الكاتب المهجري مولود بن زادي لصحيفة
الموعد اليومي
"شهادة أحلام ليست نقدا ولا تحمل أي قيمة أدبية وأتأسف لمشاهدة قامات أدبية تساند أقلاما معينة":
كشف الأديب الجزائري المقيم في بريطانيا السيد مولود بن زادي لصحيفة "الموعد" الجزائرية أنّ شهادات أدباء كبار في وزن أحلام مستغانمي وواسيني الأعرج تعد تعبّر عن وجهات نظرهم وميولهم ورغباتهم وليست على الإطلاق نقدا ولا تكتسي أي أهمية من الناحية النقدية وقال إنه ينصح الجماهير بعدم إعارتها أهمية والحكم على الأعمال الأدبية من خلال قراءتهم والدراسات النقدية.
وقال الكاتب مولود بن زادي إنّه يتأسف لمشاهدة "قامات أدبية" في الجزائر في وزن أحلام مستغانمي وواسيني الأعرج يعبرون عن مساندتهم لبعض الأقلام الناشئة على حساب أقلام أدبية أخرى لا تجد من يعينها على نشر أعمالها وإيصال إبداعاتها إلى الجماهير. وقال مولود بن زادي: "صحيح أن لكل أديب الحق في التعبير عن وجهة نظره بكل حرية، لكن في تصوري ليس من العدل أبدا أن يمارس أدباء في وزن أحلام مستغانمي هذا الحق والإدلاء بمثل هذه الشهادات التي من شأنها أن تلقي الأضواء على بعض الأقلام الناشئة دون أقلام أخرى كثيرة تبقى بعيدة عن الأضواء، لا تجد من ينير طريقها ويوجه أنظار الجماهير إليها؟ وهل اطلع هؤلاء على كل إبداعات المواهب الجديدة - وبعضها لا يوجد حتى في المكتبات لسوء النشر والتوزيع، ليكون الحكم عادلا؟! ألا يحسن ربما برواد الأدب العربي الحذر قليلا عند الإدلاء بمثل هذه التصريحات حتى لا يرفعوا من مقام أديب ناشئ على حساب مواهب جديدة أخرى؟"
وقال الكاتب صاحب معجم الزاد للمترادفات والمتجانسات العربية وهو الأول من نوعه في الجزائر إنّ شهادة إعجاب أحلام مستغانمي لا تستند على أي حجج أو أدلة وأبعد ما يكون عن النقد الأدبي الذي لا تمارسه أحلام مستغانمي والذي يعتمد على دراسة الأعمال الأدبية وشرحها وتحليلها وموازنتها بأعمال أخرى، مع كشف ما فيها من مواطن الجمال والقبح والقوة والضعف.
وأوضح الكاتب المهجري بن زادي أنه عندما عبّر عن اعتراضه على مثل هذه الشهادات من كتاب في وزن أحلام مستغانمي في صفحة "الرواية الجزائرية" في الفايسبوك، لقي ردا قويا معارضا من أنصار مستغانمي الذين دافعوا عنها دفاعا مستميتا مؤكدين أن لها الحق في التعبير عن رأيها كقارئة، مؤكدا أنّ العالم لا ينظر إلى أحلام مستغانمي على أنها قارئة كما يعتقدون: "حتى وإن نظرت أحلام مستغانمي إلى نفسها، أو نظر إليها بعض مناصريها، على أنها قارئة عند إدلائها بهذه الشهادة، فإن أغلبية الجماهير لا تنظر إليها مطلقاً على أنها كذلك وإنما كاتبة ولا تشاهد فيها إلا صورة تلك الروائية المبدعة والمميزة والشهيرة التي تُباع رواياتها بالملايين، ويتدافع المعجبون للحصول على توقيعها الشخصي.. روائية ظلت لسنوات طويلة في قمة الهرم الأدبي في الوطن العربي، لا ينازعها في تلك المنزلة الرفيعة منازع.. أيقونة أدبية، وظاهرة فنية نادرة، وملكة - كما أشار إليها الروائي مخناش في منشوره – تتربع على عرش الرواية العربية، تشرئب إلى صورتها وصوتها الجماهير العربية من الخليج إلى المحيط. فهي لا تبدو للعالم قارئةً عادية وإنما قدوة ومرشدة باعتبارها تحظى بشعبية واسعة في أنحاء الوطن العربي، فما تتلفظ به يُصغى إليه ولا يستهان به. فلن يكون تأثير مثل هذه الشهادات في نفوس الجماهير الكثيرة المنبهرة بمستغانمي مماثلا لتأثير امرأة عادية أو قارئة غير معروفة وغير محبوبة لدى هذه الجماهير. فشتان شتان!"
