد صدورها بثلاثة أشهر فقط، ورواية "حرفة الخياط" سنة 1957.
بعدها نشأ تيار آخر خرج بالرواية من إطارها الكلاسيكي مبدعا فأضفى عليها طابعا شعريا مركزا على الشكل أكثر من المضمون متحرّراً من طريقة السرد التقليدية والقيود اللُّغَوية. كان رائده كاتب ياسين الذي أبدع كثيراً في روايته الشهيرة "نجمة" سنة 1956 واتسعت آثاره وما زالت إلى حد الساعة.
فحتى يتسنَّى للناقد التوفيق في قراءة الرواية الجزائرية قراءة موضوعية عادلة، فإنّه يحتاج حتما إلى الإلمام بالعوامل النفسية والعاطفية والظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تؤثِّر حتما على الكاتب وعلى توجهاته الفكرية والأدبية مثلما ذكرنا آنفا.
لا بدّ له أيضا أن يتعرّف على مراحل تطوّر الرّواية الجزائرية عبر التاريخ ويطّلع، في سياق ذلك، على ما أنتج من الأعمال الأدبية الجزائرية باللُّغَتين العربية والفرنسية معا دون فصلها عن بعضها والتفريق بينها بذريعة اللُّغَة كما يفعل البعض. فهي، رغم فارق اللُّغَة، أعمال مشتركة متماسكة كالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. فهي أعمال تشترك في كونها من تأليف أقلام جزائرية لا أجنبية وتنتمي إلى بيئة واحدة وتشترك في الثقافة وتثير قضايا مشتركة شهدها الأدباء وعاشوا تجاربها فهبوا يصفونها بأقلامهم وإن اختلفت لغاتهم ومناهجهم. فهي بذلك كلها أعمال جزائرية وجزء لا يتجزّأ من الثقافة والتراث والهوية.
ورغم أن الكثير من الأعمال الأدبية الجزائرية باللُّغَة الفرنسية تُرْجِمَ إلى اللُّغَة العربية إلاّ أن خير سبيل لفهمها وتقدير قيمتها هو قطعاً الإطلاع عليها باللُّغَة التي كُتِبَتْ بها وليس من خلال النسخ المترجمة التي لا تعكس بأي حال من الأحوال الكتب الأصلية وإن كانت توصل إلى حد ما معناها. فرغم ما يبذله المترجم من جهد في نقلها إلى اللُّغَات الأخرى إلا أن النصوص الأدبية غالبا ما تفقد قيمها الجمالية والتعبيرية عند ترجمتها. فنحن في حقل الترجمة نجد عادة ترجمة الأعمال الأدبية أصعب من ترجمة أصناف النصوص الأخرى بحكم أن المصنفات الأدبية تحمل قيما معينة تعرف باسم القيم الجمالية والتعبيرية والتي عادة ما تضيع عند تحويل النصّ إلى لغة أخرى. فإن اطّلع عليها الناقد بلغة غير اللُّغَة التي صُنِّفَت بها، ربما لعدم معرفتها أو إتقانها، فإنّه قد يسيء فهمها وقد يخطئ في تقدير قيمتها وبذلك قد يجور في الحكم عليها وعلى أصحابها.

