لم يخطر بباله أبدا أن الرحيل عن الوطن من أصعب لحظات الحياة وأتعسِها... مولود بن زادي المملكة المتحدة
Friday, 30 September 2016
مولود بن زادي هل شهادة إعجاب أحلام مستغانمي عادلة وعفوية
هل شهادة إعجاب أحلام مستغانمي عادلة وعفوية؟..
مقالتي في صحيفة القدس العربي اللندنية وتحمل رداً على أحلام مستغانمي
http://www.alquds.co.uk/?p=606223
المقالة كاملة\
هل شهادة إعجاب أحلام مستغانمي عادلة وعفوية؟..
"عرض أحد المواقع الأدبية في الفايسبوك منشورا للسيد سفيان مخناش - روائي من الجيل الجديد في الجزائر - بعنوان "كلمة من الملكة، لا تنبغي لأحد، لا من قبلي ولا من بعدي." المنشور عبارة عن بطاقة تحمل صورة الروائي المبتدئ مخناش على الشمال وصورة مواطنته المعروفة أحلام مستغانمي على اليمين وبينهما شهادة بتوقيعها: "سفيان مخناش صاحب رواية 'لا يترك في متناول الأطفال' من الكُتّاب الواعدين في الأدب الجزائري."
وإذا بأول تعليق على المنشور ينتقد الرواية التي أطرت عليها مستغانمي: "إنها من أضعف الروايات التي قرأت". يليه تعليق آخر شديد ينتقد هذه المرة أحلام مستغانمي: "سبب من أسباب ضعف الرواية تقمّص الروائي دور الناقد.. ثم أي ناقد؟! إنها مهزلة!"
ومن ثم، توالت تعليقات أخرى مدافعة عن أحلام. قال قائل منهم في صفحة 'الرواية الجزائرية': "الكاتب هو أيضاً قارئ، فمن حقه أن يبدي رأيه." وقال آخر: "الكاتبة أبدت رأيا بوصفها قارئة ولم تصدر حكما نقديا تقييميا، حيث أنها لم تبرز لنا مواطن الجمال في هذا العمل الروائي." فهل تعدُّ شهادة أحلام مستغانمي تدخّلاً في النقد أم أنها تعبير عن وجهة نظرها فحسب ولها الحق في ذلك؟ وإن كان لها الحق في ذلك، هل من العدل أن يمارس أدباء في وزن أحلام مستغانمي هذا الحق والإدلاء بمثل هذه الشهادات التي من شأنها أن تلقي الأضواء على بعض الأقلام الناشئة دون أقلام أخرى كثيرة تبقى في الخفاء لا تجد من ينير طريقها ويوجه أنظار الجماهير إليها؟ ومَنْ مِن هؤلاء اطلع على كل إبداعات المواهب الجديدة - وبعضها لا يوجد حتى في المكتبات لسوء النشر والتوزيع، ليكون الحكم عادلا؟! ألا يحسن ربما برواد الأدب العربي الحذر قليلا عند الإدلاء بمثل هذه التصريحات حتى لا يثقلوا موازن أديب ناشئ على حساب مواهب جديدة أخرى؟
صدق مَن قال إنَّ شهادة مستغانمي لا تعدّ نقدا. فما كتبته لا يندرج في خانة النقد الأدبي الذي يُعرَّف على أنه دراسة الأعمال الأدبية وشرحها وتحليلها وموازنتها بغيرها من الأعمال، من خلال الاجتهاد لكشف ما فيها من مواطن الجمال والقبح والقوة والضعف.
فنحن لا نرى شيئا من ذلك في شهادة مستغانمي، وفي الحقيقة ما سمعنا أبداً أنها خاضت في النقد، وما رأينا يوما مقالة نقدية تحمل اسمها في أي صحيفة، والروائية نفسها لم تزعم يوما أنها ناقدة أو حتى مهتمة بالنقد.
