مشاركة الروائي مولود بن زادي في ملف صحيفة الوسط الجزائرية :
"يوم الطالب ذكرى عزيزة علينا جميعا تعود بنا إلى السنوات الأولى لثورة الفاتح من شهر نوفمبر المجيدة التي ضحى فيها أجدادنا بالنفس والنفيس لينتزع وطننا الحبيب استقلاله، ويسترجع سيادته، ويحيا أبناؤه الأبرار في عزة وكرامة وأمن وسلام. كان ذلك يوم التاسع عشر من شهر مايو عام 1956 حينما استجاب الطلاب الجزائريون لدعوة جيش التحرير الوطني لمغادرة جامعاتهم والالتحاق بصفوف ثورة التحرير. فخرجوا بالآلاف في الجزائر وخارجها. وكان لذلك عميق الأثر في دعم حرب التحرير ومسيرتها الطويلة والشاقة والمؤلمة نحو الاستقلال. وكان لمشاركة الطالب الجزائري فيها أكثر من دلالة. فقد أكد الطالب الجزائري من خلال ذلك وفاءه لوطنه الغالي الجزائر وإن كان يدرس في مدارس فرنسية ويحصل على شهادات فرنسية. وأكد أنه مستعد للتضحية بالدراسة والشهادة والتخرج والمستقبل وحتى بنفسه لتحيا الجزائر حرة طليقة. فاليوم كل أبناء الشعب الجزائري متعلما كان أو غير متعلم ملتف حول ثورته المجيدة، ولا شيء أعظم من بلاده وثورتها ولن يقبل غير الحرية والاستقلال.
بحكم أني قبل كل شيء مواطن جزائري وكاتب أحيا على بعد 1700 من أرض الجزائر، وبهذه المناسبة المجيدة أتقدّم بأحرّ وأرقّ وأطيب التهاني والتبريكات لوطننا الحبيب.
وإن كان شاعر الثورة مفدي زكريا قد قال:
"نحن طلاب الجزائر،
نحن للمجد بناة،
نحن أمال الجزائر،
في الليالي الحالكات..."
فإني أقول (مقتبسة من روايتي بعنوان "عَبَرَات وعِبِر":
"هَيْهَاتَ أن يُخّضِعَ بَطْشُ الاسْتِعْمَارِ،
شَعْباً أنِفَ حَيَاةَ الظّيْمِ والذُّلِ والعَارِ.
****
شَعْبٌ أبُيٌّ، في سَبيِلِ الحَقّ ثَار،
وفي صِرَاطِ الحُرِيَةِ والعِزَّةِ سَار.
****
تَأجَّجَ سَعِيرُ الوَغَى في الأرْجَاء
وارْتَوَتِ الأرْضُ بِدِمَاءِ الشُّهَدَاء.
****
وعَلَتْ صرَخَةُ الأبْطَالِ في الأجْوَاء:
"يَا فِرَنْسَا ارْحَلِي مِنْ بِلادِ الأقْوِيَاء"
مولود بن زادي كاتب وروائي جزائري مقيم في بريطانيا"
No comments:
Post a Comment