Sunday 3 July 2016

مولود بن زادي لصحيفة الوسط أستطيع تمثيل الأدب الجزائري وتشريفه خارج الديار

حوارات \

الأديب مولود بن زادي يفتح قلبه لصحيفة "الوسط" الجزائرية ويتحدث عن مشاريعه وعن Waciny Laredj و رشيد بوجدرة والرواية التاريخية...

أتقدم بخالص الشكر والتقدير للقائمين على هذه الصحيفة الموقرة وأخصّ بالذكر الكاتب الصحفي القدير حكيم مالك..
ها هو الإعلامي القدير حكيم مالك مرة أخرى يمد الجسور بيننا وبين الأوطان التي نحيا بعيدا عنها.. لا أجد الكلمات للتعبير عن مدى تقديري لهذا الإعلامي المتألق.. ألف شكر لهذا الاهتمام والحرص على تقريبنا من الأوطان والقراء في البلاد الحبيبة. ألف ألف شكر لكل هذه الاحترافية والمهارة الإعلامية..

نص الحوار:

ونحن في شهر رمضان المبارك، كيف يا تُرى يمضي الكاتب مولود بن زادي وقته في هذا الشهر؟

-بكل صدق في هذا الشهر الكريم، عادة ما أشعر ببعض الخمول. فأتوقف عن الحركة وممارسة الرياضة عدا ربما السباحة حيث أتردد على المسبح المحلي أحياناً. وفي جل الأوقات تجدني في البيت مستلقيا في فراشي  أسعى للقراءة والكتابة بقدر المستطاع. ولعلي أنزع إلى القراءة أكثر من الكتابة لأن القراءة، في تصوري، نافذة نطل منها على ثقافات الأمم ونطلع من خلالها على أفكار أفرادها ونستفيد من تجارب أبنائها. والقراءة أيضا الوقود الذي يمد سفينة الكتابة بما تحتاجه من طاقة للإبحار بعيدا في دنيا الأدب والإبداع.

وأنت تعيش في المهجر وبالتحديد في المملكة البريطانية حدثنا عن حنينك إلى الجزائر ؟

-والله البعد عن الجزائر غرس في نفسي حب الجزائر أكثر من أي وقت مضى.. يقشعر جلدي تأثرا وأنا أرى علم الجزائر يرفرف في السماء، وأتألم وأنا أسمع النشيد الوطني أو أنغام "من أجلك عشت يا وطني". وبلغ بي هذا الحنين مبلغاً حتى أني قلت في مقدمة رواية "رياح القدر": " يجرفني تيار الحنين في طريقه، فأتدحرج، وأسقط في بركة الألم والغمّ، فيخرج من أعماقي أنينٌ معبّرٌ عن شيء ممّا أشعر به نحو بلادي:
رَحَلْتُ عَنْكِ يَوْماً يَا بِلادِي،
فَغِبْتُ، ومَا كَانَ الأمْرُ بِيَدِي،
ومَا غِيَابِي عَنْكِ إلاَّ بِالجَسَدِ،
فَبِرُوحِي وفِكْرِي مَعَكِ للأبَدِ.

مَهْمَا تَغَرَّبْتُ وطَالَ بُعَادِي،
عَنْكِ أرْضَ أهْلِي وأجْدَادِي،
سَتَظَلِّين في دَمِي وفُؤَادِي،
أهَوَاكِ فِي المآسِي والأعْيَادِ.

يَا جَزائِرَ البُطُولاتِ والأمْجَادِ،
أنْتِ مَنْبَعُ إلْهَامِي واجْتِهَادِي،
أنْتِ هَوَائِي وشَرَابِي وزَادِي،
أنْتِ حُبِّي ودَمِي ومُرَادِي."

ألا تفكر مستقبلا بتحويل رواية رياح القدر أو رواية أخرى من روايتك إلى مسلسل أو فيلم سينمائي وهل جاءتك عروض حول هذا ؟

-كتبت روايتين مؤثرتين : "عبرات وعبر" و"رياح القدر". كلتا الروايتين تصلح لأن تترجم إلى مسلسل درامي ثري بالأحداث والإثارة والتشويق، بشهادة إعلاميين وأساتذة وقراء. وثورة التحرير المجيدة حاضرة في رواية "عبرات وعبر" الواقعية وفيها مشاهد مؤثرة تذكِّر النشء بأمجاد ثورة المليون ونصف المليون شهيد. اتصل بي مخرجون وعبروا لي عن استعدادهم لذلك، لكن بقيت مشكلة التمويل. يحتاج العمل إلى تكفل من دار إنتاج. فلم أحصل على عروض بعد وإني أتطلع إلى ذلك بمساعدتكم جميعا. وإني أفضل أن يكون العمل مشرقي – جزائري على منوال مسلسل "ذاكرة الجسد" وبلغة مهذبة يفهمها الجزائري والمشرقي معا. وهذه هي وصيتي إن لم يتحقق هذا الحلم في حياتي.