فإن لم تكن ناقدة، أيمكن ربما اعتبارها مجرّد قارئة تعبر عن رأيها، كما قال فريق من المعلِّقين؟ للإجابة على هذا السؤال نقول: حتى وإن نظرت أحلام مستغانمي إلى نفسها، أو نظر إليها بعض مناصريها، على أنها قارئة عند إدلائها بهذه الشهادة، فإن أغلبية الجماهير لا تنظر إليها مطلقاً على أنها كذلك وإنما كاتبة ولا تشاهد فيها إلا صورة تلك الروائية المبدعة والمميزة والشهيرة التي تُباع رواياتها بالملايين، ويتدافع المعجبون للحصول على توقيعها الشخصي.. روائية ظلت لسنوات طويلة في قمة الهرم الأدبي في الوطن العربي، لا ينازعها في تلك المنزلة الرفيعة منازع.. أيقونة أدبية، وظاهرة فنية نادرة، وملكة - كما أشار إليها الروائي مخناش في منشوره – تتربع على عرش الرواية العربية، تشرئب إلى صورتها وصوتها الجماهير العربية من الخليج إلى المحيط. فهي لا تبدو للعالم قارئةً عادية وإنما قدوة ومرشدة باعتبارها تحظى بشعبية واسعة في أنحاء الوطن العربي، فما تتلفظ به يُصغى إليه ولا يستهان به. فلن يكون تأثير مثل هذه الشهادات في نفوس الجماهير الكثيرة المنبهرة بمستغانمي مماثلا لتأثير امرأة عادية أو قارئة غير معروفة وغير محبوبة لدى هذه الجماهير. فشتان شتان!
إنَّ تأثير الشخصيات الشهيرة في نفوس الناس حقيقة معروفة ومسلّم بها منذ عشرات السنين، ويتّضح الاهتمام بهذا التأثير أكثر في المجتمعات الغربية ومنها بريطانيا حيث يقول الكاتب الإنجليزي جيمس ماكنتوش في مقالة تتناول تأثير الشخصيات الشهيرة في نفوس البشر:
"يستطيع هؤلاء التأثير في اللباس الذي يرتديه الناس، وفي الموسيقى التي يستمع إليها الناس، وفي الطعام الذي يأكله الناس. فقدرة الشخصيات الشهيرة معروفة للغاية في عالم الثقافة الشعبية."
وحسب دراسة نشرتها صحيفة "التلغراف" البريطانية، فإنّ 1\4 من الشباب يعترف بتأثره بالشخصيات الشهيرة أكثر من تأثره بأشخاص يعرفهم."
وقد بلغ الاهتمام بتأثير الشخصيات الشهيرة في نفوس الجماهير مبلغاً جعل الكثير من الأمم يُشرك المشاهير في الجمعيات الخيرية. فقد أكدت التقارير أن الإعلانات الداعية إلى التبرع بالمال على شاشات التلفزيون التي تشارك فيها شخصيات شهيرة تثير اهتماماً أكبر من الإعلانات التي لا تشارك فيها شخصيات معروفة. فأي شهادة من هذا القبيل من شخصية لها وزنها وكلمتها في الساحة الأدبية تستطيع أن تؤثر في القراء وما يقرؤونه وأن تقلب الموازين فترفع من مقام أديب ما دون بقية الأدباء، بل ومن شأنها أن تخلق بين عشية وضحاها نجماً قد لا يكون جديرا بالنجومية، وبطلا من غير بطولة.
