Sunday, 22 November 2015

مقطع من رواية رياح القدر للكاتب مولود بن زادي وصف حديقة غرنوييش في لندن في يوم ممطر

أدب المهجر من الجزر البريطانية \

مقطع من رواية "رياح القدر" العاطفية الواقعية للكاتب مولود بن زادي وفيه وصف لحديقة Greenwich في مدينة London .. وشعار الكاتب: "أدب المهجر بروح عربية".

في هذا المقطع في بداية الرواية ينظر (فؤاد) بطل الرواية من نافذة غرفته المطلّة على الحديقة في يوم ممطر :

"... تبدو الحديقة في هذه الساعة جرداء موحشة قاتمة، كأنّما ترتدي ثوب حداد، تتخلّلها أشجار عارية قاحلة بلا حياة، وكأنّ الزمهرير حمل عليها مع بداية فصل الشتاء الطويل، فخلع لباسها وقطع أنفاسها. تعلوها سماء ملبّدة بغيوم داكنة كثيفة منخفضة، بدت لشدّة انخفاضها وكأنّها تحضن الأرض.

ترذّ السماءُ من فوقها من غير انقطاع منذ ساعات طويلة، كأنّما تذرف دموعا حزينة تتناثر على أرجاء هذه الحديقة البائسة فتزيدها كآبة وبؤساً ويأسا... "

Saturday, 21 November 2015

لماذا لا يفوز العرب بجائزة نوبل نوبل للآداب تحليل المترجم والكاتب مولود بن زادي

لماذا لا يفوز العرب بجائزة نوبل للأدب؟..

مع حلول شهر تشرين الأول كلّ عام تتّجه الأنظار إلى مدينة ستوكهولم السويدية وتخفق القلوب ترقّبا لإعلان اسم الفائز بجائزة نوبل للآداب. وتُعلَنُ النتيجة ويتلقّى الوطن العربي كعادته نبأ تعثّر المرشحين العرب بخيبة أمل وأسى. ومرة أخرى، تتعالى الأصوات غاضبة مندّدة. فهذا يقول: "إنها البلدان المستعمرة التي لا يرضيها الاعتراف بنا وبتفوّقنا!". وذاك يقول: "إنّهم الغرب الكُفَّار يرغبون في طمس تراثنا وثقافتنا!" ويقول آخر: "لن يرضوا عنا ولن يكرّمونا حتى نتبع ملتهم!"...
فهل ثمّة شيء من التهميش والإقصاء والعنصرية وراء فشلنا المتكرِّر في هذه المسابقة العالمية، أم ثمة مبرّرات أخرى تجعل غيرنا من الأمم أحقّ بالجائزة منّا؟
لا جرم أنّ ثمّة جملة من الاعتبارات لها عميق الأثر في قرار اختيار الكاتب الفائز بجائزة نوبل للآداب من بين كلّ أدباء الدنيا.. اعتبارات أدبية وثقافية وفنية وحضارية وإنسانية. تُضاف إليها الاعتبارات السياسية التي لا يمكننا بأيّ حال من الأحوال نفيها أو استبعادها، والتاريخ شاهد على أثارها. نذكر منها ربما العداوة التاريخية بين السويد وروسيا التي حرمت الكاتب الروسي العملاق ليو تولستوي من الجائزة مع أنه يعدُ من أعظم الأدباء في التاريخ. وحُرِم الكاتب التشيكي كارل تشابك هو أيضا من الجائزة لإمعانه في انتقاد الجارة الغربية الصديقة ألمانيا، وغير ذلك من الأمثلة. وقد أثير جدلٌ واسع في الوطن العربي وخارجه بعد فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل سنة١٩٨٨ ، فقد قلّل بعض النقاد من شأن مؤلّفاته مقارنة بأعمال أدبية عالمية منافسة. فقال بعض المشكّكين ما كان سيفوز بالجائزة لو لم يثُرْ على التراث ولم يُثير مسائل محرّمة ولم يتهجّم على التراث والإسلام. وما زال بعض النقاد يعتقد أنّ الكاتبَ المسلمَ المتمسِّك بعقيدته أقلُّ حظا في الفوز بالجائزة من غيره. وإن كانت قد أثيرت هذه المسألة منذ أمد الطويل، إلاّ أنه لا يسعنا الحكم فيها اليوم بعد، فالأمر سابق لأوانه، ترثه عنّا الأجيال القادمة، وهي أحقّ بمتابعته والفصل فيه لما يمرّ به المشهد الأدبي عندنا في هذا العصر من ركود لا يسمح لنا بالدفاع عن أعمالنا المرشّحة.
فنحن اليوم إن أمعنّا النظر في الواقع الثقافي والأدبي في الوطن العربي وقارناه ببلدان أخرى أدركنا بلا ريب أنّنا لسنا في أحسن حال ولسنا في مستوى التنافس مع دول في مقام بريطانيا وفرنسا وألمانيا أو حتى الجارة تركيا، وأنّنا ما زلنا نسير في طريقٍ شائكة وعرة طويلة بحثاً عن الارتقاء إلى صفوف الأمم المتفوّقة علينا. فإن اجتهدنا وثابرنا ووفّرنا لأطفالنا الظروف الملائمة لكشف المواهب الأدبية وتنميتها، تأتّي لنا الالتحاق بالرّكب والتنافس على جائزةٍ ليست ككلّ الجوائز.. جائزة هي حلم كل أديب وأمل ما يناهز ١٩٥دولة في العالم.. جائزة في حجم "نوبل".
وها هي الكاتبة الصحفية البيلاروسية سيتلانا أليكسيوفيتش تفوز بجائزة نوبل لهذه السنة، وهو فوز نسبته لجنة جائزة نوبل إلى "أعمالها متعدّدة الأصوات التي تمثّل معلما للشجاعة والمعاناة في هذا العصر"، وبذلك يبدو أن اللجنة تراعي الأفكار والقيم الإنسانية أكثر من الجودة الأدبية. ومهما كان، فقد صرفت الكاتبة البيلاروسية ثلاثين إلى أربعين سنة من عمرها في دراسة الإنسان في عهد الاتحاد السوفييتي وقامت بوصف معاناته وصبره وشجاعته، وقامت بتصوير أحداث مهمّة مثل كارثة تشرنوبل والحرب السوفييتية الأفغانية وغير ذلك.
فهل نحن أحقّ منها بالجائزة وأعمالنا الأدبية قطعت صلتها بمجتمعاتنا وراحت تسبح بعيدا في عالم البوليوود والخيال لا متناهي، أبعد ما يكون عن الواقع والمواطن؟

وإن كان الإنجليزي يكتب بلغته الإنجليزية والفرنسي بالفرنسية، فهل نحن أحقّ بالجائزة والأديب في البلاد العربية لم يعد يدري بأي لغة يكتب: أيكتب بالعربية الفصحى التي رماها بعضنا بالتخلّف والعقم مع أنّه لشدة خصوبتها وثرائها وجد فيها العالم اللغوي ابن خالويه أكثر من ٦٠٠ كلمة في وصف حيوان واحد هو الأسد، أم يكتب بلهجات عامية كثيرة ومعقدة ولا تخضع لأيّ أحكام وتطغى عليها ألفاظ وتعابير أجنبية؟

وهل نحن أحقّ بالجائزة وأعمالنا الأدبية تصل إلى لجنة تحكيم جائزة البوكر محملة بالأخطاء. وكيف لا يخطئ الأديب وهو لا يصرف وقتا في المطالعة ويتعجّل نشر رواية كل سنة يشارك بها في معرض الكتاب، فإذا به يكرّر أخطاءه ويكرّر نفسه وهو لا يدري أبعد ما يكون عن الإبداع؟ أخطاء لغوية ونحوية وصرفية لا يكاد يخلو منها عمل من الأعمال، تثير التساؤل عن مدى إتقاننا قواعد اللغة التي نكتب بها، ونحاول الحصول بها على أكبر جائزة في الدنيا. وهل شاهدنا مِثلَ هذه الأخطاء في المؤلفات الإنجليزية أو الفرنسية أو غيرها، الفائزة بالجائزة؟!

