أجل يا وفاء..
أريدك أن تشاهديني مثلما أنا الآن أمامك..
أريدك أن تشاهدي ذاتي المستقلة عن أسرتي،
وعن كلّ المخلوقات،
والخلفيات..
وأريدك أن تشاهدي ذاتي كما تتراءى لك في هذه اللحظة.
ف"أنا الآن"، يا وفاء، مختلف عن "أنا في الماضي."
ف"أنا الماضي" قد مات.
أما "أنا الحاضر" فما زال ماضيا في مشوار الحياة.
وأما "أنا المستقبل" فلستُ أعرفه،
وقد لا ألتقيه أبداً في حياتي،
أوليس العمر أقصر مما نتصور!
رواية "مَا وَرَاءَ الأُفُقِ الأزْرَق"
مولود بن زادي – بريطانيا
Friday, 27 April 2018
أدب المهجر رواية "مَا وَرَاءَ الأُفُقِ الأزْرَق" للكاتب مولود بن زادي
Wednesday, 25 April 2018
الذكرى 65 لاكتشاف الحمض النووي DNA day
مقالة بمناسبة الذكرى 65 لاكتشاف الحمض النووي💥💥🌾🌷
. تتعرّفون من خلال هذه المقالة/البحث على بصمتي الوراثية ADN من خلال اختبار في أكبر مخبر في العالم ويقع في الولايات المتحدة الأمريكية.
. هذه المقالة تحمل ردا علميا لا يدع مكانا للشك، لكل متعصب لأصل ما وتؤكد عدم وجود عرق صافٍ وتؤكد مبدأ التنوع الذي أؤمن به بعيدا عن الجدل العقيم والشعوذة ومحاولة فرض رأي واحد وعرق واحد على الجميع دون أدلة علمية..
وخير الكلام ما قلّ و دلّ:
في ذكرى اكتشاف الحمض النووي DNA : هل تستطيع البصمات الوراثية تحديد أصول البشر العرقية؟
مولود بن زادي
■ يصادف يوم 25 أبريل /نيسان الذكرى 65 لاكتشاف الحمض النووي، المعروف اختصاراً بالإنكليزية DNA كان ذلك عام 1953 على أيدي البيولوجي جيمس واتسون والفيزيائي فرانسيس كريك. وبعد نحو نصف قرن، إلى أي حد استفاد الإنسان من هذا الاكتشاف؟ وهل سيمكِّن البشر من معرفة أنسابهم وماضيهم؟
معنى الحمض النووي
الحمض النووي الريبي منقوص الأوكسجين Deoxyribo Nucleic Acid جزيء مسؤول عن تخزين المعلومات الوراثية وترجمتها إلى بروتينات. ويوجد في نواة خلايا جميع الكائنات الحية، بدءا من البكتيريا والفطريات والنباتات والحيوانات إلى الإنسان. ويظهر في شكل سلم لولبي مزدوج مؤلّف من شريطين، مكوّنا الكروموسومات التي تحمل الصفات الجسمية والخَلقية للكائنات الحية.
خصائص الحمض النووي
٭ إمكانية التقاطه من أي مخلفات أدمية سائلة (لعاب، دم، مني)، أو أنـسجة (جلد، لحم، عظم، شعر) خاصة في حالة عدم توفر بصمات أصابع.
٭ إمكانية أخذ البصمة من الآثار الحديثة والقديمة.
٭ سهولة قراءتها وحفظها في قاعدة البيانات.
٭ قدرتها على مقاومة عوامل التحلل والتعفن والاضطرابات الجوية (حرارة ورطوبة وجفاف).