وأكد مولود بن زادي أنّ تأثير الشخصيات الشهيرة في نفوس الناس حقيقة معروفة ومسلّم بها منذ عشرات السنين. وأضاف: "إنّ الاهتمام بهذا التأثير يبدو أكثر في المجتمعات الغربية ومنها بريطانيا حيث يقول الكاتب الإنجليزي جيمس ماكنتوش في مقالة تتناول تأثير الشخصيات الشهيرة في نفوس البشر: 'يستطيع هؤلاء التأثير في اللباس الذي يرتديه الناس، وفي الموسيقى التي يستمع إليها الناس، وفي الطعام الذي يأكله الناس. فقدرة الشخصيات الشهيرة معروفة للغاية في عالم الثقافة الشعبية.'
وحسب دراسة نشرتها صحيفة "التلغراف" البريطانية، فإنّ 1\4 من الشباب يعترف بتأثره بالشخصيات الشهيرة أكثر من تأثره بأشخاص يعرفهم."
وقد بلغ الاهتمام بتأثير الشخصيات الشهيرة في نفوس الجماهير مبلغاً جعل الكثير من الأمم يُشرك المشاهير في الجمعيات الخيرية. فقد أكدت التقارير أن الإعلانات الداعية إلى التبرع بالمال على شاشات التلفزيون التي تشارك فيها شخصيات شهيرة تثير اهتماماً أكبر من الإعلانات التي لا تشارك فيها شخصيات معروفة. فأي شهادة من هذا القبيل من شخصية لها وزنها وكلمتها في الساحة الأدبية تستطيع أن تؤثر في القراء وما يقرؤونه وأن تقلب الموازين فترفع من مقام أديب ما دون بقية الأدباء، بل ومن شأنها أن تخلق بين عشية وضحاها نجماً قد لا يكون جديرا بالنجومية، وبطلا من غير بطولة."
وشكك الكاتب المهجري صاحب رواية "رياح القدر" العاطفية الواقعية في عفوية شهادة أحلام مستغانمي مؤكدا أن أحلام مستغانمي اختارت سفيان مخناش عن قصد لأنه عبَّر عن إعجابه بها وبأسلوبها وحاول تقليدها في كتابة روايته وقد يكون بذلك قد وقع في فخ الانتحال والسرقة الأدبية مثلما أشارت إلى ذلك قراءات نقدية، متسائلا: "ما سرّ اختيار أحلام مستغانمي الروائي مخناش بالذات من بين كل الروائيين المبتدئين، وهل خلت الساحة من المبدعين؟! وما سر إعجابها بروايته "لا يترك في متناول الأطفال" من بين مئات الروايات؟! وهل هذا إعجاب عفوي لا يرتبط بالذات أو بردّ جميل؟
في مقالة بعنوان "قراءة في رواية 'لا يترك في متناول الأطفال' تأليف الروائي الناشئ سفيان مخناش"، يقول يحي نور: "يبدو، سيد سفيان، أنك مُغرم جدا بروايات أحلام مستغانمي، ومهُووس جدا في اتباع أثرها والسير في فلكها، فبصمات طريقتها مطبوعة في روايتك... فقد قـُمتَ ببعض التحوير والتجميع للثلاثية الأولى (الذاكرة، الفوضى، العابر)، ثم عملتَ بنصيحة أحلام في الرابعة (نسيان كوم)، في كيفية التعافي والشفاء من مرض الحب (العشقولوجيا، مُصطلحك الجديد) ومرض الأحلام (الكوفي كوجيا، اختراعك المُذهل)، وكيف لا وقد تحولت السيدة أحلام إلى شيخة الطريقة العشقية، ومُلهمة كُتاب الرواية الناشئين مثلك سيد سفيان، فأصبحت بعض عبارات وجُمل رواياتها رسائل وكلمات يتبادلها العُشاق عبر الهاتف…وفي روايتك، قـُمتَ بتغيير الديكور والزمان والمكان (من قسنطينة وباريس، إلى سطيف والعاصمة) واحتفظت بالشخصيات والأحداث، أحلام اختارت “خالد” بطلا في ذاكرة الجسد، يكتب اعترافا يرسله إلى حبيبته أحلام، وأنت اخترت فتاة (س، ن) تكتب اعترافا تُرسله إلى عشيقها لمجرد. وفي فوضى الحواس، يتغير البطل إلى فتاة ”حياة”، تكتب القصص وتحلم بأخرى. وفي عابر سرير مزج بين الروايتين، لمجد يتزوج فتتخلى عنه “س، ن”، و أحلام تتزوج وتتخلى عن خالد، خالد يطاردها في كل مكان (رغم أنها متزوجة من عسكري) بحثا عن ذكريات ضائعة، لمجد يطارد عشيقته (رغم أنه متزوج)، بحثا عن الذكريات وتكرار التجربة. (س، ن) تائهة ومريضة بالغرام والعشق، تستبدل عشيقها بآخر ”أمين الثري”، فيخيب مسعاها بعد شهور، ثم تستبدله ب"أصيل”، رغبة في إشباع نهمها العاطفي وجوعها الجنسي، وأحلام تكرر نفس التجربة بعد خالد، مع زياد ثم عبد الحق... (س، ن) تحصل على الباكالوريا ثم تسافر إلى العاصمة لإتمام دراستها، فتبدأ مغامراتها العشقية الجديدة، أحلام تسافر إلى باريس للدراسة فيبدأ تقويمها الجديد مع الحب ولواحقه!...