كلمة عن رشيد بوجدرة ؟

-تناول الرجل في كتاباته مشاكل ما بعد الاستقلال والأمراض النفسية التي كان يعاني منها المواطن في جزائر في ذلك الوقت. لكن في تصوري لم يعد له قراء كثيرون في هذا العصر، ولولا ما أثير عنه من جدل مؤخرا في موضوع عقيدته لغاب اسمه في وسائل الإعلام. أقول هذا بصراحة وأسف مع احترامي المطلق لتوجهه ومعتقده.

-كلمة  عن واسيني الأعرج ؟

أديب في القمة مفعم بشغف الكتابة حتى أن أحد مؤلفاته فاق 600 صفحة. ومن مزايا أدب واسيني الأعرج الارتباط بالواقع والتراث والانفتاح على العالم في نفس الوقت. دون أن ننسى قدرته الكبيرة على كتابة المقالة في أكبر الصحف العربية. كل هذا يجعله في أفضل موقع لريادة الأدب الجزائري.

كيف تقيم الرواية التاريخية  في الجزائر ؟

-للرواية التاريخية حضور قوي في الأدب الجزائري، خاض فيها روائيون كبار من أمثال واسيني الأعرج ومحمد مفلاح ومثال على ذلك ربما 
"شبح الكليدوني" لمفلاح التي تناول فيها مأساة المنفيين الجزائريين إلى جزيرة كاليدونيا الجديدة في المحيط الهادي في القرن التاسع عشر.
وفي تصوري، ستظل الأحكام ناقصة ومضللة إذا ظل التقييم يقتصر على أعمال الأقلام المعروفة. لابد أن تُؤخذ بعين الاعتبار أعمال الأقلام الجديدة، ومثال على ذلك روايتي "عبرات وعبر" وهي رواية مقتبسة من قصة حقيقية وهي شاهدٌ على العصر، وثورة التحرير حاضرة فيها اعتمادا على شهادات.

هل أنت بصدد التحضير لعمل شعري أو روائي جديد  وإن كان هذا فمتى سيرى النور ؟
أنا الآن منشغل بكتابة رواية جديدة، حوارية على منوال رواية "يا ابن آدم" للأديب الرائع ميخائيل نعيمة وتتناول موضوع الصداقة في هذا العصر والمحبة والإنسانية. وقد بلغت الآن فصولها الأخيرة وأتوقع صدورها في مطلع العام المقبل. تعلمت عدم التسرع في الكتابة ولا يهمني إن شاركت في معرض كتاب أم لا.. ما يهمني هو أن يكون العمل عند حسن ظن القراء وهو ما حصل بعد نشر الروايتين السابقتين والحمد لله.

لمن يقرأ الكاتب المهجري الجزائري مولود بن زادي من الكتاب العرب والعالميين ؟

-والله الحياة في المهجر جعلتني انفتح على كل الحضارات والثقافات في العالم. فإني أحاول أن أقرأ لكتاب من مختلف الثقافات والخلفيات. واللغة الإنجليزية تسمح لي بذلك وهي لغة عالمية تترجم إليها المؤلفات من كل لغات الدنيا.
لكن بشكل عام، أفضِّل قراءة مؤلفات كتاب عرب من أمثال ميخائيل نعيمة (أعشق نزعته الإنسانية) وطه حسين (أحب نظرته التحررية) والمنفلوطي (البارع في وصف الألم والدموع) وتوفيق الحكيم (أبهرتني سعة خياله) كما أقرأ لكتاب انجليز.. فثقافتي بشكل عام عربية انجليزية.

ماهي الكلمة التي توجهها للقائمين على الثقافة في الجزائر ؟

-أدعو القائمين على الشؤون الثقافية للاعتراف بي وبجهودي لخدمة الأدب والجزائر. منحتُ الأوطان معاجم أنفقت سنوات من عمري في تصنيفها، وبعد ذلك، بدلا من الشكر والعرفان، سعى بعض الأشخاص لمنعي من المشاركة في المشهد. أحتاج إلى مساعدتكم على المشاركة وإني قادر على تشريف الجزائر وتمثيلها خير تمثيل خارج الديار لا سيما في بريطانيا التي تأثرت بالحياة فيها كثيرا.