وكيف نفوز بالجائزة والمحافل الثقافية العربية لا تقدّر الأقلام الأدبية الجديدة ولا تفسح لها المجال لإبراز مواهبها، ومن يدري لعلّها تنجب من هو أفضل وأحق بالتنافس على هذه الجائزة؟ وتظلّ نخبة قليلة من الأقلام القديمة تحتكر المشهد الأدبي في مجتمعاتنا، لا تقبل أحدا إلى جانبها، ولا ترى الهيئات الثقافية غيرها ممثلا للأدب العربي في المحافل الدولية ومسابقات الجوائز. ويتكرّر ترشيحها كل سنة كأنّه لا يوجد غيرها، ويتكرّر مع ذلك فشلها لأنّ أعمالها تكرّر نفسها ولأن لجنة نوبل غير مقتنعة بإبداعها.

وكيف نفوز بجائزة نوبل إن كان يشقّ على الأديب العربي نشر أعماله الأدبية وإيصالها إلى القراء في الوطن العربي؟ النشر في الوطن العربي لا يتعدى ١ إلى ٢ بالمائة من المنشورات العالمية! فبينما نشرت بريطانيا نحو ١٨٤٠٠٠ عنوانا جديدا سنة ٢٠١٣ لم تنشر تونس، على سبيل المثال، غير ١٠٠ عنوان جديد مع حلول شهر تشرين الأول من نفس السنة! وبينما أصدرت كندا، حسب إحصائيات اليونيسكو،١٩٩٠٠ عنوانا عام١٩٩٦ لم تصدر الجزائر غير٦٧٠ ولم تنشر سلطنة عمان إلاّ٧ عناوين في نفس السنة!

وهل نحن أحقّ بالجائزة إن كانت الكتب الأكثر مبيعا في معارض الكتاب في مجتمعاتنا كتب الطبخ والدين وتفسير الأحلام، بينما تبقى الكتب الأدبية الأكثر مبيعا في بريطانيا وأوربا؟ وبينما يشجّع البريطاني أطفاله على قراءة ٥٠ كتابا في السنة لا تتعدّى المقروئية عندنا نسبة٦صفحات من كتاب واحد في السنة!

وهل نحن أحقّ بالجائزة من الغرب ونحن لا نكاد نرى مكتبات عمومية في مدننا. ومحلات بيع الكتب القليلة عندنا طفقت تقفل أبوابها لعزوف المجتمع عن القراءة فحلّتْ محلّها المطاعم والمقاهي تتوافد عليها الجماهير بغير انقطاع، بينما في بريطانيا لا يكاد يخلو حيّ من أحياء المدن الكبرى من مكتبة عمومية يصرف فيها الناس أوقاتهم في المطالعة ويستعيرون منها الكتب مجانا، وقد أطلِقت مؤخرا خدمةٌ جديدة تسمح للأعضاء باستعارة كتب إلكترونية مجانا حتى دون الحاجة إلى الخروج من بيوتهم؟


وخلاصة القول الغلبة تبدو للأمم الغربية وأمم أخرى لأنها تبدو في وضع أحسن منا ولها إسهامات مرتبطة بالمجتمع والواقع أفضل منا، مثلما لها الغلبة في جوائز نوبل الأخرى في الطب والفيزياء والكمياء لأنها متفوّقة في بحوثها واكتشافاتها. ويوم نغيّر ما بأنفسنا، ونحسّن الظروف لأدبائنا، ويهتم هؤلاء بواقع مجتمعاتنا، عندئذ ستتضاعف حظوظنا في الفوز.
ومهما كان، فإنّ عدم الفوز بالجائزة لا ينال من قيمة الأديب ولا من أهمية كتاباته. فما أكثر الأدباء الذين لم يحظوا بالفوز بهذه الجائزة ومع ذلك دُوّنت أسماؤهم في سجل التاريخ بأحرف من ذهب، وأذكر منهم الكاتب الفرنسي أميل رولا الذي ترشح لها سنة ١٩٠١ و١٩٠٢ والفيلسوف الروائي جان بول سارتر الذي رفضها وعميد الأدب العربي طه حسين الذي تطلّع إليها.
___
سأكون من الشاكرين إن تكرمتم بتسجيل إعجابكم في صفحتي من باب التشجيع.

رابط الصفحة.. كلها نقرتان وشكرا جزيلا مسبقا:
https://www.facebook.com/MouloudBenzadi?ref=hl

THANK YOU
VERY MUCH


http://mouloudbenzadi-novel1.blogspot.com/2015/11/blog-post_47.html

لماذا لا يفوز العرب بجائزة نوبل نوبل للآداب، تحليل المترجم والكاتب المهجري مولود بن زادي

http://mouloudbenzadi-novel1.blogspot.com/2015/11/blog-post_47.html

جائزة نوبل للأدب وفشل العرب في الفوز بها مجددا تحليل المترجم والكاتب المهجري مولود بن زادي

لماذا لا يفوز العرب بجائزة نوبل للأدب؟..

