Monday 13 March 2017

اللغة تموت بإرادة الشعب وتُبعث بإرادة الشعب، مولود بنزادي صحيفة الموعد اليومي

صحيفة "الموعد اليومي" الجزائرية تنشر الخبر:

قال إن اللغة لا تموت إلا بإرادة شعبها... .الناقد مولود بن زادي: "هكذا تُبعث اللغات بعد موتها"

تصريح الصحيفة:

قال إن اللغة لا تموت إلا بإرادة شعبها... .الناقد مولود بن زادي: "هكذا تُبعث اللغات بعد موتها"

طباعة

كتب بواسطة: محمد عبد النور 

قال الناقد والكاتب مولود بن زادي: "نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية في 2015 مقالا بعنوان "كيف بعثت اللغة المانكسية الغيلية بعد الموت".. وذكر التقرير الدور الذي لعبته التكنولوجيا في إحياء هذه اللغة، فالدعم

التكنولوجي يعد حجرَ الأساس لبعث اللغة، ومن جملة ذلك أيضا تويتر وأفلام فيديو اليوتوب والتسجيلات الصوتية إضافة إلى تصميم تطبيق اللغة للهواتف الذكية الذي يقوم بتحميله آلاف المستخدمين.

وأضاف بن زادي أن من بين الخطوات المذكورة في المقال لإحياء اللغة:"إدراجها في المناهج التعليمية وفتح مواقع تسعى لنشر اللغة تعتمد على مصادر مختلفة في التعليم مثل تطبيقات الهاتف المحمول، فآخر مبادرة لتعليم اللغة المانكسية للكبار، حسب الموسوعة الحرة، تمثلت في إنشاء موقع "قل شيئا باللغة المانكسية"، كما تم إصدار معجم جديد في هذه اللغة سنة 2016، فهكذا استطاع سكان جزيرة مان وعددهم لا يتجاوز 89 ألف نسمة بعث لغتهم المانكسية المنقرضة، بفضل إرادتهم وتعلقهم الشديد بلغة أجدادهم ورفضهم التخلي عنها".

وأكد الناقد المقيم ببريطانيا أن "هذه التجربة تعد بلا ريب رسالة لكل الشعوب بأن اللغة لا تموت إلا بموت إرادة هذه الشعوب، وإن ماتت نتيجة تخلي الشعوب عنها فإنها قابلة لأن تعود إلى الوجود في أي وقت، إن استفاقت ضمائرها ولا شك أننا نستخلص من هذه التجربة الرائدة أن لوسائل التعليم والتكنولوجيا دورا عظيما، ليس في حفظ اللغة ووقايتها من الإنقراض فحسب، وإنما أيضا في بعث اللغات المنقرضة وترقيتها ونشرها".

كما أردف بن زادي قائلا: "ندرك من خلال هذا النموذج الناجح أن موت اللغة ليس أبديا، فاللغة الميتة تستطيع أن تعود إلى الحياة بعد سنوات وحتى بعد قرون اعتمادا على ما تتركه من رموز وقواعد وأصوات وغير ذلك، إن حظيت باهتمام الشعوب والأجيال القادمة".

وانتهى بن زادي إلى قوله:"نستخلص من هذه التجربة أيضا أن مصير اللغة يخضع إلى حد بعيد لإرادة البشر، تموت إن تخلوا عنها، وتبعث من جديد وتعود المياه إلى مجاريها كأن شيئا لم يكن إن عادوا إليها والتفوا حولها ورغبوا في إحيائها وتشبثوا بها حتى إن كانوا لا يتحدثون بها مثلما فعل سكان جزيرة مان لاحقا، حينما أدركوا أنهم لا يستطيعون التخلي عن لغة أجدادهم مع أنهم لم يكونوا يتحدثون بها ومع أنهم كانوا يتقنون أكثر لغة انتشارا في الدنيا، اللغة الإنجليزية".

No comments:

Post a Comment