Sunday 19 April 2015

رواية رياح القدر للكاتب مولود بن زادي دراسة نقدية الجزء الثاني بقلم أبو يونس الطيب

دراسات نقدية\

الرواية:                  رياح القدر 
عدد الصفحات:     190
الصنف:                 واقعي \أدب المهجر 
الروائي:                مولود بن زادي 
مكان الإقامة:        بريطانيا 
بقلم:                     الناقد أبو يونس الطيب 

النسق المهجري والشعور بالغربة:

الجزء الثاني:

النزعة التشاؤمية -  وهي من سمات أدب المهجر -  في رواية "رِيَاحُ القَدَر" الواقعية


"لاشك أنّ قارئ الرواية سيلامس من خلال المنحى الرومنطيقي الكئيب شيئا من الحزن والتشاؤم وهي من سمات أدب المهجر يشترك فيها كاتبنا المهجري وقدماء كتاب المهجر من أمثال جبران خليل جبران وإيليا أبو ماضي الذين تداخل لديهم الشعور بالغربة والوحدة والإحساس بالحزن والكآبة والتشاؤم واليأس، وهو شعور طبيعي من وجهة نفسية بالنسبة إلى من عاش الغربة، ومن سمات الرومنطيقي العربي أنّه يتراءى لنا حيران قلقا كأعنف وأقسى ما يكون، وهو لا يملك من أمره إلاّ الإحساس بذلك والتذمّر منه، ويبدو لنا ذلك في مقدمة الرواية حينما يقول: 

"وما الحنين الجارف إلى الأوطان والأهل والأحباب الذي ما برح ينتابني وأنا أخط هذه الأسطر إلاّ شيء من ذلك..  يجرفني تيار الحنين في طريقه فأتدحرج وأسقط في بركه الألم والغمّ، فيخرج من أعماقي أنين معبّر عن شيء مما أشعر به نحو بلادي".

ولا شك أنّ هذا الإحساس بالغربة والحيرة والقلق يولد لديهم مرضا روحيا يغرفون منه إبداعاتهم الرومنطيقية من حيث الانفعال وهو ما شخصه العالم الفرنسي "برجنسون" الذي عمد إلى الغوص الذاتي "دراسة الطبيعة البشرية" والذي يؤكّد على أهمية الانفعال العميق (لا السطحي) إزاء عملية الإبداع بمعنى أنّ الانفعال هو الذي يعطي الشرارة للإبداع... "
(تُتبع A suivre)

No comments:

Post a Comment