ومن الشروط الأخرى التي يجب على الناقد أن يراعيها عند القراءة النقدية، التزام مبدأ الحياد وعدم الانحياز لأي تيار أدبي أو كِتَابٍ أو كَاتِبٍ مِن الكُتَّابِ. فنظرة الناقد لن تكون بأي حال من الأحوال صادقة صائبة إن تناول عملا من الأعمال وهو متعصب لشخصية من الشخصيات الأدبية أو لشكل من الأشكال الفنية مقيداً تفكيره بمثل هذه القيود، فلا يرى غيرها في الوجود.
لكن، السؤال الذي يحسن بنا طرحه حينئذ هو: يا ترى، أيعقل أن يتجرّد الناقد من ميوله وعواطفه أثناء القراءة النقدية؟ فالنزعة العاطفية منصهرة في ذاته وجزء من حياته. وهنا يحسن بي ربما الإشارة إلى تجربة شخصية حديثة للدلالة على ذلك: فقد عرَضْتُ روايةً اجتماعية درامية مقتبسة من قصة واقعية على أستاذة أدب عربي في إحدى الجامعات الجزائرية لنقدها، فاستحسنت شكلها الذي ابتغيته أن يكون كلاسيكيا بسيطاً يفهمه الكل تأثراً مني بالمدرسة الكلاسيكية الواقعية لا سيما تلك التي شهدها الأدب الجزائري مع مطلع الخمسينات والتي أشرت إليها أعلاه. والتيار الكلاسيكي الواقعي لا يقتصر أبداً على الأدب الجزائري فهو نمط متداول في كل اللُّغات الحيّة لا يحده مكان أو زمان. استحسنت أستاذة الأدب العربي الأسلوب حتى أنها شبهته بأسلوب الأديب الرائد محمد ديب، الذي ذكرناه آنفاً، وأكَّدَتْ أنها تشعر وهي تنتقل بين صفحات الرواية وكأنها تقرأ إحدى روايات الفقيد وهذا فخر لي وشرف عظيم. بعدها، سلَّمتُ الرواية عَينها إلى أستاذة بجامعة ليدز هنا في بريطانيا وهي أستاذة اهتمت بدراسة الرواية الجزائرية ونقدها، لكنها اعترفت بفشلها في الاطلاع على الرواية الجزائرية المكتوبة باللُّغَة الفرنسية بسبب حاجز اللُّغَة. فقد ضاعت منها بذلك فرصة معرفة جزء هام من الأدب الجزائري لا يستهان به، ومن سمات هذا الأدب الأسلوب الكلاسيكي الذي عرف ازدهارا كبيراً إنطلاقاً من مطلع الخمسينيات والذي أحاول الكتابة به. اِستقبحت هذه الأستاذة الشكل وعدّته أسلوبا تقليديا بسيطا لا يصلح في هذا العصر وأعلنت فجأة ولاءها للكاتبة أحلام مستغانمي واستظرفتْ أسلوبها الشعري وأمرتني بالكف عن إزعاج كاتبتها المفضلة وراحت توبّخني لإقدامي على كتابة مقالة نقدية بعنوان 'الأخْطَاءُ اللُّغَوِيَّةُ والألفَاظُ العَاميَّةُ لا تَليقُ بِكِ في رِوَايَةِ الأسْوَد يَليق بِكِ' وهي التي أعانتني من قبل في خفاء على نشر المقالة النقدية في الصحف الخليجية وهي تدرك مضمونها، فأحدثت المقالة ضجة في البلاد العربية. كشَفْتُ في تلك المقالة عن بعض الأخطاء اللُّغَوية التي وقعت فيها رواية أحلام مستغانمي الأخيرة بحكم أنِّي مترجم ولغويّ دون التعرّض، بأي حال من الأحوال، لشخصها وقدمت فيها أدلة وشواهد من المعاجم العربية والقرآن الكريم ودعوت معارضي المقالة للردّ عليها بموضوعية فقد كنت واثقا تماما مما كتبته وعللته بالأدلة والشواهد. لكن، مثلما توقعت تماماً، لم ألق ردا يفنِّد ما ذكرته عن تلك الأخطاء. لم يصلني من هؤلاء، الذين امتهنوا المحاماة دون مؤهلات أو رخصة أو إذن من الكاتبة أحلام مستغانمي، إلا الشَّتم والتوبيخ والإهانة والتهم الباطلة! كل ذلك مسجل على صفحتي بالفايسبوك.
 فالناقدة هنا خرجت عن إطار النقد المألوف فمنحت نفسها صلاحيات المصلح والمرشد والمحامي... وتجاهلت حرية الرأي والتعبير بل وحق الكاتب في اختيار الشّكل الذي يراه مناسبا له ولكِتابه فخوّلت نفسها حق التّدخل في شؤونه والضغط عليه، إضافة إلى استخفافها بالأسلوب الكلاسيكي الواقعي الذي سار على دربه الكثير من الأدباء في الجزائر وفي البلاد العربية وخلّفوا لنا منه مؤلفات عظيمة اجتازت امتحان الزمن وهي اليوم من أمهات الكتب في الوطن العربي ولا جدال في ذلك. وحتى كتاب آخرين من أمثال عميد الأدب العربي طه حسين والروائي الواقعي نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل استعملا كلاهما أسلوبا سهلا مماثلا.. ومنذ متى كان من حق الناقد أن يفرض الأسلوب الذي يشتهيه على الكاتب؟! ولِمَ تلومني الأستاذة على مقالتي النقدية وتنهاني عن النقد وهي ناقدة لا ترى مُؤلَّفاً إلا وانتقدته! أراها تنهى عن خلق وتأتي مثله!