مع حلول شهر تشرين الأول كلّ عام تتّجه الأنظار إلى مدينة ستوكهولم السويدية وتخفق القلوب ترقّبا لإعلان اسم الفائز بجائزة نوبل للآداب. وتُعلَنُ النتيجة ويتلقّى الوطن العربي كعادته نبأ تعثّر المرشحين العرب بخيبة أمل وأسى. ومرة أخرى، تتعالى الأصوات غاضبة مندّدة. فهذا يقول: "إنها البلدان المستعمرة التي لا يرضيها الاعتراف بنا وبتفوّقنا!". وذاك يقول: "إنّهم الغرب الكُفَّار يرغبون في طمس تراثنا وثقافتنا!" ويقول آخر: "لن يرضوا عنا ولن يكرّمونا حتى نتبع ملتهم!"...
فهل ثمّة شيء من التهميش والإقصاء والعنصرية وراء فشلنا المتكرِّر في هذه المسابقة العالمية، أم ثمة مبرّرات أخرى تجعل غيرنا من الأمم أحقّ بالجائزة منّا؟
لا جرم أنّ ثمّة جملة من الاعتبارات لها عميق الأثر في قرار اختيار الكاتب الفائز بجائزة نوبل للآداب من بين كلّ أدباء الدنيا.. اعتبارات أدبية وثقافية وفنية وحضارية وإنسانية. تُضاف إليها الاعتبارات السياسية التي لا يمكننا بأيّ حال من الأحوال نفيها أو استبعادها، والتاريخ شاهد على أثارها. نذكر منها ربما العداوة التاريخية بين السويد وروسيا التي حرمت الكاتب الروسي العملاق ليو تولستوي من الجائزة مع أنه يعدُ من أعظم الأدباء في التاريخ. وحُرِم الكاتب التشيكي كارل تشابك هو أيضا من الجائزة لإمعانه في انتقاد الجارة الغربية الصديقة ألمانيا، وغير ذلك من الأمثلة. وقد أثير جدلٌ واسع في الوطن العربي وخارجه بعد فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل سنة١٩٨٨ ، فقد قلّل بعض النقاد من شأن مؤلّفاته مقارنة بأعمال أدبية عالمية منافسة. فقال بعض المشكّكين ما كان سيفوز بالجائزة لو لم يثُرْ على التراث ولم يُثير مسائل محرّمة ولم يتهجّم على التراث والإسلام. وما زال بعض النقاد يعتقد أنّ الكاتبَ المسلمَ المتمسِّك بعقيدته أقلُّ حظا في الفوز بالجائزة من غيره. وإن كانت قد أثيرت هذه المسألة منذ أمد الطويل، إلاّ أنه لا يسعنا الحكم فيها اليوم بعد، فالأمر سابق لأوانه، ترثه عنّا الأجيال القادمة، وهي أحقّ بمتابعته والفصل فيه لما يمرّ به المشهد الأدبي عندنا في هذا العصر من ركود لا يسمح لنا بالدفاع عن أعمالنا المرشّحة.
فنحن اليوم إن أمعنّا النظر في الواقع الثقافي والأدبي في الوطن العربي وقارناه ببلدان أخرى أدركنا بلا ريب أنّنا لسنا في أحسن حال ولسنا في مستوى التنافس مع دول في مقام بريطانيا وفرنسا وألمانيا أو حتى الجارة تركيا، وأنّنا ما زلنا نسير في طريقٍ شائكة وعرة طويلة بحثاً عن الارتقاء إلى صفوف الأمم المتفوّقة علينا. فإن اجتهدنا وثابرنا ووفّرنا لأطفالنا الظروف الملائمة لكشف المواهب الأدبية وتنميتها، تأتّي لنا الالتحاق بالرّكب والتنافس على جائزةٍ ليست ككلّ الجوائز.. جائزة هي حلم كل أديب وأمل ما يناهز ١٩٥دولة في العالم.. جائزة في حجم "نوبل".
وها هي الكاتبة الصحفية البيلاروسية سيتلانا أليكسيوفيتش تفوز بجائزة نوبل لهذه السنة، وهو فوز نسبته لجنة جائزة نوبل إلى "أعمالها متعدّدة الأصوات التي تمثّل معلما للشجاعة والمعاناة في هذا العصر"، وبذلك يبدو أن اللجنة تراعي الأفكار والقيم الإنسانية أكثر من الجودة الأدبية. ومهما كان، فقد صرفت الكاتبة البيلاروسية ثلاثين إلى أربعين سنة من عمرها في دراسة الإنسان في عهد الاتحاد السوفييتي وقامت بوصف معاناته وصبره وشجاعته، وقامت بتصوير أحداث مهمّة مثل كارثة تشرنوبل والحرب السوفييتية الأفغانية وغير ذلك.
فهل نحن أحقّ منها بالجائزة وأعمالنا الأدبية قطعت صلتها بمجتمعاتنا وراحت تسبح بعيدا في عالم البوليوود والخيال لا متناهي، أبعد ما يكون عن الواقع والمواطن؟

وإن كان الإنجليزي يكتب بلغته الإنجليزية والفرنسي بالفرنسية، فهل نحن أحقّ بالجائزة والأديب في البلاد العربية لم يعد يدري بأي لغة يكتب: أيكتب بالعربية الفصحى التي رماها بعضنا بالتخلّف والعقم مع أنّه لشدة خصوبتها وثرائها وجد فيها العالم اللغوي ابن خالويه أكثر من ٦٠٠ كلمة في وصف حيوان واحد هو الأسد، أم يكتب بلهجات عامية كثيرة ومعقدة ولا تخضع لأيّ أحكام وتطغى عليها ألفاظ وتعابير أجنبية؟

وهل نحن أحقّ بالجائزة وأعمالنا الأدبية تصل إلى لجنة تحكيم جائزة البوكر محملة بالأخطاء. وكيف لا يخطئ الأديب وهو لا يصرف وقتا في المطالعة ويتعجّل نشر رواية كل سنة يشارك بها في معرض الكتاب، فإذا به يكرّر أخطاءه ويكرّر نفسه وهو لا يدري أبعد ما يكون عن الإبداع؟ أخطاء لغوية ونحوية وصرفية لا يكاد يخلو منها عمل من الأعمال، تثير التساؤل عن مدى إتقاننا قواعد اللغة التي نكتب بها، ونحاول الحصول بها على أكبر جائزة في الدنيا. وهل شاهدنا مِثلَ هذه الأخطاء في المؤلفات الإنجليزية أو الفرنسية أو غيرها، الفائزة بالجائزة؟!

وكيف نفوز بالجائزة والمحافل الثقافية العربية لا تقدّر الأقلام الأدبية الجديدة ولا تفسح لها المجال لإبراز مواهبها، ومن يدري لعلّها تنجب من هو أفضل وأحق بالتنافس على هذه الجائزة؟ وتظلّ نخبة قليلة من الأقلام القديمة تحتكر المشهد الأدبي في مجتمعاتنا، لا تقبل أحدا إلى جانبها، ولا ترى الهيئات الثقافية غيرها ممثلا للأدب العربي في المحافل الدولية ومسابقات الجوائز. ويتكرّر ترشيحها كل سنة كأنّه لا يوجد غيرها، ويتكرّر مع ذلك فشلها لأنّ أعمالها تكرّر نفسها ولأن لجنة نوبل غير مقتنعة بإبداعها.

وكيف نفوز بجائزة نوبل إن كان يشقّ على الأديب العربي نشر أعماله الأدبية وإيصالها إلى القراء في الوطن العربي؟ النشر في الوطن العربي لا يتعدى ١ إلى ٢ بالمائة من المنشورات العالمية! فبينما نشرت بريطانيا نحو ١٨٤٠٠٠ عنوانا جديدا سنة ٢٠١٣ لم تنشر تونس، على سبيل المثال، غير ١٠٠ عنوان جديد مع حلول شهر تشرين الأول من نفس السنة! وبينما أصدرت كندا، حسب إحصائيات اليونيسكو،١٩٩٠٠ عنوانا عام١٩٩٦ لم تصدر الجزائر غير٦٧٠ ولم تنشر سلطنة عمان إلاّ٧ عناوين في نفس السنة!

وهل نحن أحقّ بالجائزة إن كانت الكتب الأكثر مبيعا في معارض الكتاب في مجتمعاتنا كتب الطبخ والدين وتفسير الأحلام، بينما تبقى الكتب الأدبية الأكثر مبيعا في بريطانيا وأوربا؟ وبينما يشجّع البريطاني أطفاله على قراءة ٥٠ كتابا في السنة لا تتعدّى المقروئية عندنا نسبة٦صفحات من كتاب واحد في السنة!

