قضية الروائي رشيد بوجدرة - قناة النهار :
موقف الكاتب مولود بن زادي - لندن
. لم يشارك في الاحتجاج إلا عشرات المثقفين، وهو دليل على أن الضجة مبالغ فيها وأن المثقفين منقسمون ولا يؤيدون جميعا هذا الاحتجاج، وشاهدنا مواقف كتاب ومثقفين معارضين لهذه الضجة وما أكثرهم، رغم الحملة التي أثارها بعض أصدقاء الروائي بوجدرة!
يشارك في هذه الوقفة عشرات المشاركين..
وفي الجنائز اليومية يشارك العشرات بل المئات! فأين هؤلاء من الاحتجاجات المليونية؟! ومع ذلك يوهمون العالم أنّ التجاوب مع نداء الاحتجاج كان كبيرا!!( مبالغة أخرى تضاف إلى مبالغة الضجة نفسها!)
وإني أتساءل: هل يستحق الأمر كل هذه الضجة؟!
. برنامج الكاميرا المخفية معروف عالميا بعمله على إثارة الضيوف لا سيما الشخصيات المعروفة.. وكثيرا ما نشاهد الغضب في وجوه المشاركين.. ونرى احيانا الدموع في أعينهم.. هذه هي طبيعة البرنامج ولا يمكننا تغييرها.. وكلما زاد الاستفزاز برز السلوك الطبيعي للشخص المشارك.. هذا البرنامج التلفزيوني لم يباغت بوجدرة في مكان ما في الشارع مثلا حتى يرتبك إلى هذا الحد ويفقد السيطرة على سلوكه.. حدث الأمر على البلاتو وأمام الكاميرا والشخص الذكي يدرك توا أن الأمر يتعلق ب كاميرا مخفية..
. لو تعلّق الأمر بدعوة إلى احترام حرية التعبير /المعتقد لما ترددت في الدفاع عن ذلك. لكني لن أشارك في الدفاع عن رجل أهان الجماهير وأساء إلى المشهد الأدبي بنزوله إلى مستوى أطفال الشارع والتلفّظ بالكلام الفاحش في برنامج فكاهي معروف بالاستفزاز والسخرية.
. ومع ذلك، فإني أعيب على أعضاء قناة النهار ربما:
-السخرية من إلحاد بوجدرة، فأنا أحيا في المجتمع البريطاني حيث يلتقي كل أجناس الدنيا ودياناتها وأؤمن بحرية التعبير وحرية المعتقد.
-محاولة الوقوف في طريقه ومنعه من المغادرة
. أعيب على بوجدرة فقدان السيطرة على النفس
أعيب عليه اللجوء إلى لغة غير مهذبة ردا على الاستفزاز وهو كاتب محترم معروف
. وأعيب على الأدباء وبعض الصفحات الأدبية المبالغة في ما جرى وكأنها نهاية الدنيا.. لقد نسي هؤلاء أن المرأة الجزائرية تهان بين جدران البيت وتضرب ولا أحد يدافع عنها.. ونسي هؤلاء أن الأطفال يهانون وكذلك العجزة والمتسوق في السوق.. إنها صورة عادية يحياها الناس في كل مكان! فلماذا نبالغ في ذلك الآن؟! ألأن الأمر يتعلق برشيد بوجدرة؟!.. ولماذا؟! هو بشر مثل كل البشر.
. ومهما كان أحترم أفكار هذا الزميل ومعتقده واعتبر ذلك شأنه لا يحاسبه فيه أحد.. ولا يحق لأحد أن يهينه بسبب أفكاره وتوجهاته.. والله بصير بما نعمل وهو على كل شيء قدير ولا يحتاج إلى مساعدة أحد من البشر.
. ولابد أن نتجاوز مستوى محاسبة الناس وإصدار الأحكام في حقهم والسعي لمعاقبتهم لتوجهاتهم.. ننظر إلى رشيد ككاتب وليس شيئا آخر.. وحياته لا تخص أحدا..
وانا سؤالي الآن وأنا أشاهد هذه السياسة المزدوجة: لو حصل ما حصل لشخص عادي يبلغ من العمر 75 سنة ولم يكن هذا الشخص بوجدرة صديق المشرف على صفحة أبوليوس وآخرين، هل كان هؤلاء قد فعلوا ما فعلوه؟!
بوجدرة ليس مجبرا على تلبية دعوة قناة معروفة ببرامج الكاميرا الخفية.
بوجدرة ليس مجبرا على الرد على الأسئلة التي تستفزه ويمكنه طلب الانسحاب من الحصة دون شتم أحد ودون التلفظ بكلام قبيح لا نسمعه إلا في الشارع، من أولاد غير مؤدبين! فكيف يصدر من "أديب"؟!
رشيد بوجدرة بشر وليس له حصانة تحد من حرية رجال الإعلام..
ثمة قانون في الجزائر وفي كل بلدان العالم.. إذا شعر الرجل أن رجال قناة النهار أهانوه يمكنه اللجوء إلى القانون والقانون يحمي المواطن وحريته وكرامته.
لكن يصل الأمر إلى حد نزول بوجدرة إلى مستوى أطفال الشارع والتلفظ بكلام قبيح، فهذا غير حضاري وغير مقبول ومن المفروض يعتذر للجماهير، فقد أهانها وأساء إلى المشهد الأدبي الذي لم يعد يشارك فيه إلا بالاسم والمنزلة التي كان يحتلها يوما الموروثة من الماضي.
الكاتب مولود بن زادي - بريطانيا
No comments:
Post a Comment