بعد هذا، يحق لنا ربما أن نتساءل: ما سرّ اختيار أحلام مستغانمي الروائي مخناش بالذات من بين كل الروائيين المبتدئين، وهل خلت الساحة من المبدعين؟! وما سر إعجابها بروايته "لا يترك في متناول الأطفال" من بين مئات الروايات؟! وهل هذا إعجاب عفوي لا يرتبط بالذات أو بردّ جميل؟
في مقالة بعنوان "قراءة في رواية 'لا يترك في متناول الأطفال' تأليف الروائي الناشئ سفيان مخناش"، يقول يحي نور: "يبدو، سيد سفيان، أنك مُغرم جدا بروايات أحلام مستغانمي، ومهُووس جدا في اتباع أثرها والسير في فلكها، فبصمات طريقتها مطبوعة في روايتك... فقد قـُمتَ ببعض التحوير والتجميع للثلاثية الأولى (الذاكرة، الفوضى، العابر)، ثم عملتَ بنصيحة أحلام في الرابعة (نسيان كوم)، في كيفية التعافي والشفاء من مرض الحب (العشقولوجيا، مُصطلحك الجديد) ومرض الأحلام (الكوفي كوجيا، اختراعك المُذهل)، وكيف لا وقد تحولت السيدة أحلام إلى شيخة الطريقة العشقية، ومُلهمة كُتاب الرواية الناشئين مثلك سيد سفيان، فأصبحت بعض عبارات وجُمل رواياتها رسائل وكلمات يتبادلها العُشاق عبر الهاتف…وفي روايتك، قـُمتَ بتغيير الديكور والزمان والمكان (من قسنطينة والعاصمة وباريس، إلى سطيف والعاصمة) واحتفظت بالشخصيات والأحداث، أحلام اختارت “خالد” بطلا في ذاكرة الجسد، يكتب اعترافا يرسله إلى حبيبته أحلام، وأنت اخترت فتاة (س، ن) تكتب اعترافا تُرسله إلى عشيقها لمجرد. وفي فوضى الحواس، يتغير البطل إلى فتاة ”حياة”، تكتب القصص وتحلم بأخرى. وفي عابر سرير مزج بين الروايتين، لمجد يتزوج فتتخلى عنه “س، ن”، و أحلام تتزوج وتتخلى عن خالد، خالد يطاردها في كل مكان (رغم أنها متزوجة من عسكري) بحثا عن ذكريات ضائعة، لمجد يطارد عشيقته (رغم أنه متزوج)، بحثا عن الذكريات وتكرار التجربة. (س، ن) تائهة ومريضة بالغرام والعشق، تستبدل عشيقها بآخر ”أمين الثري”، فيخيب مسعاها بعد شهور، ثم تستبدله ب"أصيل”، رغبة في إشباع نهمها العاطفي وجوعها الجنسي، وأحلام تكرر نفس التجربة بعد خالد، مع زياد ثم عبد الحق... (س، ن) تحصل على الباكالوريا ثم تسافر إلى العاصمة لإتمام دراستها، فتبدأ مغامراتها العشقية الجديدة، أحلام تسافر إلى باريس للدراسة فيبدأ تقويمها الجديد مع الحب ولواحقه!...
مصطلحات مثل "الجسور"، "الحب كما الموت"، والكلمات المختصرة مثل" "قطعا"، "حتما"، "دوما" نجدها تتكرر في روايتك سيد سفيان! وكأنه تأثر متعدد الأبعاد بروايات مستغانمي!"
ليست هذه المقالة الوحيدة التي كشفت هذا الانتحال. فقد جاء في دراسة نقدية بقلم يسمينة مباركي - قسم نقد معاصر، كلية الآداب واللغات جامعة سطيف: "في نهاية الرواية نلتمس عودة الكاتب الذكر على طريقة الكبار “أحلام مستغانمي” ليقدم لنا جملة من النصائح والإرشادات تماما كما فعلت أحلام في روايتها “نسيان. كوم". وجاء في تقويم لرواية مخناش هذه في موقع (غودريدز) الشهير: "للأسف لصق الكاتب فقرتين من كتاب أحلام مستغانمي، دون أن ينسبها لها!! يعني سرقة؟؟ وهذا ما أثار غيظي..."
وفي الوقت الذي يرد فيه الأدباء الذين يتعرضون للسرقة الأدبية ردا قويا معبرين عن استيائهم وسخطهم، وكيف لا وقد نُسِخ عملهم، وقُلِّدَ أسلوبهم، واختُلِسَ جهدهم، ها هي أحلام مستغانمي تفاجئنا بالشذوذ عن القاعدة، فتردُّ بأن تخصّه، وحده دون غيره من الأقلام الأدبية الناشئة، بشهادة إعجاب وتعلنه "من الكتاب الواعدين في الأدب الجزائري" بأعمال تبدو نسخة طبق الأصل لأعمالها، وهو ما يبقى لغزا محيرا."
