Wednesday 24 August 2016

شخصية اللاز للطاهر وطار شريرة وعنيفة ولا تمثل شخصية الجزائري المعروف بلطفه وحكمته ومسؤوليته وليس لها مصداقية تاريخية

من بريطانيا، الأديب مولود بن زادي لصحيفة "الأوراس نيوز" الجزائرية:

"شخصية "اللاز" للروائي الطاهر وطار تبدو عنيفة وشريرة  أبعد ما يكون عن شخصية الجزائري المعروف بخلقه ورشده ولطفه ومسؤوليته تجاه الآخرين!"

المشاركة كاملة في ملف خاص بالتعاون مع موقع الرواية الجزائرية، إعداد الإعلامية القديرة لحمر بمناسبة ذكرى وفاة الروائي الطاهر وطار:

"عندما نتحدث عن أدب الروائي الطاهر وطار فإننا بلا ريب نتساءل عن مدى ارتباط أعمال هذا الرائد بالواقعية والتاريخ، ونتساءل عما إذا كان هذا الرجل يرقى إلى صف المؤرخين من خلال ما خلفه لنا من أعمال وما احتوته هذه الأعمال من مشاهد وأحداث.

في تصوري، وإن كانت أعماله مرتبطة بالواقع وترصد أحداثا عاشها الجزائري أثناء ثورة التحرير وبعد الاستقلال، إلا أنه لا يُعدُّ بأي حال من الأحوال مؤرخا، وهو ما يعترف به الكاتب نفسه في مقدمة روايته "اللاز" حيث يؤكد: "لست مؤرخا و لا يعني أبدا أني أقدمت على عمل يمد بصلة كبيرة إلى التاريخ، رغم أن بعض الأحداث المروية وقعت أو وقع ما يشبهها. إنني قصاصا".
فنحن إن أمعنا النظر في أعماله نجدها مجرة من الإطار الزمني الدقيق والمشاهد التي تصورها تبدو عامة وبعضها للأسف لا يمت للواقع بصلة. ومثال على ذلك شخصية "اللاز"، فهي تبدو عنيفة وشريرة  أبعد ما يكون عن شخصية الجزائري المعروف بخلقه ورشده ولطفه ومسؤوليته تجاه الآخرين، وبذلك شخصية اللاز الشاذة لا تمثل على الإطلاق شخصية الجزائري الأصيل ولا تعكس سلوكه في الواقع، وبذلك لن تكون لها مصداقية تاريخية.

لكن بشكل عام، يمكننا أن نقول إنّ  الجزائر قد عرفت تجربة روائية جديدة من خلال أعمال الطاهر وطار وهو أحد رواد الأدب العربي الجزائري. فقد استفاد هذا الرجل من الحرية التي باتت تتمتع بها الجزائر بعد الاستقلال للسعي لوصف الواقع السياسي والإقتصادي والثقافي بعين ناقدة، معرجا بين فترة ثورة التحرير المجيدة وفترة بعد الاستقلال. ويبقى أثر الطاهر وطار في مسار الرواية الجزائرية بالغا، ويبقى اسم هذا الرائد مسجلا بأحرف من ذهب في سجل تاريخ الجزائر الحبيبة. كل التقدير والاحترام لصحيفة الأوراس نيوز لهذه المبادرة الطيبة."

No comments:

Post a Comment