الحمض النووي اكتشاف قديم
ولو أنّ الاكتشاف يُنسب إلى العالمين الإنكليزيين جيمس وفرانسيس، إلاَّ أنّ الأبحاث تضرب بجذورها في أعماق التاريخ. فالعالم السويسري فريدريك ميشر (1844-1895) كان وراء اكتشاف «حمض نووي» في خلايا الدم البيضاء أواخر الستينيات من القرن التاسع عشر. واكتشف علماء آخرون بعد ذلك المكونات التي تشكل جزيئات الحمض النووي، وأدركوا أنه رغم اختلاف الحمض النووي في كل الأنواع، إلا أنه يحتفظ دوماً ببعض الخصائص. وقد استفاد العالمان البريطانيان من هذه الاستنتاجات. وقد اتسعت مجالات تحاليل الحمض النووي لتشمل:
حقل الطب الشرعي والتحقيق الجنائي
وذلك بالتقاط البصمة الوراثية من الآثار التي يتركها المتهم في مسرح الجريمة كاللعاب والشعر والمني والدم.
الحقل الطبي البيولوجي
يساعد تحليل البصمة الوراثية على كشف الأمراض الوراثية وفهم طريقة نشأتها في الشخص، بما يتيح له فرصة الوقاية والرقابة واستشارة الطبيب المختص ومعرفة خيارات العلاج، ما يسمح بوصف أدوية مناسبة أو اقتراح أنظمة غذائية معينة وتمارين رياضية ملائمة وتغيير نمط الحياة، للمساعدة على اجتناب الأمراض الوراثية وعلاجها والحد من آثارها. ويستطيع المستهلك أن يطلع على تكوينه البيولوجي بما يسمح له من التحكم أكثر في صحته ورفاهية وحسن إدارة العناية الطبية.
فك ألغاز الماضي
من عجائب الحمض النووي قدرته على البقاء لآلاف السنين، ما سمح بتشخيص بقايا قديمة ما كان الإنسان سيفك ألغازها من غيره. هكذا استطاع العلماء استخراج الحمض النووي من بقايا إنسان نياندرتال سعياً لمعرفة مراحل تطور الإنسان. وبفضل هذه التحاليل، تمكن العلماء من التعرف على بقايا ملك إنكلترا ريتشارد الثالث (1452-1485). إذ لم يكن أحد يعرف هوية العظام القديمة التي أظهرت آثار جراح، التي تم العثور عليها بالقرب من مدينة ليسيستر في إنكلترا سنة 1913. ليثبت تحليل الحمضيات بعد ذلك أنها لملك إنكلترا الذي قتل في معركة بوسورث ليكون آخر ملك في أسرة يورك يحكم إنكلترا.
التنبؤ بالمستقبل
تجرى ملايين التحاليل الجينية في أنحاء العالم لأجل تحديد العاهات الوراثية في وقت مبكر من الحياة حتى يمكن بدء العلاج في أقرب الآجال وقبل تطورها. كما تسمح نتائج الاختبارات للأزواج باتخاذ قرارات بخصوص إنجاب أطفال. فبفضل هذه التحاليل يمكن التكهن بما إذا كان الجنين معرض لحالات مثل متلازمة داون أو التثلث الصبغي 21.
اختبارات الأبوة ومعرفة نسب الطفل
سعى العلماء منذ البداية لاستغلال تقنيات تحليل البصمة الوراثية لإثبات نسب الطفل في إطار الزوجية وخارجها. واليوم تعج المحاكم في الوطن العربي بما لا يُحصى من الدعاوى المرفوعة في قضايا نفي النسب، التي يرفض أصحابها الاعتراف بالنسب الشرعي لأبنائهم، حيث يلعب الحمض النووي دورا حاسما في تحديد الأبوة وتسوية قضايا النسب.