مولود بن زادي، كاتب جزائري مقيم في بريطانيا
#القدس_العربي
#أحلام_مستغانمي
#سفيان_مخناش
#مولود_بنزادي
#مولودبنزادي
#أدب_المهجر
#الأدب_الجزائري
#الأدب_العربي
#الرواية_الجزائرية
#الأدب_المهجري
#mouloudbenzadi
#mouloud_benzadi
#le_roman_algerien
#la_littérature_algérienne
Tuesday, 27 September 2016
Syrian boy quotes
In a world
filled with greed,
hate and dread,
Surely
Humanity
must be dead.
Mouloud Benzadi
#humanityquotes
#humanity
#war
#dread
#hate
#greed
#bestquotes
#quotes
Sunday, 25 September 2016
Monday, 19 September 2016
حبيب مونسي في الدفاع عن اللغة العربية
أقوال وأمثال الأديب والناقد حبيب مونسي\
الموضوع: اللغة العربية
"خُدعنا حينما استمعنا لمن حسبناهم نقادا وحدثونا عن انفصام اللسان، وعن ضرورة البحث عن لغة بديلة، وليس في مرماهم سوى قتل تلك اللغة الصافية التي توارثها الأدباء جيلا عن جيل على اختلاف مشاربهم ولكنهم أجمعوا على حبها واحترامها.. كتب بها الشيوعي، والعلماني، والمسيحي، والمسلم، والملحد.. وأجادوا.."
#حبيب_مونسي
#اللغة_العربية
#الخداع
#مولود_بنزادي
#mouloudbenzadi
#le_roman_algerien
#la_littérature_algérienne
الأدب الجزائري
#الأدب_العربي
#أمين_الزاوي
Thursday, 15 September 2016
جبران خليل جبران أقوال الحنين إلى الوطن وصعوبة الرحيل من المهجر
جبران خليل جبران، أقوال.. الحنين إلى الوطن وصعوبة الرحيل عن المهجر
"سوف يجيء يوم أهرب فيه إلى الشرق . إن شوقي إلى وطني يكاد يذيبني ولولا هذا القفص الذي حبكت قضبانه بيدي، لاعتليت متن أول سفينة سائرة شرقاً . ولكن أي رجل يستطيع أن يترك بناءً صرف عمره بنحت حجارته وصفّها ؟ حتى وإن كان ذلك البناء سجناً له فهو لا يقدر أو لا يريد أن يتخلص منه في يوم واحد."
#جبران_خليل_جبران
#أدب_المهجر
#الأدب_العربي
#مولود_بنزادي
#مولودبنزادي
#mouloudbenzadi
#le_roman_algerien
#الرواية_الجزائرية
Tuesday, 13 September 2016
المعارك الأدبية المشهد الأدبي الجزائري رد مولود بن زادي على الإقصاء والتهميش
تعقيب الكاتب مولود بن زادي على تعليق إحدى الصديقات:
احب السلام والتعاون حبي الحياة.. لكن عندما أشاهد معاقل تهميش هنا وهناك تعترض تقدمي، أضطر إلى ضربها بأحدث تكنولوجيا جوية من المحيط الأطلنطي.
إذا قلت "سيضرب طيراننا" سيضرب وسيدمر وسيعود إلى قواعده سالما ككل مرة..
المشهد محصن ومغلق في وجهي يحرسه فيالق من النقاد،ويتخندق فيه أقزام لا لا يردون على رسائلي بل يردون بقطع العلاقات والحظر! فهم بذلك لا يحسنون لغة التفاوض التفاوض ولا أسلوب الدفاع عن الذات وقت الضربات الجوية.
ليس ثمة خيار آخر عندما يرفضون لغة الحوار والعقل والحكمة.. هذا المشهد الذي يتسع لنا جميعا لابد أن أن يفتح لنا حتى نساهم في إثرائه. فإن لم يفتح سلميا، فتح بالقصف وبعمليات إنزال والسابق أظلم.
مولود بن زادي 13 سبتمبر 16
Monday, 12 September 2016
عندما يخرج الناقد عن حياده خدمة لأسياده، رد الروائي والكاتب مولود بن زادي على الناقد محمد لمين بحري
الروائي والكاتب مولود بن زادي يرد على الناقد محمد لمين بحري في صحيفة "أصوات الشمال" الجزائرية!
مولود بن زادي لصحيفة "أصوات الشمال": "عندما يخرج الناقد عن حياده، خدمة لأسياده"
المقالة كاملة:
عندما يخرج الناقد عن حياده..