فالمثال المتقدم الذكر يشهد على استحواذ الميول والعواطف وحتى المصالح الشخصية والاحتيال على بعض نقادنا ويشير إلى إمكانية تخطِّي بعض النقاد الحدود في غياب الرقابة وإلى إمكانية وقوع القراءات النقدية في فخ الخطأ والإجحاف والجور. فقد ينفق الأديب سنوات طويلة من عمره في إعداد عمل ذي تصوير حيّ لوقائع وتفاصيل يومية واقعية وفق شكل مناسب ارتضاه للتعبير عن أفكاره. ثمّ يأتي بعد ذلك ناقد يهدُّه بأحكامه القائمة على سوابق ظنٍّ وميول شخصيَّة وغير ذلك.. وقد يصدر أحكامه بناء على قراءة بعض الصفحات فقط وليس الكتاب كلّه مثلما كانت ستفعل الأستاذة الناقدة من الجامعة البريطانية ورسائلها دليل على ذلك.
وربما ما يمكنني أن أضيفه في الختام هو ضرورة إجراء القراءات النقدية وفقا لصنف الرواية والتيار الأدبي الذي تندرج فيه وليس مطلقا بمقارنتها مع الأعمال الإبداعية الحديثة التي قد يستفيد بعضها من شهرة الكاتب والضجة الإعلامية وغير ذلك فيشغل بذلك مرتبة أعلى بين المؤلفات، والزمان بلا ريب خير حاكم على أعمالنا.
لا مجال، على سبيل المثال، لمقارنة رواية واقعية كلاسيكية تركِّزُ على المضمون برواية معاصرة شعرية الأسلوب تقوم على الشكل. ولا مجال لمقارنة هذين الصنفين برواية بوليسية على طريقة روايات أغاتا كريستي. فإن أرادنا الإنصاف، نقيّم الرواية الواقعية الكلاسيكية في إطار ما صدر من روايات واقعية كلاسيكية لا ضمن غيرها من الأصناف. لكل رواية بنيتها وأسلوبها ولكل أديب الحق في اختيار ما يراه مناسبا له ولروايته تماما مثلما أكد فريق من النقاد، من قبل، من أمثال الناقد البريطاني بيرسي لوبوك (1879-1965) الذي قال في كتاب "صنعة الرواية" وهو يعدّ من أهم الدراسات النقدية التي تعالج الفن الروائي: "الكاتب الروائي يمتلك كامل الحرية في اختيار الأسلوب الملائم لكل مقطع حكائي " فقد يستعمل المسرحية حينما توفر له هذه المسرحية كل احتياجاته، أو يستخدم الوصف التصويري حينما يتطلب شكل القصة ذلك"...
وفي الختام، أقول إن النقد لن يكون منصفا إلا إذا خضع لجملة من الشروط. فلا بدّ أن يكون النقد عن علم ومعرفة وفي إطار موضوعي وبتقديم أدلة وشواهد لا عن جهل وباطل وعن إدعاءات وتُهَم زائفة. ولا يمكن أن ينظر النقد إلى مضمون النصّ وشكله من غير تأمل السيرة الذاتية للأديب والعوامل النفسية والعاطفية والظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية المختلفة المحيطة به والتيارات الفكرية والأدبية التي قد يتأثر بها الكاتب فتنعكس على ما يؤلفه. ولا بدّ أن يلتزم الناقد مبدأ الحياد وعدم الانحياز لأي تيار أدبي أو كَاتِبٍ مِن الكُتَّابِ، ولا بدّ أن يحترم كل الأصناف الروائية حديثة كانت أو قديمة فلا يستهين بأي منها ولا يستخفّ بمن يتبعها. فكم من موضة ظن المرء أنها ولَّتْ ولن تعود وإذ بها ترجع وتسود. فإن كان الناقد شغوفا بالأعمال الإبداعية المعاصرة، فلا بدّ عليه أن يعلم أن هناك قراء يفضلون أعمالا أخرى ومنها المؤلفات الكلاسيكية، فعلى الناقد احترام أذواقهم واختياراتهم فالمؤلفات موجهة إليهم في آخر الأمر. وخير الأعمال الأدبية هي تلك التي تجتاز إمتحان الزمن وتستحسنها الأجيال المقبلة وتبقى صالحة بعيدا عن أيّة ضجة إعلامية، وهذا ما ينطبق على مؤلفات التيار الواقعي الكلاسيكي الجزائري الذي ذكرناه آنفا. فلا أحد من النقاد ينكر أن الإقبال على مؤلفات مولود فرعون ومولود معمري ومحمد ديب وآخرين مستمر بعد مرور أكثر من نصف قرن على ظهورها بعيدا عن أيّة ضجة إعلامية. أجل، هذا الأدب حيّ قائم وإليه ننتسب، فإن قال قائل إنّ أسلوبهم مات فقد كذب.

