Monday, 7 July 2014

رواية عَبَراتٌ وعِبَرٌ للكاتب مولود بن زادي مقطع يشير إلى ثورة التحرير الجزائرية

Algeria Independence Day 5th July 1962 / extract from my nonfiction novel entitled "Abarat Wa Ibar"  (Tears and Conclusions)
مقطع من رواية "عَبَراتٌ وعِبَرٌ" الواقعية وفيه إشارة إلى ثورة الجزائر المجيدة بمناسبة عيد الاستقلال الموافق ل 5 يوليو جويلية 1962 وعاشت الجزائر في حرية وعزة وكرامة..  بن زادي - لندن

المقطع فيه حوار بين عمار وإبراهيم في المستشفى حيث يزور عمار ابنه العليل ويبلغه أن زوجته حامل... ..فمن هما يا ترى هذان الرجلان؟!  عمار هو جدي وإبراهيم هو والدي رحمهما الله... بقي والدي في المستشفى أشهر طويلة لِعلّة في رجله حيث أجريت له عدة عمليات لم تنجح للأسف وخرج والدي من المستشفى معوّقا... كان ذلك في مطلع الخمسينات.. كل ذلك في رواية "عَبَراتٌ وعِبَرٌ" التي اعتمدت فيها على شهادات الكثير من الأشخاص ومنهم والدي رحمه الله، واعتمدت فيها على أسلوب سهل وواضح أساسه الفكرة والمضمون بعيدا عن اللف والدوران والفلسفة والبطء.
آخر نسخ الطبعة الأولى لرواية عَبَراتٌ وعِبَرٌ متوفرة بسعر خالي من الربح في مكتبة إتحاد الكتاب الجزائريين في شارع ديدوش مراد بالجزائر العاصمة وبعض النسخ متوفرة هنا في لندن.

المقطع

"رفع إبراهيم ذراعيه إلى السماء ونظر عاليا وقال داعيا:
- اللّهم إنّي أحمدك وأشكرك، ما أكرمك ربي!... اللّهم ارزقنا ذريّة صالحة...
وأضاف مبتهلا إلى المولى عز وجل:
- اللّهمّ ارزقني ولدا يخلفني ويحيى إسمي من بعدي! يا أرحمّ الرّاحمين!...
فقال عمّـار:
- وأنا أدعو الله أن يطيل عمري حتّى أرى ابنك وأحمله بين يديّ وأفرح به قبل أن أفارق الدنيا!
فقال إبراهيم:
- أبعد الله الشرّ عنك يا أبي! أدعو الله أن يطيل عمرك فيتربّى كلّ أولادي بين أحضانك، فيرتووا من عطفك ويستقوا نفعا من علمك وتجاربك!

وما لبث أن حدّث الوالد ابنه عمّا لقيه من متاعب في رحلته الطويلة من سطيف إلى الجزائر. إذ تعرّض هو وغيره من المسافرين للتّفتيش والتنكيل نتيجة اندلاع أحداث أغسطس أوت 1956 وتصاعد الأعمال الثورية على الاحتلال الفرنسي.
جلّى الوالد ببصره في أرجاء الغرفة متفحّصا ليطمئن أنّه لا يسمعه أحد، ومن ثمّ انحنى إلى ابنه وأضاف هامسا:
- أنت يا بني هنا في المستشفى منذ زمن طويل، فلا شكّ أنّك لم تر شيئا! الوضع مشتعل في هذه المدينة وفي كلّ مكان!...

وطرف إلى باب الغرفة مستطلعا ثم التفت نحو ابنه ثانية وقال وقد لاحت في عينيه أمارات التأثّر:
- الجزائر!... الجزائر، يا بني، تجاهد! نعم إنّها تجاهد من أجل إخراج الاحتلال من أرضنا!... الدماء! الدماء يا بني، تسيل في كلّ مكان خلف هذه الأسوار!... نعم! الدماء تسيل والنّاس يموتون كلّ يوم وفي كلّ مكان في سبيل تحرير هذه الأرض وحتّى يحيا أبناء هذا الشعب في عزّة وكرامة!

تألّقت عينا إبراهيم إعجابا وبشرا لما سمعه. ومن ثمّ مدّ يده برفق ووضعها فوق يد والده وقال بإثارة:
- تحيا بلادنا!
فضمّ الوالد يده الأخرى إلى يد ابنه وصاح مبتسما في صوت واجف وعلامات التأثّر تغمر وجهه:
- تحيا الجزائر!... "   بن زادي - بريطانيا

الرجاء مواصلة تسجيل الإعجاب بصفحتي على الرابط التالي :
https://www.facebook.com/MouloudBenzadi?ref=hl

No comments:

Post a Comment