الحمض النووي يكشف أسرارا خفية
أثارت نتيجةُ أحدِ اختبارات النسب ضجةً إعلامية في الولايات المتحدة والبلدان الغربية هذه الأيام. تناولتها صحيفة «الواشنطن بوست» بعنوان «امرأة تقول إن اختبار الحمض النووي لـ Ancestry.com يكشف عن أبيها – طبيب خصوبة والديها» (3 أبريل/نيسان 2018) فقد فاجأت نتيجة عينة الحمض النووي المرأة الأمريكية كيلي رولت عندما أبلغتها بتوافق بصمتها الوراثية وبصمة طبيب يقيم على بعد 500 ميل منها. تعود وقائع القصة إلى عام 1980 حيث وجد والدا رولت هوورد فاولر وسالي آشباي صعوبة في الحمل. كان فاولر يعاني من نقص الحيوانات المنوية، فاقترح أخصائي النساء (مورتيمر) عليهما حقن السائل المنوي للزوج والسائل المنوي لرجل آخر مجهول الهوية في رحم الزوجة. فالتمس الزوجان أن يكون المتطوع طالباً طويل القامة له عينان زرقاوان. وأبلغهما الطبيب مورتيمر بعد ذلك أنه وجد المتطوع المناسب، لكنه في آخر الأمر استخدم منيه في العملية بدون إذن. وهكذا بالمصادفة ومن خلال اختبار النسب، انكشف سرٌّ ظلّ خفيا لعشرات السنين، وانكشف مع ذلك الأب الحقيقي لكيلي رولت، الطبيب المكلف بعلاج والدتها نفسه، وانكشف أيضا ما اقترفه هذا الأخصائي في حق هذه الفتاة والأسرة وشرف المهنة. وتتواصل هذه القضية اليوم في محكمة المقاطعة الأمريكية في ولاية ايداهو.
اكتشاف الأسلاف والأقارب
اختبار الأسلاف: تقوم به مراكز مختصة تملك قاعدة بيانات حمض نووي واسعة وتقنيات متطورة. واليوم يلقى هذا التحليل اهتماماً متزايداً في أرجاء الدنيا. وتتم من خلاله مقارنة التكوين الجيني لشخص ما بتكوين أناس آخرين من خلال فحص عينة حمضه النووي مقارنـــة بملايين العينات الأخرى المحفوظة في قاعدة البيانات المقبلة من مختلف أنحاء العالم.
وقد اخترتُ شخصيا إجراء هذا الاختبار قبل أسابيع من باب الفضول وبإلحاح بعض أفراد أسرتي المتعطشين لمعرفة التكوين الجيني للأسرة. وأيضاً إيماناً بعدم وجود نسب خالص للجنس البشري متنوع الألوان والأعراق والخصائص الأخرى، والموجود على سطح هذا الكوكب منذ آلاف السنين، والمعروف بالاختلاط والتزاوج والترحال والكرّ والفرّ، بما لا يدع مجالا للشك في اختـــلاط تكويننا العرقي. ورغبتُ، في الأخــير، التحقق من صحة معلومة تناقلتها أسرتي لأجيال بأن أحد أجــــدادي من جهة الأم يكــون من أصل أوروبي إيطالي/روماني.
فاتصلت بموقع ancestry.com وهو أكبر مركز مختص في هذا النوع من الاختبارات، ويملك أكبر قاعدة بيانات حمض نووي في العالم. وأرسلت عينة لعاب من لندن إلى جمهورية إيرلندا. بعدها بأيام وصلتنا رسالة إلكترونية تؤكد وصول العينة وقيام المكتب بتحويلها إلى مخبر في الولايات المتحدة. وتطلعت وأفراد أسرتي إلى النتائج. وكان بعضهم يتساءل بفضول «ماذا إذا كان أصلنا كذا؟» محلقين في سماء الشرق الأوسط وأدغال إفريقيا السوداء وبلاد الهند وأقصى شرق آسيا… كنتُ آنذاك أردد «لا تهم أصولنا العرقية، وإنما مشاعرنا الإنسانية». وكنتُ أؤمن بأنّ «الإنسانية لا تفضّل أحداً على الآخر.. ولا تميّز بين البشر لاختلاف الأصل أو العرق أو اللون أو الدين أو الجنس أو اللسان… كالأم الحنون التي لا تميّز بين أبنائها، من لحمها ودمها». وكنت أؤمن بأن نتائج الاختبار لن تغير نظرتي إلى نفسي، ولا إلى هؤلاء البشر من حولي، ولستُ أرى نفسي غير بشر بين كل البشر. بعد أسابيع، وصلتنا رسالة إلكترونية تحمل نتائج التحليل من خلال رابط خاص.
