دراسة نقدية لرواية "رِيَاحُ القَدَر" العاطفية الاجتماعية الواقعية للكاتب مولود بن زادي
المقيم في بريطانيا
بقلم الناقد أبو يونس معروفي عمر الطيب
الجزء الأول: مشاهد الهجرة والحنين إلى الوطن في رواية "رياح القدر"
"يمكن القول إنّ رياح القدر للكاتب المهجري مولود بن زادي هي نتاج بيئتها ليس فقط من حيث القصة والخطاب وإنما من حيث اكتسابها كل آليات البنية التبليغية العامة.
إن النص الروائي "رياح القدر " في سمته المسيطرة أخذا و صناعة سيستوقف المتلقي لاشك وهو يلامس مسحة الاغتراب يقابلها الحنين إلى الوطن بدءا من المقدمة التي صيغت بلسان الكاتب الذي لقب نفسه بالكاتب المهجري وكان يمكن النفاذ إلى هذه السمة في شخصيته دون أن يكون لها ذكر بمقدمة الكتاب وذلك من خلال طابع الخطاب الروائي المتقد حبا واشتياقا إلى الوطن فهو يُحيلنا إلى زمن أدبيات المهجر بكل ما يحمله من تسامي مثالية " أخلاق + عفاف + فضيلة " ، إذ يتجلى الحنين بارزا في مقدمة روايته هذه شديدا قويا يوحي بالاشتياق الكبير إلى الجزائر، وكأن الكاتب لم يكتف بالوصف الذي خص به لحظات مغادرة فؤاد " بطل روايته " ارض الجزائر فراح يكتب قصيدة في الوطن مقفاة أنهى بها مقدمته، ونجد انه ظل يبعث برسائل الحب إلى الوطن حتى النهاية فنجده يعبر هنا في الصفحة ص176 يصف فؤاد وهو يغادر أرض الوطن بما يلي:
"ما أشد تأثره وهو يرى مبنى مطار بلاده يتباعد شيئا فشيئا أمام بصره لم يخطر بباله أبدا أن الرحيل عن الوطن من أصعب وأتعس لحظات الحياة "
" يغمره فجأة حنين جارف إلى وطنه وهو لا زال على أرضه فينتابه شعور انه حتى وان جال الدنيا برمتها فانه لن يلفي أرضا أعزمن ارض أجداده ولا صدرا احن من صدر بلاده "..
وفي مقدمة كتابه يذكر قصيدة قال فيها:
"مهما تغربت وطال بعادي،
عنك ارض أهلي وأجدادي،
ستظليـــــــن في دمـي وفؤادي،
أهواك في الماسي والأعيـــــــاد..."
وفي سياق مماثل يقول الشاعر المهجر ي شفيق معلوف:
"وطني ما زلت ادعوك أبي وجراح اليتم في قلب الولدْ
هل درى الدهر الذي فرقنا انه فرق روحا عن جسد... "
(تُتبع)
No comments:
Post a Comment