مولود بن زادي – المملكة المتحدة
http://www.facebook.com/MouloudBenzadi?ref=ts

Saturday 19 January 2013

Mouloud Benzadi criticizes Ahlam Mosteghanemi مولود بن زادي لـ "أحلام مستغانمي " : "الأخْطَاءُ اللُّغَوِيَّةُ والألفاظُ العَامِّيَّةُ "لاَ تَلِيقُ بِكِ" في رِوَايَةِ "الأسْوَدُ يَلِيقُ بِكِ"


 مولود بن زادي لـ "أحلام مستغانمي " : "الأخْطَاءُ اللُّغَوِيَّةُ والألفاظُ العَامِّيَّةُ "لاَ تَلِيقُ بِكِ" في رِوَايَةِ
http://www.jazannews.org/news.php?action=show&id=23973"الأسْوَدُ يَلِيقُ بِكِ" 
مولود بن زادي لـ "أحلام مستغانمي " : "الأخْطَاءُ اللُّغَوِيَّةُ والألفاظُ العَامِّيَّةُ "لاَ تَلِيقُ بِكِ" في رِوَايَةِ "الأسْوَدُ يَلِيقُ بِكِ"
مولود بن زادي لـ

جازان نيوز - لندن


دراسة نقدية لغوية كشف فيها المترجم والكاتب مولود بن زادي عk جملة من الأخطاء اللغوية وليست بالطبع أخطاء مطبعية في رواية الروائية الجزائرية المشهورة "أحلام مستغانمي " , وفيها يدافع الكاتب عن لغة الضاد وماوقعت فيه الكاتبة من سقطات ما كان يجب أن يتم تمريرها و التغاضي عنها , خاصة وروايتها المعنونة "الأسوَدُ يليقُ بك", وزع منها مليون نسخة كما رَشَح من تقارير دور النشر والتوزيع , يوضح الكاتب بن زادي , مواطنها الذي يقيم بالمملكة المتحدة .

"تعرَّضَ آنفاً كثيرٌ من النّقاد للتّوبيخ والشّتم والمُضايقة، لا لشيء سوى لأنَّهم سعوا في أداء واجبهم بتقديم قراءات نقدية منصفة تناولت أعمال الكاتبة أحلام مستغانمي، ومنها روايتها الأخيرة (الأسود يليق بك).
علينا جميعا أن نتحلَّى بالحِلم وأن نؤمن بالتَّسامح فنتقبل آراء غيرنا وإنْ خالفت أفكارنا ولنا بعد ذلك أن نردّ عليها إنْ شئنا، أو أن نجادل فيها بموضوعيَّة واحترام متبادل وبالتّي هي أحسن. كلّ أديبٍ خطَّاء وكلُّ كِتَابٍ فيه أخطاء. فقد صَدَق المُزنيُّ صاحب الشَّافعي حينما قال: “لَوْ عُرِضَ كِتَابٌ سَبْعِينَ مَرَّةً لَوَجَدْنَا فِيهِ خَطَأً وأبَى اللهُ أنْ يَكُونَ كِتَابٌ صَحِيحٌ غَيْرَ كِتَابِهِ”
لكن، إنْ كثرت الأخطاء في مُؤلَّفاتنا وزادت عن حدّها، أو استشرى وباؤها في كتاباتنا فتكرّرت وانتقلت من مؤلَّف إلى آخر وصارت جزءاً من ثقافتنا، فإنَّها عندئذ تثير تساؤلات حول قدراتنا اللٌّغَويَّة وكفاءاتنا الأدبيَّة.
أ
نُؤْثِرُ الكِتابة باللٌّغَة العَرَبِيَّة ونعدّ أنفسنا من المساهمين في إثراء أدبها، ومن رواد نهضتها ولا نراعي حتى أحكامها؟!.. أنملأ كتاباتنا بلهجاتنا العَامِّيَّة المعقّدة المتفشيَّة في بلادنا العَرَبِيَّة اليسِيرَة منها والعَسِيرَة ونعدّ ما نكتبه أدباَ عربيّاً؟ أمَا عَلِمَ المُثقّف العربيّ بَعْدُ أنَّ هذه اللٌّغَات العَامِّيَّة إنْ هي إلاّ لغاتٌ تفرّق ولا تجمع، وتحطّ ولا ترفع، وتضرّ ولا تنفع؟ لو نطقت الفصحى لتبرّأت منّا وممّا نسجِّله باسمها وما ننسبه إليها من أدبٍ مشوّهٍ بِعَاميَّة عَمياء فائدته لَعَمْرِي قليلة ولا يمتُّ للعَرَبِيَّة بِصِلة! لا أحد مكره على الكتابة باللٌّغَة العَرَبِيَّة إن لم يكن لها مجيدا، أو كان بيانُها عنه بعيدا. فإنْ شِئنَا الكتابة بها، فلابدّ أن نتقيّد بقواعدها وأن نصون حرمتها تماما كما يفعل الإنجليزي أو الفرنسي بلغته وما أهل الإنجليزيَّة والفرنسيَّة بأحذقَ مِنَّا وإن كانوا أشدّ حباً لسلامة لغاتهم منا.