بدت النتائج منطقية ومرضية تعكس البيئة التي نشأتُ فيها وما عرفته عن تاريخها، وتعكس أيضاً ملامحي الخارجية: 38٪ شمال إفريقيا + 15٪ الشرق الأوسط. كما أكد الاختبار الأصل الأوروبي من جانب الأم بنسبة مذهلة 27٪ أوروبا الجنوبية + 9٪ شبه جزيرة إيبيريا. ومهما كان، فإنّ تحاليل الحمض النووي التي حققت خلال عقود قليلة نتائج وإنجازات مذهلة تعِد بمستقبل زاهر للبشرية، خاصة مع اتساع الأبحاث وتطوّر تقنيات الاختبارات وزيادة حجم قاعدة البيانات.
٭ كاتب جزائري – بريطانيا
Monday, 23 April 2018
Humanity quotes bill Clinton
Humanity quotes /
OUR DIFFERENCES DO MATTER.
BUT OUR COMMON HUMANITY MATTERS MORE."
BILL CLINTON
#humanity
#bill_clinton
#usa
#America
#bestquotes
#quoteoftheday
Monday, 16 April 2018
Humanity quotes humanity does not favour anybody
HUMANITY DOES NOT FAVOUR ANY HUMAN BEING OVER ANOTHER,
FOR RACE, RELIGION, SEXUALITY, AGE OR GENDER...
JUST LIKE A CARING MOTHER
WHO DOES NOT FAVOUR ONE CHILD OVER ANOTHER.
MOULOUD BENZADI
Friday, 13 April 2018
مقالتي في صحيفة رأي اليوم اللندنية إليزابيث باريت رائدة العهد الفيكتوري
الشاعرة الإنكليزية إليزابيث باريت رمز الإرادة والنضال في العهد الفيكتوري
شهد شهر آذار/مارس ميلاد عدد من الأدباء الكبار في العالم. وقد شاءت الصدف أن يولد في يوم 6 آذار اثنان من عمالقة الأدب العالمي وهما الروائي الكولومبي غابرييل غارثيا ماركيث (1927-2014) والشاعرة البريطانية إليزابيث باريت براوننغ (1806-1861).
«لم تكن إليزابيث باريت براوننغ على الإطلاق تخشى التعبير عن وجهات نظرها في المسائل الاجتماعية والسياسية المعاصرة، وهو موقف جعلها تبرز ككاتبة غير مقلدة ومناضلة. فبينما كتبت الشاعرات المحافظات عن الطبيعة والتقوى الدينية والفضاء المنزلي، فإنّ براوننغ كتبت عن التصنيع والعبودية والزعامة السياسية والجدل الديني والمشاكل التي تعاني منها المرأة في المجتمع وما تعنيه الحياة في العالم الحديث»، بهذه الكلمات وصف سيمون أفيري، باحث في أدب وثقافة القرن التاسع عشر الشاعرة الإنكليزية إليزابيث باريت براوننغ (1806-1861). التي تعد من أعظم شعراء «العهد الفيكتوري» وربما أفضل شاعرة في إنكلترا منذ عهد شكسبير. ورغم منزلتها العالية في سجل الأدب الإنكليزي وشهرتها التي تعدت حدود الجزر البريطانية لتمتد إلى أنحاء المعمورة، تبقى مجهولة إلى حد بعيد في وطننا العربي.
