الناقد بن زادي: "لهذا يستمر تأخر الرواية الجزائرية والعربية"
كتب بواسطة: محمد عبد النور
قال الروائي والناقد مولود بن زادي "ما تزال الرواية الجزائرية والعربية تعاني سواء من حيث اللغة أو حتى الأفكار مقارنة بالرواية في أوروبا على سبيل المثال وغيرها من بلاد العالم".
وأضاف بن زادي أن الرواية ما تزال على ما آلت إليه بسبب عدة عوامل من بينها: "نرجسية بعض الروائيين الذين بقوا حبيسي محيطهم، فبعضهم يتهافت على نشر رواية في كل سنة ليشارك بها في معرض الكتاب ويحاول
جاهدا أن يبيعها بالتوقيع ويقع نفسه في التكرار بكل هذه الأعمال دون أن يشعر، كما أن استعجاله في نشر هذه الأعمال سيجعلها مليئة بالأخطاء الفادحة عوض أن يحاول الإبداع والتأني فإنما الأدب يقاس بالنوعية وليس بالكم".
وأوضح صاحب معجم الزاد أن "حتى الناقد الأكاديمي يتحمل جانبا من المسؤولية، بعد أن أخفق في الحياد والموضوعية، حيث صار مذعنا لبعض الأقلام المعروفة، فهو يخدم مصالحها، فلم يعد الناقد يبرز أخطاء الأصدقاء بل صار يجاملهم، وهو بذلك يخدع نفسه وإياهم، فكل ما لدينا الآن دراسات نقدية تعتمد على المجاملة لا يكتشف من خلالها الروائي عيوبه! ومن لا يرى أخطاءه ولا يكشف نقاط ضعفه لن يتخلص منها أبدا، ولهذا يبقى الروائي الجزائري فاشلا مقارنة بالأدباء العرب والعالميين، وفي حين يقبل هؤلاء النقاد على أعمال فئة قليلة من الكتاب، تبقى أعمالنا في الظل بعيدا عن الدراسات النقدية، وهذا ما يخلق عدم التوازن بين القدماء والجيل الجديد من الأدباء".
كما عاتب بن زادي أيضا المجتمع "الذي لا يهتم بتاتا بالقراءة ولا يدرك قيمة الإستثمار في الكتب والثقافة، وكل هذا يدفعني للقول بأن الأمم الأخرى أحق منا بنيل الجوائز الأدبية وجائزة نوبل، رغم عدم التكافؤ في الفرص وما نواجهه من مشاكل في النشر والتوزيع والترويج إعلاميا للأعمال الأدبية وغياب النقد وعدم دعوتي للمشاركة في مختلف التظاهرات الثقافية كسائر الزملاء".
وأكد الأديب الجزائري المقيم ببريطانيا قائلا:"رغم ذلك كله، يعد معجم الزاد للمترادفات والمتجانسات العربية من أكثر الكتب رواجا في الجزائر اليوم وحتى أول النسخ من روايتي "عبرات وعبر" لم تبق منها ولا نسخة في مكتبات ولاية غرداية بعد أسابيع قليلة من نشرها هناك، بل حتى طلبة الجامعات صاروا يتنافسون على اعتماد رواية "رياح القدر" مذكرة تخرج ماستر وليسانس في العديد من الجامعات، كما أن مقالاتي باللغة العربية تثير ضجة في الوطن العربي كافة وتتناولها عدة صحف كبرى ومواقع مهمة وصار اسمي يتكرر في الصحف الخليجية".
وأردف مولود "أن حتى الدول المتحدثة بالإنجليزية صارت تتداول أقوالي باللغة الإنجليزية رغم أنها ليست لغتي الأم، كما توجد مواقع إنجليزية كثيرة تقتبس من أعمالي وتنشرها دون أن أعلم بذلك، وصارت أعمالي توزع بين الإنجليز وفي شتى أنحاء العالم من خلال شبكة التويتر وغيرها من وسائل التواصل الإجتماعي الأخرى وأنا أعتبر هذا نجاحا كبيرا لشخص لغته الأم العربية، ويكفي من أراد التأكد أن يكتب اسمي باللغة اللاتينية ليشاهد كل هذه المواقع العالمية التي نشرت ما صدر لي من أعمال".