وإنْ أبينا فلنلجأ إلى لغةٍ سواها نُدَنِّسُها بأقلامنا ونُهينُها بكلامنا. سنرى آنئذِ إذا كان يكرمنا غيرنا ويلطف بنا وقد عبثنا بلسانه! فلو انتهك كاتب أوربي قواعد لغته لأثار ذلك سخط المجتمع برمته فالمساس بلغته مساس بمقوماته. يعتنون بلغاتهم ويذودون عنها حتى أنّهم أضحوا يمنعون استعارةَ المفردات والتَّعابير الأجنبيَّة وتداولها في لغاتهم إذا تيسّرت مقابلاتُها عندهم! ألاَ نستقي مِنْ ذلكَ عبرةً؟!

وأنا أقرأ مؤخّراً رواية (الأسود يليق بك) للكاتبة أحلام مستغانمي، لفت انتباهي، على غرار رواياتها السابقة، تعدّد الأخطاء اللٌّغَويَّة وكثرة اللّجوء إلى العَامِّيَّة في رواية قد يصنّفها الإعلام أفضل كتاب في الوطن العربي وقد يباع منها ملايين النّسخ في العالم العربي بحكم شهرة الكاتبة وتأثير الضَّجة الإعلاميَّة الواسعة المحيطة بها وفضول القراء أكثر من أيّ اعتبار آخر.. ملايين النّسخ المحشوة بكل ألوان الغلط والخطأ واللّغط قد تقع بين أيدي قراء غير متمكِّنين من اللٌّغَة فتلعقها أسماعهم وتردّدها أقلامهم وألسنتهم وتتشدّق بها أفواههم!
ويسرد بن زادي جملة نقاط يكشف فيها عن الأخطاء التي وقعت فيها الكاتبة والروائية مستغانمي : "سأكتفي بذكر بعض الأخطاء التّي وقعت فيها الكاتبة أحلام مستغانمي. أركِّز فقط على بعض الأخطاء الموجودة في الجزء الأول من الرّواية وهو ما يعادل ثلث الكتاب لا أكثر. الأخطاء تستمر إلى آخر الرّواية. فسيطول المقال إذا حاولنا الإحاطة بها كلّها:
1. الأخطاء تبدأ في أوّل صفحة للرواية!: (لشدة رغبته بها، قرر قتلها-ص11): لا يُقال أبداً (رغبته بالشّيء) بل في الشّيء. ولا يقال نحن نرغب في فلان. جاء في تعريف "الصحاح في اللٌّغَة": رَغِبَ فيه: أراده، أي رغب في الشّيء لا في الشّخص!

2. (لفرط انخطافه بها، ما سمع...-ص14): كلمة انخطاف لا أساس لها في اللٌّغَة العَرَبِيَّة.. لا توجد في أي قاموس فمن أين أتت بها كاتبتنا؟!

3. (توجَّه مقدّم البرنامج إليها سائلاً -ص34): تَوَجَّهَ إلَى، كما يشير إلى ذلك "المعجم الوسيط"، تعني ذهب أو أقبل أو انطلق إلى. فهذه الكلمة تعني أساسا الحركة والانتقال من موضع إلى آخر. هذا تعبير لا يليق بكاتبة في هذا المستوى. فاللٌّغَة العَرَبِيَّة لا تخلو من الألفاظ والعبارات التّي تحلّ محلها. أين هي أفعال الشّروع في هذه الرّواية؟ فعلى سبيل المثال، يمكن استبدال ذلك التّعبير ب: "طفق مقدم البرنامج يسألها" أو "راح يسألها"، أو مضى، قام، أخذ، أنشأ، جعل، هبّ، أثر... كما تشاء. والمتمكن من اللٌّغَة لن يجد صعوبة في إيجاد غيرها وانتقاء ما يليق بها بين كنوز اللٌّغَة العَرَبِيَّة الثّريَّة بألفاظها وعباراتها.

4. (تردَّدتْ في طلبه مساء-ص47): الصواب هو (تردّدت في الاتّصال به مساء) أو (تردّدت في مهاتفته مساء) وغيرها ذلك... ففعل (طلب) كما جاء في تعريف "المنجد في اللٌّغَة والأعلام": طلب الشّيء: حاول وجوده وأخذه . وطلب فلانة: خطبها. وطلبه إلى المبارزة: دعاه إليها.
نلاحظ إفراط الكاتبة في استعمال (طلب) بمعنى (اتّصل). مثال آخر على ذلك: (طلبتْ أمّها تطمئنها-ص67) هذا وضع للفعل في غير موضعه. والحكمةُ وضع الشّيء موضعَه. فلمَ نستعمل كلمة محرّفة المعنى إذا كانت البدائل الصّحيحة موجودة في اللٌّغَة وأذكر منها: اِتّصل، هاتف، نادى، دعى؟! الكاتبة تبدو متأثرة باللَّهجات المشرقيَّة حيث تُستعمل كلمة (طلب) بمعنى (اتّصل هاتفيا)