مصطلحات مثل "الجسور"، "الحب كما الموت"، والكلمات المختصرة مثل" "قطعا"، "حتما"، "دوما" نجدها تتكرر في روايتك سيد سفيان! وكأنه تأثر متعدد الأبعاد بروايات مستغانمي!"
ليست هذه المقالة الوحيدة التي كشفت هذا الانتحال. فقد جاء في دراسة نقدية بقلم يسمينة مباركي - قسم نقد معاصر، كلية الآداب واللغات جامعة سطيف: "في نهاية الرواية نلتمس عودة الكاتب الذكر على طريقة الكبار “أحلام مستغانمي” ليقدم لنا جملة من النصائح والإرشادات تماما كما فعلت أحلام في روايتها “نسيان. كوم". وجاء في تقويم لرواية مخناش هذه في موقع (غودريدز) الشهير: "للأسف لصق الكاتب فقرتين من كتاب أحلام مستغانمي، دون أن ينسبها لها!! يعني سرقة؟؟ وهذا ما أثار غيظي..."
وفي الوقت الذي يرد فيه الأدباء الذين يتعرضون للسرقة الأدبية ردا قويا معبرين عن استيائهم وسخطهم، وكيف لا وقد نُسِخ عملهم، وقُلِّدَ أسلوبهم، واختُلِسَ جهدهم، ها هي أحلام مستغانمي تفاجئنا بالشذوذ عن القاعدة، فتردُّ بأن تخصّه، وحده دون غيره من الأقلام الأدبية الناشئة، بشهادة إعجاب وتعلنه "من الكتاب الواعدين في الأدب الجزائري" بأعمال تبدو نسخة طبق الأصل لأعمالها، وهو ما يبقى لغزا محيرا."
وفي الختام قال الكاتب مولود بن زادي: "على ما يبدو الأدب بات يشبه السياسة. مظاهر مثل السيادة والهيمنة والتكتلات وحماية المصالح لم تعد تقتصر على السياسة، فقد امتدت إلى الأدب فصارت الأقلام الكبيرة تؤيد الأقلام الناشئة التي تسير على نهجها وتدافع عنها وتخدم مصالحها!
فدعم أحلام مستغانمي سفيان مخناش أشبه بدعم القوى العظمى مثل روسيا أنظمة تسير في فلكها وترعى مصالحها! وإن كان الأمر كذلك فإني أفضل أن أكون قوة أخرى منفصلة ومختلفة لها كلمتها في المشهد الأدبي ويحسب لها حساب.. وإلا عدم الانحياز فحسب"
مولود بن زادي، كاتب جزائري مقيم في بريطانيا
Wordpress:
https://mouloudbenzadi.wordpress.com/2016/10/09/%d8%af%d8%b9%d9%85-%d8%a3%d8%ad%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%85%d8%b3%d8%aa%d8%ba%d8%a7%d9%86%d9%85%d9%8a-%d8%b3%d9%81%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%ae%d9%86%d8%a7%d8%b4-%d9%8a%d8%b4%d8%a8%d9%87-%d8%af%d8%b9/
Blogger:
http://mouloudbenzadi-novel1.blogspot.co.uk/2016/10/blog-post_94.html?m=1
YouTube:
https://youtu.be/w71A_05ruQs
#الأوراس_نيوز
#مولود_بنزادي
#مولودبنزادي
#أدب_المهجر
#الأدب_الجزائري
#الأدب_العربي
#الرواية_الجزائرية
#السرقات_الفكرية
#الانتحال
#النقد
#الأدب
#أحلام_مستغانمي
#سفيان_مخناش
No comments:
Post a Comment