وهل نحن أحقّ بالجائزة من الغرب ونحن لا نكاد نرى مكتبات عمومية في مدننا. ومحلات بيع الكتب القليلة عندنا طفقت تقفل أبوابها لعزوف المجتمع عن القراءة فحلّتْ محلّها المطاعم والمقاهي تتوافد عليها الجماهير بغير انقطاع، بينما في بريطانيا لا يكاد يخلو حيّ من أحياء المدن الكبرى من مكتبة عمومية يصرف فيها الناس أوقاتهم في المطالعة ويستعيرون منها الكتب مجانا، وقد أطلِقت مؤخرا خدمةٌ جديدة تسمح للأعضاء باستعارة كتب إلكترونية مجانا حتى دون الحاجة إلى الخروج من بيوتهم؟


وخلاصة القول الغلبة تبدو للأمم الغربية وأمم أخرى لأنها تبدو في وضع أحسن منا ولها إسهامات مرتبطة بالمجتمع والواقع أفضل منا، مثلما لها الغلبة في جوائز نوبل الأخرى في الطب والفيزياء والكمياء لأنها متفوّقة في بحوثها واكتشافاتها. ويوم نغيّر ما بأنفسنا، ونحسّن الظروف لأدبائنا، ويهتم هؤلاء بواقع مجتمعاتنا، عندئذ ستتضاعف حظوظنا في الفوز.
ومهما كان، فإنّ عدم الفوز بالجائزة لا ينال من قيمة الأديب ولا من أهمية كتاباته. فما أكثر الأدباء الذين لم يحظوا بالفوز بهذه الجائزة ومع ذلك دُوّنت أسماؤهم في سجل التاريخ بأحرف من ذهب، وأذكر منهم الكاتب الفرنسي أميل رولا الذي ترشح لها سنة ١٩٠١ و١٩٠٢ والفيلسوف الروائي جان بول سارتر الذي رفضها وعميد الأدب العربي طه حسين الذي تطلّع إليها.


مولود بن زادي كاتب جزائري مقيم في بريطانيا

http://mouloudbenzadi-novel1.blogspot.com/2015/11/blog-post_62.html

جائزة نوبل للآداب لماذا يتعثّر العرب؟ تحليل الكاتب مولود بن زادي

لماذا لا يفوز العرب بجائزة نوبل للأدب؟..

مع حلول شهر تشرين الأول كلّ عام تتّجه الأنظار إلى مدينة ستوكهولم السويدية وتخفق القلوب ترقّبا لإعلان اسم الفائز بجائزة نوبل للآداب. وتُعلَنُ النتيجة ويتلقّى الوطن العربي كعادته نبأ تعثّر المرشحين العرب بخيبة أمل وأسى. ومرة أخرى، تتعالى الأصوات غاضبة مندّدة. فهذا يقول: "إنها البلدان المستعمرة التي لا يرضيها الاعتراف بنا وبتفوّقنا!". وذاك يقول: "إنّهم الغرب الكُفَّار يرغبون في طمس تراثنا وثقافتنا!" ويقول آخر: "لن يرضوا عنا ولن يكرّمونا حتى نتبع ملتهم!"...
فهل ثمّة شيء من التهميش والإقصاء والعنصرية وراء فشلنا المتكرِّر في هذه المسابقة العالمية، أم ثمة مبرّرات أخرى تجعل غيرنا من الأمم أحقّ بالجائزة منّا؟
لا جرم أنّ ثمّة جملة من الاعتبارات لها عميق الأثر في قرار اختيار الكاتب الفائز بجائزة نوبل للآداب من بين كلّ أدباء الدنيا.. اعتبارات أدبية وثقافية وفنية وحضارية وإنسانية. تُضاف إليها الاعتبارات السياسية التي لا يمكننا بأيّ حال من الأحوال نفيها أو استبعادها، والتاريخ شاهد على أثارها. نذكر منها ربما العداوة التاريخية بين السويد وروسيا التي حرمت الكاتب الروسي العملاق ليو تولستوي من الجائزة مع أنه يعدُ من أعظم الأدباء في التاريخ. وحُرِم الكاتب التشيكي كارل تشابك هو أيضا من الجائزة لإمعانه في انتقاد الجارة الغربية الصديقة ألمانيا، وغير ذلك من الأمثلة. وقد أثير جدلٌ واسع في الوطن العربي وخارجه بعد فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل سنة١٩٨٨ ، فقد قلّل بعض النقاد من شأن مؤلّفاته مقارنة بأعمال أدبية عالمية منافسة. فقال بعض المشكّكين ما كان سيفوز بالجائزة لو لم يثُرْ على التراث ولم يُثير مسائل محرّمة ولم يتهجّم على التراث والإسلام. وما زال بعض النقاد يعتقد أنّ الكاتبَ المسلمَ المتمسِّك بعقيدته أقلُّ حظا في الفوز بالجائزة من غيره. وإن كانت قد أثيرت هذه المسألة منذ أمد الطويل، إلاّ أنه لا يسعنا الحكم فيها اليوم بعد، فالأمر سابق لأوانه، ترثه عنّا الأجيال القادمة، وهي أحقّ بمتابعته والفصل فيه لما يمرّ به المشهد الأدبي عندنا في هذا العصر من ركود لا يسمح لنا بالدفاع عن أعمالنا المرشّحة.
فنحن اليوم إن أمعنّا النظر في الواقع الثقافي والأدبي في الوطن العربي وقارناه ببلدان أخرى أدركنا بلا ريب أنّنا لسنا في أحسن حال ولسنا في مستوى التنافس مع دول في مقام بريطانيا وفرنسا وألمانيا أو حتى الجارة تركيا، وأنّنا ما زلنا نسير في طريقٍ شائكة وعرة طويلة بحثاً عن الارتقاء إلى صفوف الأمم المتفوّقة علينا. فإن اجتهدنا وثابرنا ووفّرنا لأطفالنا الظروف الملائمة لكشف المواهب الأدبية وتنميتها، تأتّي لنا الالتحاق بالرّكب والتنافس على جائزةٍ ليست ككلّ الجوائز.. جائزة هي حلم كل أديب وأمل ما يناهز ١٩٥دولة في العالم.. جائزة في حجم "نوبل".
وها هي الكاتبة الصحفية البيلاروسية سيتلانا أليكسيوفيتش تفوز بجائزة نوبل لهذه السنة، وهو فوز نسبته لجنة جائزة نوبل إلى "أعمالها متعدّدة الأصوات التي تمثّل معلما للشجاعة والمعاناة في هذا العصر"، وبذلك يبدو أن اللجنة تراعي الأفكار والقيم الإنسانية أكثر من الجودة الأدبية. ومهما كان، فقد صرفت الكاتبة البيلاروسية ثلاثين إلى أربعين سنة من عمرها في دراسة الإنسان في عهد الاتحاد السوفييتي وقامت بوصف معاناته وصبره وشجاعته، وقامت بتصوير أحداث مهمّة مثل كارثة تشرنوبل والحرب السوفييتية الأفغانية وغير ذلك.
فهل نحن أحقّ منها بالجائزة وأعمالنا الأدبية قطعت صلتها بمجتمعاتنا وراحت تسبح بعيدا في عالم البوليوود والخيال لا متناهي، أبعد ما يكون عن الواقع والمواطن؟