في الآونة الأخيرة لاحظنا أن أغلب الكتاب الجزائريين اتجهوا نحو النشر في الخارج وبالتحديد في مصر ولبنان وهل تعتبر أن هذا راجع لفشل دور النشر الجزائرية في ترويج لأعمال كتابنا ؟ ما رايك في هذا الطرح ؟

-بالتأكيد، ويا ليته كان مقتصرا على الترويج. تعترض الأديب الجزائري صعوبات منذ البداية، فالعقد الذي يوقعه الكاتب لا يخدم إلا الناشر. وليس ثمة إجراءات قانونية سهلة لمقاضاة الناشر إذا لم يف بوعوده. ويسعى بعض دور النشر إلى استخدام مواد طباعة رخيصة لأغراض تجارية، فتصدر الأعمال بنوعية رديئة. يضاف إلى ذلك عجزها عن التوزيع والمشاركة في المعارض الدولية ومسابقات الجوائز. أما مؤسسات النشر الكبيرة فهي ليست لنا وإنما لنخبة من الأدباء.

من هي الروايات العربية التي تستهويك ؟

-روايات واقعية وإنسانية على منوال أعمال أدباء المهجر. أحب أيضا الروايات الخيالية على منوال أعمال توفيق الحكيم.
ماهي المواضيع التي تهتم بها وتتمنى الكتابة فيها ؟
-إلى حد الآن كل ما كتبته واقعي. بدأت الآن أفكر في الرواية الخيالية وسيظهر فيها تأثير توفيق الحكيم والبيئة المهجرية.
لكن قبل ذلك وإن طال العمر أود كتابة رواية وعدت بها الأصدقاء قبل سنوات بعنوان "فتاة من النمسا" وتروي قصة حب بين شاب عربي وفتاة من النمسا وتجري أحداث القصة كلها في أوربا.

حدثنا عن نشاطاتك  مع الإعلام والصحف الجزائرية والعربية ؟

حاولت العمل مع إحدى القنوات التلفزيونية لكن لم أستطع لأني أفكر بمنطق بريطاني يقدس المواعيد والوقت وهذه القناة تفكر بمنطق تجاري ولا تحترم الوقت وتحاول استغلالي دون مقابل. لكني مستعد للتعاون مع أي قناة مستقبلا لبث برامج تصوّر أجواء الحياة للجالية الجزائرية والعربية المقيمة في بريطانيا إن وصلني عرض.
أما فيما يخص الصحف، فقد اكتسبت خبرة كبيرة في حقل كتابة المقالة وصارت اليوم  تتداول مقالاتي الأدبية والنقدية صحف عربية كبيرة وهو إنجاز عظيم. وأنا عادة ما أعتمد على الواقعية عند كتابة المقالة فلا أدافع عن أي اتجاه وإنما العقل والمنطق والإنسانية.

كلمة أخيرة لقرائك الأعزاء ؟

-أقول لهم إن مجتمعاتنا العربية معروفة بعزوفها عن القراءة منذ قديم الزمان وما زاد الطين بلة والنار لهبا بروز منابر التواصل الاجتماعي. أدعوكم إلى تخصيص وقت ولو وجيز من أوقاتكم للمطالعة. وإني أدعوكم لقراءة مؤلفاتي وهي جزء لا يتجزأ من الأدب المهجري الذي سبقني إليه رواد من أمثال جبران خليل جبران وإليا أبو ماضي وآخرون.. نشترك جميعا في حنيننا الجارف تجاه الأوطان وإيماننا بالمبادئ الإنسانية وقبول التعايش مع كل شعوب الدنيا.

وأقول للجزائر التي أحيا بعيداً عنها:
ومَا غِيَابِي عَنْكِ إلاَّ بِالجَسَدِ،
فَبِرُوحِي وفِكْرِي مَعَكِ للأبَدِ.

مولود بن زادي روائي جزائري مقيم في بريطانيا

#حكيم_مالك
#الوسط
#مولود_بنزادي
#أدب_المهجر
#الأدب_العربي
#أدب_المهجر
#mouloudbenzadi
#mouloud_benzadi


No comments:

Post a Comment