5. (طلبها من رقم أرضي-ص51) لا أدري لم استعملت كاتبتنا (رقم أرضي) فالصواب هو (ناداها بمِهتف البيت أو بمهتاف عمومي حسب السّياق، تمييزاً له عن المهتف المحمول. سألت أستاذاً راسخ القدم في الفصحى هل يجوز استعمال تعبير (رقم أرضي) فضجَّ ضاحكاً وردّ مازحاً: قد يجوز في مستقبل أيامنا إذا ما حلّ الإنسان بالكواكب والمجرات أن تقول وأنت تتجوّل في كوكب زحل مثلاً: ناداني منادٍ من رقم أرضي (تمييزا له عن أرقام سائر الكواكب التّي حلّ بها الإنسان)!

6. (أعطاها الإحساس أنه في اجتماع-ص51) هذه ترجمة حرفيَّة لعبارة معروفة باللٌّغَة الفرنسيَّة وهي كما يلي:
Il lui a donné l’impression qu’il était dans une réunion
لم نستعمل (أعطاني فلان إحساساً أو شعوراً) واللٌّغَة العَرَبِيَّة تملك كلمة واحدة تغني عن ذلك خلافاً للٌّغَات الأجنبيَّة التّي تحتاج أحياناً للفظتين أو أكثر للتعَّبير عن شيء. فلقد قالت العرب (أشعرني، وأوهمني، وألقى في روعي وفي بالي وفي خاطري وفي وهمي...)! فالصواب هناك هو (أشعرني أنه في اجتماع) أو (وأوهمني أنه في اجتماع) وهلم جرّ... استعمال (أعطى إحساساً) لا يليق برواية المليون نسخة ويدلّ على أنّ الكاتبة تفكّر باللٌّغَة الفرنسيَّة – التّي تحسنها – ثم تترجم الفكرة إلى العَرَبِيَّة. وهذا خطأ بديع وضعف فظيع.. إذا كتبنا بلغة فلابد أن نفكِّرَ بها لا بغيرها من اللٌّغَات، وإلا بدا النّصّ مستنكرَ المباني غريب المعاني، كما هي الحال في هذا التّعبير الذي شدّدنا عليه النّكير.

7. (كان ثمّة في كلّ حيّ شبكات تجنيد، كما شبكات لاختطاف الأطباء والتّقنيين-ص69) كلمة (كما) هنا حالّة في غير محلّها. والصواب أن نقول: "كان في كلّ حيّ شبكات تجنيد، وشبكات لاختطاف الأطباء..." أو: "كان في كل حيّ شبكات تجنيد، كما كانت هناك شبكات لاختطاف..."

8. (أعتقدت أنه ينادي على أحد): (ينادي على أحد) خطأ والصواب هو ينادي أحدا. مثلما جاء في تعريف “المعجم الوسيط”: نادى فلانا: دعاه وصاح برفع الأصوات. وفي التّنزيل العزيز: (الحجرات-4) "إنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ" ولله المثل الأعلى. فالفعل نادى يتعدّى بنفسه، لا بالحرف "على" الذي عدّته به الكاتبة. ولعل هذا الخطأ أيضاً يدلّ على تأثير اللّهجة العاميَّة على الكاتبة وعدم إتقانها بعض المفردات.

9. (فرَّ نصف أعضائها للخارج-ص74): (فرّ فلان للخارج) خطأ والصواب هو (فرّ إلى الخارج). فالحرف (إلى) يعني اِنْتِهاءَ الغايَةِ الْمَكانِيَّةِ أما اللام فتعني التّعليل والتّملك والتّعجب وغيرها. واستعمال (اللام) بدلاً من (إلى) في هذا سياق بلا ريب يدلّ على مدى تأثّر الكاتبة بالعَامِّيَّة وابتعادها عن الفصحى.

10. (ابلغت دموعا لا تريد أن تحتسيها في حضرة أحد-ص86): جاء في تعريف "المنجد في اللٌّغَة والأعلام" احتسى المرق: شربه شيئا بعد شيء. فمن يبكي لا يحتسي الدموع إنَّما يذرّف الدموع أو تَسَاتَلَتْ دموعه أو سَتَلَت عبراته... وما أكثر هذه المترادفات التّي تدلّ على البكاء والدموع في لغتنا العَرَبِيَّة.