النقد الأدبي هو دراسة الأعمال الأدبية وشرحها وتحليلها وموازنتها بغيرها من الأعمال.
ومن شروطه الموضوعية والحياد والعدل والإنصاف وتجنب تدخل المصالح الشخصية والميول والرغبات الذاتية والأحكام المسبقة والعامة.
ولا يتحقق ذلك مطلقا من خلال الثناء والمديح والتزكية لشخص ما لمنزلته أو أقدميته أو شهرته، أو تأثرا بالضجة الإعلامية المضللة المحيطة به، أو ربما لعلاقات خاصة تجمعنا به، على حساب شخص آخر قد يشاء القدر أن يكون في بداية مشواره الأدبي، أقل منزلة وحظا من الكاتب القديم. فالنقد الحقيقي يأتي من خلال الاجتهاد لكشف ما في الأعمال من سلبيات وإيجابيات من خلال دراستها على حدى، بموضوعية وانضباط، بغض النظر عن أصحابها، ومن غير أحكام مسبقة أو شاملة عليها.
فإلى أي حد يا ترى يكون قد وفق الناقد محمد أمين بحري في أداء هذه الرسالة؟ إنها أمانة عظيمة تقع على كاهل الناقد، قد يتوقَّف على خلاصتها مصير الأديب المبتدئ وهو يخطو خطواته الأولى في عالم الكتابة، وهو بذلك في أمس الحاجة إلى من يضيئ له الطريق و يعينه على المضي بعيداً في سبيل النجاح والرقي. فإن أحسن الناقد أداء مهمته، كان للأديب سراجا وهاجا ينير له مواطن الجمال والقبح، والقوة والضعف في أعماله، فيصلح ما بها من خلل، ويأتي بما هو أجمل وأرقى وأفضل في المستقبل. وتنفجّر طاقاته الإبداعية فتحمله عاليا في الفضاء إلى عالم التألق والمجد الذي سبقه إليه الأولون، وليس ذلك حكرا على أحد، فكل ما هو في الوجود كبير، أوله صغير.
لشدَّ ما استغربت وأنا أطالع مقالة محمد لمين بحري، وهو أحد النقاد الأكاديميين المعروفين في الساحة الأدبية الجزائرية.. مقالة دافع فيها عن الأقلام القديمة وتهجَّم على المواهب الجديدة بغير حق.
أول ما يلفت انتباهنا ونحن نقرأ هذه المقالة هو العاطفة والذاتية بدلاً من العقل والموضوعية.. مقالة تطبعها لغةٌ انفعالية تعبِّر عن مشاعر ورغبات ونزعات، تخاطب مشاعر المتلقي بدلا من عقله وتسعى للتأثير فيه. وتتجلّى مظاهر اللغة الانفعالية في عبارات وألفاظ مثل "بربكم" وعلامات التعجب والاستفهام الكثيرة والمتتالية حتى أننا نرى ثلاث علامات استفهام كاملة في نهاية سؤال واحد على غير العادة في قوله: "بربكم .. إلى أية نتيجة ستصلون أصدقائي بمثل هذه الأحكام الشمولية التي تضعون فيها روايات بن هدوقة ووطار إلى جانب الخربشات النابتة التي تطلع علينا كل يوم بحزمة خربشات وتنشرها نشراً افتراضياً ،وتسميها رواية ، وهي لم تقرأ في حياتها نصاً ؟؟؟"
فنحن الآن أمام أحكام تصطبغ بالذاتية مع أنّ النقد يتطلب الموضوعية والتحرر من الاستنتاجات القائمة على العواطف أو الاعتبارات شخصية!
الناقد في هذه المقالة يبدو منحازا كل الانحياز لأسماء أدبية قديمة تحظى بمنزلة عالية، وشهرة واسعة في الساحة الأدبية من أمثال الطاهر وطار وبن هدوقة؛ مطلقاً النار على الأقلام الأدبية الجديدة، واصفا أعمالها بالخربشة وصفاً شاملاً وبغير استثناء. فمن شأن مثل هذه المواقف أن ينشر الفرقة والتشتُّتَ وحتى العداوة بين أدباء الوطن الواحد، وأن يؤجج سعير صراع الأجيال الذي لا نرى له أثرا في المجتمعات الغربية المتقدمة التي يظلّ مقياس نجاح الأعمال الأدبية فيها مقدار رواجها، وحجم مبيعاتها، ومدى تجاوب الجماهير معها، بغض النظر عن شهرة الأدباء أو الجيل الذي ينتمي إليه هؤلاء.