وإن كان الإنجليزي يكتب بلغته الإنجليزية والفرنسي بالفرنسية، فهل نحن أحقّ بالجائزة والأديب في البلاد العربية لم يعد يدري بأي لغة يكتب: أيكتب بالعربية الفصحى التي رماها بعضنا بالتخلّف والعقم مع أنّه لشدة خصوبتها وثرائها وجد فيها العالم اللغوي ابن خالويه أكثر من ٦٠٠ كلمة في وصف حيوان واحد هو الأسد، أم يكتب بلهجات عامية كثيرة ومعقدة ولا تخضع لأيّ أحكام وتطغى عليها ألفاظ وتعابير أجنبية؟

وهل نحن أحقّ بالجائزة وأعمالنا الأدبية تصل إلى لجنة تحكيم جائزة البوكر محملة بالأخطاء. وكيف لا يخطئ الأديب وهو لا يصرف وقتا في المطالعة ويتعجّل نشر رواية كل سنة يشارك بها في معرض الكتاب، فإذا به يكرّر أخطاءه ويكرّر نفسه وهو لا يدري أبعد ما يكون عن الإبداع؟ أخطاء لغوية ونحوية وصرفية لا يكاد يخلو منها عمل من الأعمال، تثير التساؤل عن مدى إتقاننا قواعد اللغة التي نكتب بها، ونحاول الحصول بها على أكبر جائزة في الدنيا. وهل شاهدنا مِثلَ هذه الأخطاء في المؤلفات الإنجليزية أو الفرنسية أو غيرها، الفائزة بالجائزة؟!

وكيف نفوز بالجائزة والمحافل الثقافية العربية لا تقدّر الأقلام الأدبية الجديدة ولا تفسح لها المجال لإبراز مواهبها، ومن يدري لعلّها تنجب من هو أفضل وأحق بالتنافس على هذه الجائزة؟ وتظلّ نخبة قليلة من الأقلام القديمة تحتكر المشهد الأدبي في مجتمعاتنا، لا تقبل أحدا إلى جانبها، ولا ترى الهيئات الثقافية غيرها ممثلا للأدب العربي في المحافل الدولية ومسابقات الجوائز. ويتكرّر ترشيحها كل سنة كأنّه لا يوجد غيرها، ويتكرّر مع ذلك فشلها لأنّ أعمالها تكرّر نفسها ولأن لجنة نوبل غير مقتنعة بإبداعها.

وكيف نفوز بجائزة نوبل إن كان يشقّ على الأديب العربي نشر أعماله الأدبية وإيصالها إلى القراء في الوطن العربي؟ النشر في الوطن العربي لا يتعدى ١ إلى ٢ بالمائة من المنشورات العالمية! فبينما نشرت بريطانيا نحو ١٨٤٠٠٠ عنوانا جديدا سنة ٢٠١٣ لم تنشر تونس، على سبيل المثال، غير ١٠٠ عنوان جديد مع حلول شهر تشرين الأول من نفس السنة! وبينما أصدرت كندا، حسب إحصائيات اليونيسكو،١٩٩٠٠ عنوانا عام١٩٩٦ لم تصدر الجزائر غير٦٧٠ ولم تنشر سلطنة عمان إلاّ٧ عناوين في نفس السنة!

وهل نحن أحقّ بالجائزة إن كانت الكتب الأكثر مبيعا في معارض الكتاب في مجتمعاتنا كتب الطبخ والدين وتفسير الأحلام، بينما تبقى الكتب الأدبية الأكثر مبيعا في بريطانيا وأوربا؟ وبينما يشجّع البريطاني أطفاله على قراءة ٥٠ كتابا في السنة لا تتعدّى المقروئية عندنا نسبة٦صفحات من كتاب واحد في السنة!

وهل نحن أحقّ بالجائزة من الغرب ونحن لا نكاد نرى مكتبات عمومية في مدننا. ومحلات بيع الكتب القليلة عندنا طفقت تقفل أبوابها لعزوف المجتمع عن القراءة فحلّتْ محلّها المطاعم والمقاهي تتوافد عليها الجماهير بغير انقطاع، بينما في بريطانيا لا يكاد يخلو حيّ من أحياء المدن الكبرى من مكتبة عمومية يصرف فيها الناس أوقاتهم في المطالعة ويستعيرون منها الكتب مجانا، وقد أطلِقت مؤخرا خدمةٌ جديدة تسمح للأعضاء باستعارة كتب إلكترونية مجانا حتى دون الحاجة إلى الخروج من بيوتهم؟


وخلاصة القول الغلبة تبدو للأمم الغربية وأمم أخرى لأنها تبدو في وضع أحسن منا ولها إسهامات مرتبطة بالمجتمع والواقع أفضل منا، مثلما لها الغلبة في جوائز نوبل الأخرى في الطب والفيزياء والكمياء لأنها متفوّقة في بحوثها واكتشافاتها. ويوم نغيّر ما بأنفسنا، ونحسّن الظروف لأدبائنا، ويهتم هؤلاء بواقع مجتمعاتنا، عندئذ ستتضاعف حظوظنا في الفوز.
ومهما كان، فإنّ عدم الفوز بالجائزة لا ينال من قيمة الأديب ولا من أهمية كتاباته. فما أكثر الأدباء الذين لم يحظوا بالفوز بهذه الجائزة ومع ذلك دُوّنت أسماؤهم في سجل التاريخ بأحرف من ذهب، وأذكر منهم الكاتب الفرنسي أميل رولا الذي ترشح لها سنة ١٩٠١ و١٩٠٢ والفيلسوف الروائي جان بول سارتر الذي رفضها وعميد الأدب العربي طه حسين الذي تطلّع إليها.


مولود بن زادي كاتب جزائري مقيم في بريطانيا

العرب وجائزة نوبل لماذا لا يفوز العرب بجائزة نوبل للأدب

مقالات\

مقالتي في صحيفة "القدس العربي" اللندنية بعنوان "لماذا لا يفوز العرب بجائزة نوبل.. مجددا؟" أتقدّم بخالص الشكر والتقدير للقائمين على هذه الصحيفة الموقرة.