11. (وذلك العشق المتطرف رغبة في استحواذه بالحبيب حد فقدانه في نهاية المطاف-ص91): (استحوذ ب) خطأ والصواب هو (استحوذ على) كما جاء في تعريف "المنجد في اللٌّغَة والأعلام": استحوذ عليه غلبه واستولى عليه. وخير شاهد القرآن الكريم: "اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ" (المجادلة-19)

12. (عساه يعرف بوجودها في بيروت): لا يُقال (عرف بالشّيء) بل (عرفه). ويُقال: (عرف بالذنب) ومعناه أقرّه. وخير شاهد القرآن الكريم: "الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" (البقرة-146)

13. تطغى العَامِّيَّة على أدب أحلام مستغانمي كأنّه لا محيص لها عنها، مع أنّ اللُّغَة العربيَّة ثريَّة بمفرداتها وعبراتها وتجمع شمل العالم العربي برمّته من مشرقه إلى مغربه.
ففي هذه الرّواية، تكثر الحوارات العَامِّيَّة وتمتزج اللَّهجات العَرَبِيَّة من لهجات شَاميّة وخليجيَّة وجَزَائِرِيَّة.. بل ونشاهد حتى الألفاظ والعبارات الأجنبيَّة لا سيما باللُّغَة الفرنسيَّة والتّي بطبيعة الحال لن يفهمها القارئ الذي لا يحسن اللٌّغَات الأجنبيَّة. قد لا يفقه القَارِىء العربيّ اللٌّغَات الأجنبيَّة وما في ذلك عيب، إنَّما العيب في فرض الكاتبة على القراء ألفاظ وعبارات أعجميَّة غريبة لا حاجة لهم بها! هذه الحوارات العَامِّيَّة، من غير شك، تنقص من جمالية الرّواية وتربك القارئ الذي هو في غنى عنها. فهو لَعَمْري لا ينفكّ عن أن يكون مُلتمساً لِمُتعةٍ تَسُرّه أو عِبرةٍ تُرْشِده أو فَائدةٍ تُبصّره بعيداً عن أيّ متاهاتٍ لُغويَّةٍ إقليميَّة لا يستسِيغُها السَّمع ولا يأتِي مِنها نفع.

14. تسهب الكاتبة في استعمال اللَّهجة الجَزَائِرِيَّة وبالتّحديد العاصميَّة فتذكر عبارات مثل (أنا مانيش متاع هذا الشّي.. ص74) أو (خاطيني الكراتي-ص 74) و(الدوفيز- ص92) التّي يستعصي على قُرَائِها المَشارقة فهمها.

15. وتستعمل اللَّهجات المشرقيَّة التّي بطبيعة الحال لن يفهمها كل القراء الجزائريين عدا ربما المتتبعين للمسلسلات العَرَبِيَّة (وهيدا الأخوت تبع الورد.. كيف طلع؟ إن شا الله حلو؟-ص67)
16. ونراها تستعمل حتى الإنجليزيَّة وبالأحرف اللاتنيَّة
(I love you)

17. ونراها أيضاً تستعمل الفرنسيَّة
(la planeteص 92 )
هل أخلط رواد الأدب العربي، من قبل، اللٌّغَة العَرَبِيَّة بلغات أجنبيَّة فيما ورثناه عنهم من أدب مهذّب رفيع؟! هل فعل ذلك عميد الأدب العربي طه حسين والتّاريخ شاهد على مدى تأثّره بالثّقافة الفرنسيَّة وهو من درس في الجامعات الفرنسيَّة وتحصل على شهادة الدراسات العليا في القانون الرّوماني ونجح فيه بدرجة اللإمتياز، وهو أيضاً من تزوّج سوزان بريسو الفرنسيَّة التّي أعانته على الاطلاع على الثّقافات الفرنسيَّة واللاتينيَّة. وهو من عرّب قصّة زديج الشّهيرة للكاتب الفرنسي الكبير فولتير فصاغها بعربيَّة فصيحة لا تشوبها شائبة.

18. الحوارات العَامِّيَّة تشغل أحياناً حيّزاً واسِعاً في هذه الرِّوايَة. فنجدها على سبيل المثال تمتدّ في 3 صفحات كاملة متتالية 92 و93 و94 بمفردات وتعابير قد يعسر على الجزائري نفسه فهمها، فضلاً عن القَارِىء العربي في بلدان المشرق العربي! فمع أنِّي جزائري، أجْبِرتُ على التَّأنِّي والاجتهاد لقراءة بعض هذه الحوارات نظراً للاختلاف الواسع بين العَامِّيَّة والعَرَبِيَّة. وهل تناست أحلام مستغانمي أنّه ثمّة فروق في اللَّهجات العَامِّيَّة في الجزائر؟! هي في هذه الرّواية توخَّتْ لهجة وسط الجزائر العاصمة دون غيرها من اللَّهَجات المحليَّةِ الكثيرة.. فقد لا يفهمها قراء المناطق الجَزَائِرِيَّة الأخرى ممّن لم تطرق سمعهم مثل هذه الكلمات من قبل، فما ظنّك بالمشارقة؟! هل تتوقّع حقّا أن يفقه قُرَّاءُ المشرق العربي عبارات مثل (بزاف) أو (مضروبة عليها)؟ ألم يذكر بطل السينما المصريَّة عادل إمام أنّه حاول مشاهدة الأفلام الجَزَائِرِيَّة غير أنّه عجز عن فهمها ".