ويأتي تصريح الأستاذ محمد لمين إثر إحياء ذكرى وفاة الروائي الجزائري الطاهر وطار. وكنتُ قد شاركت في ملف خاص بهذه المناسبة أعدته إحدى الصحف الجزائرية حيث عبّرت عن تحفظي فيما يخص أدب هذا الرجل. فقد شعرت أنّ ما خلّفه لنا لا يستحق كل هذه الضجة الإعلامية والدعوة في السنوات الأخيرة إلى إنشاء جائزة أدبية تحمل اسمه كما لو خلا السجل الأدبي الجزائري من أقلام كان لها وزنها وتأثيرها في الأدب الجزائري من أمثال محمد ديب وكاتب ياسين ومولود فرعون وغيرهم. فقد وجدت أسلوبه كلاسيكيا، بسيطا، تتخلله ألفاظا عامية، مجرّدا من الصور البيانية، وأدركت أن بعض أعماله لم يصور الشخصية الجزائرية تصويرا واقعيا. فقد قلت في مشاركتي: "إذا أمعنا النظر في أعمال الطاهر وطار وجدناها مجردة من الإطار الزمني الدقيق، كما أنّ المشاهد التي تصورها تبدو عامة، وبعضها للأسف لا يمت للواقع بصلة. ومثال على ذلك شخصية "اللاز"، فهي تبدو عنيفة وشريرة أبعد ما يكون عن شخصية الجزائري المعروف بخلقه ورشده ولطفه ومسؤوليته تجاه الآخرين، وبذلك شخصية اللاز الشاذة لا تمثل على الإطلاق شخصية الجزائري الأصيل ولا تعكس سلوكه في الواقع، وبذلك لن تكون لها مصداقية تاريخية.."
وها هو الناقد - وهو اسم معروف في الساحة الأدبية، يحظى فيها بمنزلة عالية، وبحضور واسع في الملتقيات الأدبية، ويكتب في أكبر الصحف العربية - يناقض نفسه وهو لا يدري بأن ينهى عن خلق ويأتي بمثله. فهو يأمرنا بتجنب الأحكام الشاملة عند التحدث عن الأعمال الروائية الجزائرية، وفي نفس الوقت يصدر هو نفسه أحكاما تعسفية شاملة معتبراً إبداعات الأجيال الجديدة كلها مجرّد خربشة!
ولا يكتفي الناقد محمد لمين بحري بإصداره أحكام شاملة في حق المبدعين المبتدئين بوصف كل أعمالهم بالرداءة والخربشة، وإنما يذهب أبعد من ذلك في أحكامه الجائرة باتهام الأقلام الجديدة بعدم القراءة في قوله: "وهي (الأقلام الجديدة) لم تقرأ في حياتها نصاً ؟؟؟" وهنا نتساءل عن أساس مثل هذا الحكم.. فهذا الحكم في جوهره لا يقل خطورة عن حكمه الأول على الأعمال الحديثة بأنها مجرّد خربشة؟! وما دليله على ذلك؟! وما أدراه أن المبدعين الجدد جهلة، لم يقرؤوا كتابا واحدا في حياتهم؟! إنه حكم جائر واتهام باطل، وتعبير سافر عن استخفاف بالأقلام المبتدئة البريئة من مثل هذه التهم.
إنّ مواقف الناقد محمد لمين بحري المعادية للأقلام المبتدئة ليست جديدة، فهي ما فتئت تتردّد في تصريحاته ومقالاته، أذكر منها على سبيل المثال نقده الكاتب التونسي شكري المبخوت الفائز بجائزة البوكر سنة 2015، في مقالة بعنوان "الرواية العربية تتحدث الطلياني" بتاريخ 07 مايو 2015 (مجلة الفكر). قال فيها:
"كيف لأول رواية في حياة كاتب أن تتبوأ الصدارة، و تختطف المركز الأول في الجائزة العالمية للرواية العربية؟؟ العربية؟؟ فضلا عن أن صاحبها ليس معروفا في عالم الرواية كبقية المشاركين!"