الميلاد والنشأة:
ولدت إليزابيث يوم 6 آذار/مارس 1806 في مقاطعة دورهام شمال إنكلترا. اسمها الأصلي إليزابيث باريت، وبعد زواجها من الشاعر روبرت براوننغ سنة 1846، اكتسبت اسم براوننغ. تلقت إليزابيث تعليمها في البيت. كانت شغوفة بالقراءة، وتحب تعلم اللغات القديمة، فتعلمت العبرية واليونانية واللاتينية، وهو ما مكَّنها من الاطلاع على حضارات تلك الشعوب وآدابها. وقبل بلوغها سن العاشرة كانت قد قرأت أعمال عمالقة الأدب الإنكليزي من أمثال ويليام شكسبير (1564-1616) وجون ميلتون (1608-1674) وأعمال أدباء إغريق بالإضافة إلى أدباء فرنسيين مثل روسو (1712-1778) وفولتير (1694-1778). وهذا ما ساهم في إثراء ثقافتها، وصقل شخصيتها، ورسم مسارها الأدبي والفكري.
التأثير الإغريقي:
يظهر التأثير اليوناني منذ بداية مشوارها الأدبي، في أول ديوان تصدره وهي صغيرة لم تتعد بعد ﺴﻥ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ عشرة، بعنوان «معركة الماراثون» سنة 1820، وهو ديوان شعر ملحمي يروي وقائع معركة الماراثون سنة 490 قبل الميلاد التي تمكن فيها جيش أثينا وبلاتايا بقيادة ملتياديس وكاليما خوس من إلحاق الهزيمة بجيش بلاد فارس بقيادة الملك داريوس الأول الذي حاول إخضاع اليونان إلى سلطة الإمبراطورية الفارسية رغم تفوق الجيش الفارسي عدديا. ويتضح التأثير اليوناني أيضا من خلال قيام إليزابيث باريت بترجمة التراجيديا الإغريقية Promotheus Bound إلى الإنكليزية. فقد نشرت ترجمتين لهذا العمل: أصدرت الترجمة الأولى سنة 1833، لكنها لم تكن مقتنعة بمستواها حيث قالت في وقت لاحق إنها ترجمة حرفية لا تفي النص المترجم ولا اللغة الانكليزية حقهما، فقامت بإصدار الطبعة الأولى للترجمة الثانية سنة 1850.
الألم والإبداع:
عانت إليزابيث باريت من مرض الرئة وهي في سن الرابعة عشرة، وهو ما حملها على استخدام مسكنات الألم بشكل دائم، وهو ما ساهم أيضا في تدهور حالتها الصحية. وبعد سنة من ذلك تعرضت لحادث سقوط نتج عنه كسر في العمود الفقري ظلت تعاني منه مدى الحياة. وتوالت مصائبها، فقد توفيت والدتها سنة 1828. وبعد ذلك بقليل، انهارت تجارة والدها، فاضطر إلى بيع ممتلكاته. وتعاقبت المصائب في حدود سنتي 1837 و1838 حيث ساءت حالتها الصحية مع تفاقم مرض الرئة والذي يرجح أن يكون مرض السل. وفي عام 1840 تعرضت لفاجعة جديدة حيث توفي شقيقها (صمويل) متأثرا بمرض الحمى. وبعدها بقليل تعرضت لصدمة مماثلة حيث فقدت شقيقها المفضل (إدوارد) الذي مات غرقا في منطقة توركي المطلة على البحر جنوب غرب بريطانيا. ورغم المرض المزمن وتوالي المصائب، فإنها لم تستسلم ولم تتوقف عن الكتابة. إذ قامت بترجمة Promotheus Bound إلى الإنكليزية سنة 1833. وقامت بإصدار The Seraphim and Other Poems (السيرافيم وقصائد أخرى) وكان لهذا الديوان صدى واسع لدى الجماهير البريطانية وزاد الشاعرة شهرة.