Mon article dans le quotidien londonien (Alquds)

رابط المقالة:
http://www.alquds.co.uk/?p=436165

مولود بن زادي - المملكة المتحدة

المقالة:

لماذا لا يفوز العرب بجائزة نوبل للأدب.. مجدداً؟

مع حلول شهر تشرين الأول/أكتوبر كلّ عام تتّجه الأنظار إلى مدينة ستوكهولم السويدية، وتخفق القلوب ترقّبا لإعلان اسم الفائز بجائزة نوبل للآداب. وتُعلَنُ النتيجة ويتلقّى الوطن العربي كعادته نبأ تعثّر المرشحين العرب بخيبة أمل وأسى.
ومرة أخرى، تتعالى الأصوات غاضبة مندّدة، فهذا يقول: «إنها البلدان المستعمرة التي لا يرضيها الاعتراف بنا وبتفوّقنا». وذاك يقول: «إنّهم الغرب الكُفَّار يرغبون في طمس تراثنا وثقافتنا» ويقول آخر: «لن يرضوا عنا ولن يكرّمونا حتى نتبع ملتهم»…
فهل ثمّة شيء من التهميش والإقصاء والعنصرية وراء فشلنا المتكرِّر في هذه المسابقة العالمية، أم ثمة مبرّرات أخرى تجعل غيرنا من الأمم أحقّ بالجائزة منّا؟
لا جرم أنّ ثمّة جملة من الاعتبارات لها عميق الأثر في قرار اختيار الكاتب الفائز بجائزة نوبل للآداب من بين كلّ أدباء الدنيا.. اعتبارات أدبية وثقافية وفنية وحضارية وإنسانية. تُضاف إليها الاعتبارات السياسية التي لا يمكننا بأيّ حال من الأحوال نفيها أو استبعادها، والتاريخ شاهد على آثارها. نذكر منها ربما العداوة التاريخية بين السويد وروسيا، التي حرمت الكاتب الروسي العملاق ليو تولستوي من الجائزة، مع أنه يعدُ من أعظم الأدباء في التاريخ. وحُرِم الكاتب التشيكي كارل تشابك هو أيضا من الجائزة، لإمعانه في انتقاد الجارة الغربية الصديقة ألمانيا، وغير ذلك من الأمثلة. وقد أثير جدلٌ واسع في الوطن العربي وخارجه بعد فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل سنة1988 ، فقد قلّل بعض النقاد من شأن مؤلّفاته مقارنة بأعمال أدبية عالمية منافسة. فقال بعض المشكّكين ما كان سيفوز بالجائزة لو لم يثُرْ على التراث، ولم يُثير مسائل محرّمة ولم يتهجّم على التراث والإسلام. وما زال بعض النقاد يعتقد أنّ الكاتبَ المسلمَ المتمسِّك بعقيدته أقلُّ حظا في الفوز بالجائزة من غيره. وإن كانت قد أثيرت هذه المسألة منذ أمد الطويل، إلاّ أنه لا يسعنا الحكم فيها اليوم بعد، فالأمر سابق لأوانه، ترثه عنّا الأجيال القادمة، وهي أحقّ بمتابعته والفصل فيه لما يمرّ به المشهد الأدبي عندنا في هذا العصر من ركود لا يسمح لنا بالدفاع عن أعمالنا المرشّحة.

فنحن اليوم إن أمعنّا النظر في الواقع الثقافي والأدبي في الوطن العربي وقارناه ببلدان أخرى، أدركنا بلا ريب أنّنا لسنا في أحسن حال ولسنا في مستوى التنافس مع دول في مقام بريطانيا وفرنسا وألمانيا أو حتى الجارة تركيا، وأنّنا ما زلنا نسير في طريقٍ شائكة وعرة طويلة بحثاً عن الارتقاء إلى صفوف الأمم المتفوّقة علينا. فإن اجتهدنا وثابرنا ووفّرنا لأطفالنا الظروف الملائمة لكشف المواهب الأدبية وتنميتها، تأتّى لنا الالتحاق بالرّكب والتنافس على جائزةٍ ليست ككلّ الجوائز.. جائزة هي حلم كل أديب وأمل ما يناهز 195دولة في العالم.. جائزة في حجم «نوبل».
وها هي الكاتبة الصحافية البيلاروسية سيتلانا أليكسيوفيتش تفوز بجائزة نوبل لهذه السنة، وهو فوز نسبته لجنة جائزة نوبل إلى «أعمالها متعدّدة الأصوات التي تمثّل معلما للشجاعة والمعاناة في هذا العصر»، وبذلك يبدو أن اللجنة تراعي الأفكار والقيم الإنسانية أكثر من الجودة الأدبية. ومهما كان، فقد صرفت الكاتبة البيلاروسية ثلاثين إلى أربعين سنة من عمرها في دراسة الإنسان في عهد الاتحاد السوفييتي، وقامت بوصف معاناته وصبره وشجاعته، وقامت بتصوير أحداث مهمّة مثل كارثة تشرنوبل والحرب السوفييتية الأفغانية وغير ذلك.
فهل نحن أحقّ منها بالجائزة وأعمالنا الأدبية قطعت صلتها بمجتمعاتنا وراحت تسبح بعيدا في عالم البوليوود والخيال لا متناه، أبعد ما يكون عن الواقع والمواطن؟
وإن كان الإنكليزي يكتب بلغته الإنكليزية والفرنسي بالفرنسية، فهل نحن أحقّ بالجائزة والأديب في البلاد العربية لم يعد يدري بأي لغة يكتب: أيكتب بالعربية الفصحى التي رماها بعضنا بالتخلّف والعقم، مع أنّه لشدة خصوبتها وثرائها وجد فيها العالم اللغوي ابن خالويه أكثر من 600 كلمة في وصف حيوان واحد هو الأسد، أم يكتب بلهجات عامية كثيرة ومعقدة ولا تخضع لأيّ أحكام وتطغى عليها ألفاظ وتعابير أجنبية؟
وهل نحن أحقّ بالجائزة وأعمالنا الأدبية تصل إلى لجنة تحكيم جائزة البوكر محملة بالأخطاء. وكيف لا يخطئ الأديب وهو لا يصرف وقتا في المطالعة ويتعجّل نشر رواية كل سنة يشارك بها في معرض الكتاب، فإذا به يكرّر أخطاءه ويكرّر نفسه وهو لا يدري أبعد ما يكون عن الإبداع؟ أخطاء لغوية ونحوية وصرفية لا يكاد يخلو منها عمل من الأعمال، تثير التساؤل عن مدى إتقاننا قواعد اللغة التي نكتب بها، ونحاول الحصول بها على أكبر جائزة في الدنيا. وهل شاهدنا مِثلَ هذه الأخطاء في المؤلفات الإنكليزية أو الفرنسية أو غيرها، الفائزة بالجائزة؟
وكيف نفوز بالجائزة والمحافل الثقافية العربية لا تقدّر الأقلام الأدبية الجديدة ولا تفسح لها المجال لإبراز مواهبها، ومن يدري لعلّها تنجب من هو أفضل وأحق بالتنافس على هذه الجائزة؟ وتظلّ نخبة قليلة من الأقلام القديمة تحتكر المشهد الأدبي في مجتمعاتنا، لا تقبل أحدا إلى جانبها، ولا ترى الهيئات الثقافية غيرها ممثلا للأدب العربي في المحافل الدولية ومسابقات الجوائز. ويتكرّر ترشيحها كل سنة كأنّه لا يوجد غيرها، ويتكرّر مع ذلك فشلها لأنّ أعمالها تكرّر نفسها، ولأن لجنة نوبل غير مقتنعة بإبداعها.
وكيف نفوز بجائزة نوبل إن كان يشقّ على الأديب العربي نشر أعماله الأدبية وإيصالها إلى القراء في الوطن العربي؟ النشر في الوطن العربي لا يتعدى 1 إلى 2 في المئة من المنشورات العالمية، فبينما نشرت بريطانيا نحو 184000 عنوان جديد سنة 2013 لم تنشر تونس، على سبيل المثال، غير 100 عنوان جديد مع حلول شهر أكتوبر من السنة، وبينما أصدرت كندا، حسب إحصائيات اليونيسكو،19900 عنوان عام1996 لم تصدر الجزائر غير670 ولم تنشر سلطنة عمان إلاّ 7 عناوين في السنة نفسها.
وهل نحن أحقّ بالجائزة إن كانت الكتب الأكثر مبيعا في معارض الكتاب في مجتمعاتنا كتب الطبخ والدين وتفسير الأحلام، بينما تبقى الكتب الأدبية الأكثر مبيعا في بريطانيا وأوروبا؟ وبينما يشجّع البريطاني أطفاله على قراءة 50 كتابا في السنة لا تتعدّى المقروئية عندنا نسبة6 صفحات من كتاب واحد في السنة.
وهل نحن أحقّ بالجائزة من الغرب ونحن لا نكاد نرى مكتبات عمومية في مدننا. ومحلات بيع الكتب القليلة عندنا طفقت تقفل أبوابها لعزوف المجتمع عن القراءة، فحلّتْ محلّها المطاعم والمقاهي تتوافد عليها الجماهير بغير انقطاع، بينما في بريطانيا لا يكاد يخلو حيّ من أحياء المدن الكبرى من مكتبة عمومية يصرف فيها الناس أوقاتهم في المطالعة ويستعيرون منها الكتب مجانا، وقد أطلِقت مؤخرا خدمةٌ جديدة تسمح للأعضاء باستعارة كتب إلكترونية مجانا حتى من دون الحاجة إلى الخروج من بيوتهم؟
وخلاصة القول الغلبة تبدو للأمم الغربية وأمم أخرى لأنها تبدو في وضع أحسن منا ولها إسهامات مرتبطة بالمجتمع والواقع أفضل منا، مثلما لها الغلبة في جوائز نوبل الأخرى في الطب والفيزياء والكيمياء لأنها متفوّقة في بحوثها واكتشافاتها. ويوم نغيّر ما بأنفسنا، ونحسّن الظروف لأدبائنا،