ويعزو بن زادي إقبال القراء على الأعمال الدبية لاسم الكاتب دون تلمس مايقع به من أخطاء ويجد ان اسما شهيرا يتم التجاوز عما يقترفهمن سقطات واخطاء يوضح ذلك بقوله :

"يتهافت القراء على بعض الكتب تأثّراً بشهرة الكُتَّاب والضَّجة الإعلاميَّة الواسعة المسخّرة لخدمتهم وليس بالضَّرورة لقوة أسلوبهم ومتانة ألفاظهم وسعة معانيهم. وإذا بيع مليون كتاب لكاتب من الكُتّاب، لا يعني ذلك بالضَّرورة أن المشتري معجب بالكتاب مقرّ بنجاحه. قد نشتري كتبا إرضاء لفضولنا لأنّنا سمعنا عنها ولا نقرؤها !! وقد نتصفّحها فنقرأ جزءاً بسيطاً منها ونسأمها فنتركها.. وقد نقرأ الكتاب كاملاً ثم نخرج برأي مخالف لِمَا كنّا نتوقّعه!.. بعبارة أخرى، قد ندفع ثمناً لمشاهدة فيلم في السينما أثير حوله كلام كثير ثم نخرج خائبي الأمل.. وقد نبرح السينما قبل أن ينتهي الفيلم لأنّه عكس ما كنّا نتصوّر والأفلام الأمريكيَّة التّي يُروَّج لها كثيراً وتُسَخَّر لها أموال طائلة في العادة تثير انتباه المشاهدين فيتوافدون لمشاهدتها عند صدورها تأثّراً بالإشهار وإرضاء للفضول لا غير! وبعدها بمدّة لا يفكّر فيها أحد!! يَسْلوها المُشَاهد وشيكاً ولا تعلق بذاكرته إلاَّ الأعمال الرّائدة المؤثِّرة أو التي يستقي منها عبرة! تنطفئ شمعتها وينتهي صيتها حال انتهاء الضَّجة الإعلاميَّة المحيطة بها".

ويخلص للقول : " الأدبُ لن يكون أدباً إلاَّ إذا بقي حياً وثبت واجتاز امتحان الزمن.. أجل، الزمان وحده كفيل بالحكم على ما نقدمه من مؤلفات وتحديد ما إذا كانت خليقة بالبقاء أم النّسيان.. ثمة كتب من أمثال "البؤساء" لفيكتور هيجو أو "العبرات" للمنفلوطي ظلّت حيَّة بعد زوال أصحابها بعيداً عن أيَّة ضجّة إعلاميَّة... لا شك أن أحلام مستغانمي بلغت ذروة الشّهرة والمجد منحتها رخصة تُسَوِّقُ بها ما تكتبه بيسر. تستطيع أن تكتب أي شيء كان فتبيع منه مليون نسخة ويشتريها القارئ ما دام يحمل توقيعها.. يشتريها من هو شغوف بالقراءة وحتى من لم يقرأ شيئاً من قبل. صدق أحد الصحافيين لما قرأ إحدى الرّوايات الواقعيَّة الحديثة فتأثّر بها فقال لمؤلفها: بصراحة، يستحق أن يبلغ هذا الكتاب القمة. لكن ذلك غير ممكن لأنّك غير معروف فلو وُضِع اسم "أحلام مستغانمي" على كتابك لبيع منه أكثر من مليون نسخة!!

ويختتم ملاحظاته بما أسماه كلام في الإتجاه المعاكس فيقول : "لو نُشِرَت رواية (الأسود يليق بك) باسم كاتب غير معروف لَمَا لقيت كل هذا الاهتمام. وإنْ كانت الكاتبة لا تشاطرني الرّأي، فإنِّي أدعوها لنشر روايتها المقبلة بحول الله باسم غير معروف وسنشاهد ردّ القراء..
على كل حال، ستحكم الأجيال المقبلة على قيمة هذه المؤلفات هل تخدم الأدب العربي واللٌّغَة العَرَبِيَّة أم غير ذلك بعيدا عن تأثير الضَّجة الإعلامية والإشهار. مع كامل الاحترام للكاتبة أحلام مستغانمي".

1

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 175:منذ يوم 04:16 PM
  

خدمات المحتوى