هذا دليل واضح على أنّ في منطق الناقد محمد أمين، لا سبيل إلى النجاح في عالم الكتابة لمن لم يكن قديما أو معروفا! فالنجاح في الكتابة والفوز بالجوائز يشترطان الشهرة والأقدمية!
ولم يكتف ناقدنا المحترم بالتشكيك في أحقية شكري المبخوت بالفوز بالجائزة العالمية، فقد ذهب في مقالته هذه أبعد من ذلك ليشكك في نزاهة لجنة تحكيم جائزة البوكر معتمدا على نفس النظرية المتمثلة في اقتصار النجاح على من كان قديما ومعروفا فحسب! فهو يعتقد أنّ شكري المبخوت فاز بالبوكر لأنه كان معروفا لدى لجنة تحكيم البوكر، إذ يقول: "حيث ترك (شكري المبخوت) اسمه محفوراً في ذهن كل مثقف وناقد عربي بمن فيهم طاقم تحكيم جائزة البوكر نفسه، بكتاباته و ترجماته ودراساته."...
وخلاصة القول لا يجوز للناقد أن يصدر أحكاما تعسفية شاملة في حق ابداعاتنا. فالأدب تعبير عن الأفكار والرؤي والتجارب والخبرات والقناعات والتصورات والمشاعر. وهو بذلك يختلف من شخص إلى آخر، ومن بيئة إلى أخرى، شكلا ومضمونا. وقد يختلف أسلوب الأديب الواحد أكثر من مرة في مراحل حياته، فيتجلّى الاختلاف في شتى مؤلفاته. فيجب أن يُدرس كل عمل من الأعمال على حدى دون أفكار مسبقة، ووفق مناهج موضوعية واضحة، مع مراعاة انتقاء الألفاظ الدقيقة والتعابير المناسبة. ولا نشك مطلقا في أن الناقد محمد لمين يستطيع أن يستغني عن ألفاظ ساقطة مثل "خربشة" في إشارته إلى الأعمال الأدبية الحديثة، فهي من الكلمات المهينة، غير اللائقة، ولا نراها مطلقا في الدراسات النقدية الأكاديمية، وهو يمتلك ناصية اللغة العربية، وهي من أثرى لغات الدنيا. وإني أؤكد ما ذكرته من قبل في صحيفة القدس العربي اللندنية أنّ الأمم الأخرى أحقّ منا بالجوائز الأدبية. فكيف تجازى أوطان يحارب فيها القديمُ الجديدَ، والكبيرُ الصغيرَ، ويسود مشاهدَها الأدبي قانونُ الغاب، فليس البقاء فيه للأفضل والأظرف، وإنما للأقوى والأعنف!
وإن لم يراجع محمد لمين بحري نفسه، ولم يتراجع عن موقفه الواضح في تصريحه الموجه إلى الأدباء والنقاد، يكون قد أساء كل الإساءة إلى رسالة النقد النبيلة التي اختار أداءها والتي تتطلب الأمانة والحياد والعدل بعيدا عن الأحكام المسبقة الجائرة في حق جيل جديد يبحث عن الاعتراف والوجود إلى جانب الأدباء القدامى والمساهمة في إثراء المشهد الأدبي بإبداعاته التي لن تقل قدرا عن إبداعات أي جيل من الأجيال. فلكل جيل رجال وطموحات وأمال وأعمال تنقش بأحرف من ذهب في سجل التاريخ.
مولود بن زادي روائي وكاتب جزائري مقيم في بريطانيا
http://www.aswat-elchamal.com/ar/?p=98&a=52683
#مولود_بنزادي
#مولودبنزادي
#mouloudbenzadi
#mouloud_benzadi
#محمد_لمين_بحري
#mohamed_lamine_bahri
#النقد
#الأدب_العربي
#الأدب_الجزائري
#أدب_المهجر
#صراع_الأجيال
#واقع_الأدب
#le_roman_algerien
#la_littérature_algérienne
#الناقد_العراقي