ويهتم هؤلاء بواقع مجتمعاتنا، عندئذ ستتضاعف حظوظنا في الفوز.
ومهما كان، فإنّ عدم الفوز بالجائزة لا ينال من قيمة الأديب ولا من أهمية كتاباته. فما أكثر الأدباء الذين لم يحظوا بالفوز بهذه الجائزة، ومع ذلك دُوّنت أسماؤهم في سجل التاريخ بأحرف من ذهب، وأذكر منهم الكاتب الفرنسي أميل زولا الذي ترشح لها سنة 1901و1902 والفيلسوف الروائي جان بول سارتر الذي رفضها وعميد الأدب العربي طه حسين الذي تطلّع إليها.

كاتب جزائري ـ بريطانيا

Sunday, 15 November 2015

الإرهاب أمثال وحكم الكاتب مولود بن زادي

" لَيْسَ لِلْإِرْهَابِ عِرْقٌ، ولَا لَوْنٌ، وَلَا دِينٌ، ولَا لُغَةٌ،
وَإِنَّمَا أَيْدٍ آثِمَةٌ، وَقُلُوبٌ حَاقِدَةٌ، وَأَدْمِغَةٌ نَابِغَةٌ."

مولود بن زادي - المملكة المتحدة

Friday, 13 November 2015

احتكار أدبي وتهميش

الاحتكار الأدبي والتهميش

يَا مَنْ أهْمَلْتَنِي وأنْكَرْتَ وُجُودِي،
وَرَمَيْتَنِي بِطَلَبِ الشُّهْرَةِ وَالخُلُودِ،
مِنْ بَعْدِ سُهَادِي وَعَنَائِي وجُهُودِي،
لِخِدْمَةِ اللُّغَةِ والأدَبِ بِغَيْرِ حُدُودِ.

اِعْلَمْ أنَّ كُلَّ تَهْمِيشٍ أوْ جُحُودِ،
لا يَعْنِي مُطْلَقاً أنِّي غَيْرُ مَوْجُودِ.
اِعْلَمْ أنَّ إرَادَتِي صَمَّاءُ كَالجُلْمُودِ،
وأنّ إبْدَاعِي فَضَاءٌ لا يُقَيَّدُ بِقُيُودِ.

بقلم الكاتب والمترجم مولود بن زادي
لندن بريطانيا
13 novembre 15

احتكار الأدب وتهميش الأدباء في الجزائر

قلما نرى خواطر أو أشعارا في موضوع التهميش مع أننا نعيشه وما أكثر مظاهره في حقل الأدب في هذا العصر..

- تجرى سنويا عشرات وحتى مئات الدراسات النقدية لروايات تعد على أصابع اليد وتحرم منها عشرات بل ومئات الروايات الأخرى المهمشة!

-دراسات التخرج في جامعاتنا تقصى منها رواياتنا لأننا جدد وتتردد نفس الأعمال سنة بعد سنة!

-يتلقى دعوات للمشاركة في التظاهرات الثقافية بعض الأدباء ونحرم منها!

-يتحدث الأدباء عن مقاطعة معرض الكتاب الدولي فلا يذكرون إلا أسماء الفئة القليلة المعروفة كأنه لا يوجد غيرها.. مع أننا من المقاطعين!

-ويقول أحد الأدباء إنه قرأ كل الروايات القديمة والحديثة ولم يشاهد رواية واحدة تحدثت عن الأم ووصفت شقاءها.. مع أن رواية "عبرات وعبر" الاجتماعية الدرامية الواقعية تناولت الأم ومعاناة الأم من صفحتها الأولى إلى صفحتها الأخيرة (277 صفحة)!

فرسالتي إلى المسيرين والأدباء الكبار معا : افتحوا لنا المجال المغلق.. لا أحد ولد أديبا، ولا أحد ولد كبيرا، وليس الأدب حكرا على أحد، افتحوا لنا المجال نتعاون ونخدم الأدب ونشرف الأوطان.. واعلموا أن
"عدم الاعتراف بوجودي لا يعني مطلقا أني غير موجود "
مودتي وتقديري
مولود بن زادي صاحب معجم الزاد للمترادفات والمتجانسات العربية

لندن المملكة المتحدة

Saturday, 7 November 2015

مولود بن زادي يدعو أهرامات الأدب إلى الحياد رسالة إلى واسيني الأعرج

Please be neutral.. Be fair!
نلتمس منكم الحياد لأنكم الرواد !
الكاتب مولود بن زادي يدعو أهرامات الأدب إلى عدم إصدار تعليقات أو أحكام قد تساعد أديبا على البروز إلى الواجهة دون بقية الأدباء وقد تفقدها مصداقيتها أمام الأجيال القادمة..