قصائد من البرتغالية:
وفي عام 1850، أصدرت ديوان شعري بعنوان:
Sonnets from the Portuguese (قصائد من البرتغالية) وهي مجموعة تتألف من 44 قصيدة رومانسية كتبتها الشاعرة معبرة عن حبها لزوجها روبرت. وكانت الشاعرة قد ترددت في نشر هذه القصائد في البداية لأنها كانت تنظر إليها على أنها شخصية لا تليق بالنشر. لكن زوجها أقنعها بإصدارها مؤكدا أن هذه الأشعار الأفضل منذ عهد شكسبير. ولأجل السرية، ارتأت الشاعرة في بداية الأمر أن تمنح الديوان عنوان «قصائد مترجمة من اللغة البوسنية»، لكن زوجها اقترح عليها أن تنسبها إلى اللغة البرتغالية ربما للون بشرتها المائل إلى الداكن وملامحها القريبة من ملامح أوروبيات البحر المتوسط وهو من كان يلقبها «صغيرتي البرتغالية». فكان العنوان في نهاية الأمر «قصائد من البرتغالية « وهو عنوان أساء الكثير من المراجع العربية ترجمته حيث يتردد عنوان «قصائد من البرتغال» مع أن المصادر الأصلية الإنكليزية تشير بوضوح إلى اللغة البرتغالية Portuguese وليس البلد Portugal وهي أخطاء ينبغي تصحيحها لأجل الدقة والأمانة. وليس من شك في أنَّ القصيدة رقم 43 في هذا الديوان هي خير ما كتبت. تقول فيها:
«تريد أن تعرف مقدار حبي لك؟
دعني أحصي لك السبل..
أحبك حتى آخر عمق،
وآخر عرض،
وآخر ارتفاع تصله روحي…»
حياة النضال:
إليزابيث باريت لم تكن شاعرة فحسب، بل أيضا مترجمة ومفكرة ومناضلة استماتت في محاربة العبودية واستغلال الأطفال. ففي شهر آب/أغسطس 1843 نشرت قصيدة (صرخة الأطفال) في صحيفة (بلاكوودز مغازين). وقد ساهم عملها في إدخال إصلاحات وإصدار تشريعات لحماية الأطفال من الاستغلال. وكان لها بالغ الأثر في أدباء عالميين من أمثال الشاعرة الأمريكية إيميلي ديكنسون (1830-1886). باريت أيضا رمز من رموز الثبات والصمود وأفضل نموذج للشخصية القوية والإرادة الصلبة والشجاعة والهمة. فقد استطاعت هذه المرأة رغم المرض والإعاقة والألم والمصائب وخيبات الأمل، أن تبقى في عالم الأدب وأن تصنع لنفسها اسما خالدا، ومجدا أبديا. فهي إلى يومنا هذا تعد من أفضل الشعراء الإنكليز، وتعتبر أشعارها من أفضل الأشعار في تاريخ الأدب الإنكليزي بعد أشعار وليم شكسبير. ولعل من أفضل ما خلفت لنا إليزابيث باريت القصيدة رقم 14 من ديوان (قصائد من البرتغالية). تقول فيها:
«إذا كان لابد أن تحبني
ليكن ذلك بلا سبب
عدا الحب نفسه.
فلا تقل أحبها لأجل ابتسامتها
أو لأجل نظراتها
أو لأجل طريقة كلامها العذبة
أو لبراعتها في التفكير، التي تتفق مع ما أريد
والتي تعطي شعورا جميلا بالرضا
في مثل هذه الأيام
ذلك لأن مثل هذه الأشياء،
يا حبيب الروح، ممكن أن تتغير،
وقد يختلف رأيك فيها مع مرور الزمن،
والحب الذي قام يمكن أن يتبدد.
لا تحبني أيضا من باب الشفقة بي،
وأنت تمسح العبرات عن خدي
لأن المخلوق قد ينسى الدموع
فينشق هناؤك على طوله
ويزول حبك عندئذ
لكن أحببني باسم الحب وللحب فحسب
وإلى أقصى درجة يمكنك أن تحب بها،
حبا يدوم للأبد».
#الأدب_الإنجليزي
#إليزابيث_باريت
#مولود_بنزادي
#أدب_المهجر