الأديب واسيني الأعرج يقول:

"سيرا دي مويرتي.
انتهيت قبل شهر من قراءة سيرا دي مويرتي (جبل الموت) لعبد الوهاب عيساوي، وسعدت بميلاد روائي مميز خارج ضجيج طواحين الهواء. فرحت أن هناك داخل سكينة العزلة والبعد والصمت من يكتب ما يثير شهيتنا كقراء ويدفعنا دوما إلى انتظار تجل أكثر للموهبة الخلاقة. يأتي هذا النص بعد روايته الأولى "سينما جاكوب" عن منشورات فيسيرا بالجزائر. الجميل في عبد الوهاب أنه يعمل بإزميل فنان متمكن، على ذاكرة ممزقة، الجزء الأكبر منها ما يزال مخفيا. في سييرا دي مويرتي يتوغل عميقا في التاريخ المعاصر والحروب الأهلية على الصعيد الإنساني ومخلفاتها."

الكاتب مولود بن زادي يرد على الأديب واسيني الأعرج:

"معروف جدا أن للذاتية عميق الأثر في النقد وتقييم الأعمال الأدبية فالاديب الناقد إنسان يحركه شعور وذوق ويتأثر بما يبعثه النص في نفسه من أحاسيس وانفعالات... لكل ثقافته وذوقه... فالأحكام بذلك معرضة للتناقض، ومعنى ذلك تعدد الأحكام بتعدد النقاد. فلا عجب إذا اختلف النقاد مثلا في تقييم أعمال أحلام مستغانمي، فاستحسنها بعضهم وعدها الأفضل، واستقبحها بعضهم الآخر وعدها الأسوأ، وتلك حال النقد، لا مكان فيه للاتفاق والإجماع.

ثمة أعمال أدبية كثيرة بعضها لمواهب جديدة لم تنل نصيبها من الدراسات النقدية لاهتمام النقاد للأسف بأعمال النخبة المعروفة من الكتاب.
وحتى يكون للجميع فرص متساوية، أظن يستحسن ألا يصدر أهرامات الأدب من أمثال واسيني الأعرج وأحلام مستغانمي أحكاما قد تساعد أديبا ما على البروز إلى الواجهة دون بقية الأدباء. فإن اتضح للأجيال المقبلة أنّ هذا الأديب لم يكن في مستوى ما قيل عنه قد يفقد الأديب المروج له مصداقيته.
فإني أود أن أدعو أهرامات الأدب الجزائري إلى الحياد حتى لا يتأثر القراء بمواقفها، فلكل أديب ذوق وموقف يختلف عن أذواق الأدباء الآخرين ومواقفهم. والناقد الرئيس يبقى القارئ طبعا . إني أود أن ألتمس منكم الحياد لأنكم المشعل ولأنهم الرواد.. مع كامل الاحترام والتقدير للأديب الرائع Waciny Laredj
7 November 15

Wednesday, 4 November 2015

الكتب الأكثر مبيعا مقارنة بين بريطانيا والجزائر

وينتهي معرض الكتاب، فكأنه لم يكن \
فما هي الكتب التي اقتناها الزوار من هذا المعرض؟ وما نصيب الكتب الأدبية فيها يا ترى؟

مقارنة بسيطة - إعتمادا على التقارير الدولية والأرقام - بين بريطانيا والجزائر عن الكتب الأكثر رواجا :

-في بريطانيا : الكتب الأكثر رواجا هي كتب أدبية، ومن هذه العناوين:
(You Are Dead,
The Burning Room,
Lonely Girl,
The Martian...)

في الجزائر : الكتب الأكثر مبيعا في المعارض هي كتب طبخ ودين وتفسير الاحلام!

وبينما يقرأ البريطاني هنا كتبا أدبية وعلمية ويبحث عن المطالعة والمعرفة والتطور، نرى الجزائري يحاول أن يفسِّر  أحلامه ويعرف حظه! ونراه يشتري كتب الطبخ وينفق بلا حساب لصنع حلويات من مختلف الأشكال والألوان هي أساسا مضرة بصحته، في المناسبات وغير المناسبات. ويحجم عن شراء كتب أدبية يصرف وقته في مطالعتها والاستفادة منها!
ويصرف الجزائري أموالا معتبرة لاقتناء كتب دينية مختلفة المذاهب والأفكار، قد يسيء فهمها أو يتأثّر بالطالح منها... 
وليس الدين تهافتا على الكتب الدينية ولا غسل الأجساد، ولا الوجوه، وإنما هو غسل القلوب من رواسب الأنانية والتعصب والحقيدة واحترام بقية الخلق وحسن التعايش ...

فإن كان الواقع الثقاقي هكذا، يضاف إليه عدم الاهتمام بالأدباء وما نراه من احتكار وتهميش لا مبرر لهما، فما جدوى حضور معرض الكتاب؟
ومهما كان، فالكتب القيمة لا تباع في المعارض فحسب، بل في كل مكان وزمان.

الكاتب والمترجم مولود بن زادي، صاحب معجم الزاد للمترادفات والمتجانسات العربية - بريطانيا بتاريخ
04/10/2015

https://www.facebook.com/MouloudBenzadi?ref=hl

Monday, 2 November 2015

رسالة إلى كاتبة جزائرية صديقة

رسالتي إلى أدبية جزائرية \

لقد أسأتِ الفهم يا صديقتي الكريمة. لم أقل أنا أفضلُ من غيري وإنما قلتُ:
المجال  الأدبي في بلادنا مقفول، تهيمن عليه نخبة قليلة تنشر في دور النشر الكبرى - التي ترفض التعامل معنا ولا ترد على اتصالاتنا للأسف - وتتلقى الدعوات لحضور الملتقيات وغير ذلك، ونحن ليس لنا شيء من ذلك.
وقد تساءلتُ في مقالتي: لماذا تُقدَّم الدعواتُ لكاتِبٍ ما ويحرم منها كاتب آخر؟ ما الذي يميِّز الكاتب (x)  من أدباء في مقام ربيعة جلطي أو منير راجي أو مني أنا؟! نحن جميعاً كُتَّاب وننتمي إلى نفس الوطن.
ما أطلبه هو العدل في توزيع الدعوات والامتيازات أو توضيح الأسباب لنفهمها وندرك المقاييس..
أما عن الأعمال الجزائرية فأنا لا أتعالى عليها مطلقاً. إني أحاول متابعتها والاطلاع عليها رغم بعدي عن الأوطان ولو كانت متوفرة في لندن لاشتريتها كلّها، مع أني لا أحبذ قراءة اي عمل جزائري أو عربي أو آخر فيه لف ودوران وفلسفة وإسراف في الاهتمام بالشكل والماكياج على حساب الفكرة، لضيق الوقت ولأنّ لي كتب أخرى وأساليب أخرى أفضّلها على غيرها كبقية البشر، مع كامل احترامي لجميع الأدباء ومؤلفاتهم.
لم أقل هذا الكاتب كبير وذاك صغير، وهذا المؤلَّف حسنٌ وذاك رديء، وإنما قلت : إني مستاء من احتكار أقلية من الأدباء القدامى المجال الأدبي في الجزائر، فنحن أيضا موجودون، فأين مكاننا بينكم وأين نصيبنا في امتيازاتكم؟! .. وإن كنتُ أرفض التهميش فإنّي لستُ أقف عقبة في طريقكم ولستُ أبحث عن وظائف ولا مكافآت ولا جوائز، وإنّما أتطلّع إلى فرصة إلى جانبكم، فوجودي بينكم لن يؤثّر فيكم وفي مقامكم..  مع كامل احترامي لكم جميعا!